جور نار
أساميها… شُو تعْبو أهاليها *
نشيد لأجمل القرى والمدائن في مواجهة التدنيس والتدليس
نشرت
قبل 33 ثانيةفي
من قبل
منصف الخميري Moncef Khemiri
أسماء القرى والمدن الفلسطينية المُلحقة عام 1948 بالكيان الغاصب والمُفتكّة عام 1967 والجاري تدنيسها اليوم هي الشاهد الأكبر على فلسطين البدايات، وهي بيوت الأجداد التي يحتفظ أحفادهم بمفاتيحها من وراء الأسلاك وقضبان الزنازين ومداخل المخيّمات. لا أعتقد شخصيا أنه من باب الذاتيّة الموغلة في أنانيّتها أو من قبيل التباهي النرجسي أن تكون القرى هناك حاملة لأسماء بهيجة وفاتنة قبل أن يغيروا أسماءها إلى أسماء عبرية تبدو قميئة وعدوانية.

ففي البدء كانت فلسطين، ليّنة في نطقها ومرنة في استدارة حروفها وينفتح اسمها على رائحة “الفل” لينغلق على أديم “الطين” الذي به قُدّت جدران المسجد الأقصى بالقدس وكنيسة المهد في بيت لحم. أما إسرائيل فتُحيل مباشرة على الأسر والكسر (في أول اسمها الذي صُنع صنعا بعد ميلاد والدي) وتُنطق على وزن ملك الموت عزرائيل وما استفردت بعربي فلسطيني إلا وفعلت الأفاعيل.
أما القرى والمدن الفلسطينية فإليكم بعض الأمثلة التي تؤكّد فكرة أن المهجة التي صنعت أسماءها كانت مغموسة برذاذ البحر في المرافئ القديمة ورحيق الليمون وذهب الزيتون، وكانت مُدبّجة بأهازيج الأعراس وأفراح الناس، وكانت مُعطّرة بالأساطير الكنعانيّة الضّاربة في التّاريخ وحكايـا الصّبايا وبيادر الفلاحين والألبسة المُطرّزة وحِكمة الصيّادين.
فهذه بيسان، إسمها مثل بستان وريحان ولمعان ينعش الناظرين والزائرين. تمرّس أهلها بالصناعات التقليدية اليدوية، خاصة صناعة الغزل والنسيج، وتعبق مروجها بالنخيل والكروم والثمار والحبوب. وبيسان مدينة قديمة كان يطلق عليها اسم لسان الأرض، وبها عين الفلوس التي تقول عنها الأسطورة إنها من الجنة.
وتلك يافا ببرتقالها وليمونها ومنسوجاتها وأوانيها الفاخرة. قال عنها الشاعر :
إن كان لي في الدنيا رفيقة
فأنا لا أهوى في الدنيا سوى يافا العتيقة
جدرانها السود والقناطر علمتني
كيف الغزل بين عاشقٍ والعشيقة
أما حيفا مدينة التوت والقمح والأرجوان، والواقعة بين الرملة والكرمل، فقد منحها الميناء مدى كونيا لا ينتهي وأكسبها جبل الكرمل إبهارا مشهديا نادرا… هذا الجبل الذي أهدى اسمه للحوليّات وقصائد الشعراء.
والخليل، لقّنت الإنسانية دروسا في النظافة لأنها مدينة صنع الصابون منذ القدم (لما كان الغرب يغرق في فضلاته إلى غاية القرن الثامن عشر) إلى جانب تخصّص متساكنيها بغزل القطن وصناعة الزجاج ودباغة الجلود. وهل ثمة مفردة في العربية تنبض بمعاني الصداقة والودّ والألفة والمحبة والخلّة والمعاشرة كما تنبض بها كلمة الخليل ؟
من ناحيتها تتفرّد القدس بكونها رمز للقداسة والطهورية والجلالة وهي أرض الأنبياء والقدّيسين.
وصاحبات الجلالة جنين وعكا وصفد وطبرية والرملة والناصرة وطولكرم هي أسماء مرجانية صيغت على مهل في بيئة مستقرة يتكئ أصحابها على علاقة وجدانية بالأرض وانغراس عميق في تجاعيد الجبال وتماه مطلق مع خصوصيات الأرض والتلال.
أنظروا أجداد الفلسطينيين كيف كانوا يسمّون قراهم ومداشرهم : كفر برعم وكفر عنان وكويكات والمنشية والمنصورة والأشرفية والبيرة وعرب الصفا وكوكب الهوا وبعلين وبيت دارس …أسماء ناعمة تُغريك أصالتها وتتمنى زيارتها عندما تنقلب الموازين وتنزع عنها أسماءها الفاحشة التي كُتبت حروفها بالدم ودقيق عظام الأطفال المطحونة.
في قطاعات أخرى من فلسطين، تعترضك قرى ثانية بأسماء أخّاذة وساحرة مثل تل الترمس وحمامة وسمسم وكوكبا والمجدل والمسمية الصغيرة ونجد وياصور وأم الزينات وأم الشوف وبلد الشيخ ودالية الروحاء والريحانية والسنديانة والسوامير والطيرة وعين غزال والمزار والنغنغية… ربما لم تعترضنا هذه الأسماء البتّة من قبل، لكن مجرد نطقها يعطيك الانطباع بأنها مألوفة وتربطنا بها صلة وجدانية خفيّة إلى درجة يخيّل إليك أنه لو كان التواصل الجغرافي مباشرا بين فلسطين وتونس لأنهينا تعداد هذه القائمة بأسماء قرى من هنا من قبيل ريحانة وجبل السرج وزهرة مدين وفرنانة والحبيبية ومحبوبين وعين سلطان ووادي الزبيب وكاف الحمام، إلخ…

وننهي بهذه السلسلة الأخيرة من العناوين المحفورة بعناية في سجلاّت الذاكرة الجماعية والشاهدة على أن الحبر الذي كتبوا به الأسماء الجديدة ليس من النوع السرمدي الذي لا يمّحي لأنه حبر زائف وزائل بمجرد غروب قبّة الهواء التي تحمي صانعيه. لقد صنع الأجداد أسماء نقيّة مثل تل الصافي وزيتا والقبيبة في قضاء الخليل والعباسية وبيار عدس والحرم ورنتيّة وإجليل الشمالية في قضاء يافا، والقسطل ودير ياسين وعين كارم ودير الهوى في قضاء القدس، واللجون والمزار ونورس في قضاء جنين، والمجيدل ومعلول في قضاء الناصرة… أسماء ستعود حتما إلى أوكارها يوما، فــ “بيوتهم قشّ وزجاجهم هشّ …وإن شرّدوا طيرا يمضي له العشُّ” كما قال شاعرنا الأبيّ أولاد أحمد.
أسماء المستوطنات، لا جمال فيها ولا محسّنات
مقابل أسمائنا الملطّفة والمنتقاة حروفها من أكاليل الزهور وطيب الزعتر والرمّان، نجد أسماء خشنة بأحرف جارحة وبمعان لا ندركها لكنها لا تبعث على الاطمئنان، لأن مجرد سماعها يخدش الأذن ويدعونا للاستنفار وكأنها صفّارات للإنذار، مثل أرجمان وأفيقيم وإيليعازر وتكواع وآلون شيفوت وبنيامين بكعوت وأليشا ناحال واين هوجلا وعيناف وأفخين عضرطوط وعيتص إفراييم وجفعوت وجفعون حاداشا وقرنية شمرون وكوخاف هشاحر وجفعات زئيف وغاديد ونتسار حازاني الخ… (كلها أسماء حقيقية لمغتصبات صهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة).
أعترف أيضا، ودائما، وبلا هوادة، بأن هذه النظرة التي غذّيتها في هذه الورقة إزاء الأسماء التاريخية للقرى والمناطق الفلسطينية والأسماء الطارئة عليها، هي نظرة منحازة وغير حياديّة بالمرة وتخيّرت فيها ما شئت من الأسماء وفقا لمزاج آنيّ ملتاع، لكنها رؤية فيها شيء من الموضوعية والوجاهة لأن الأسماء لها ماض وتاريخ وهي مثل الصخر تماما يصقلها هبوب الرياح ويُرقّقها جريان المياه على مرّ السنين… فتغدو نِتاجا طبيعيا لجملة من الاعتمالات والانفعالات لا يمكن أن تكون حاضرة لدى “شخص بولوني الجنسية من أم أوكرانية الأصل وأب مجري استقدموه ليصبح مستغلا فلاحيا في كيبوتزات الكيان” على أرض لم يتربّ على نسغ أشجارها وإنشاد طيورها ورمل شواطئها ولا نجوم سمائها وشُهُبها.
لتأكيد ذلك، إليكم ما قاله بول كلاين في مقال له بعنوان “تغيير الأسماء في إسرائيل” الصادر بالمجلة العالمية لدراسة أسماء الأعلام Revue Internationale d’Onomastique في ديسمبر 1951 :
“منذ الأيام الأولى لوجودها، أمرت الحكومة المؤقتة لدولة إسرائيل المواطنين الذين يحملون أسماء أجنبية بالتخلي عنها والاتصال فورا بمصلحة مختصة في وزارة التربية والثقافة من أجل تخيّر اسم أنيق وملائم ويكفي من أجل ذلك توجيه مطلب إلى وزارة الهجرة مقابل رسوم زهيدة تُدفع مرة واحدة بالنسبة إلى كل عائلة…”
وهي حقائق تؤكد أن معركة الأسماء هي معركة موازية رافقت كامل مسار الاحتلال والاستيطان وأن أقدم اسم لديهم لا يتجاوز مداه التاريخي عُمُر كتاب أبو القاسم الشابي “أغاني الحياة” أو ملزومة “الصبر لله والرجوع لربّي” للشاعر عبد الرحمان الكافي لدينا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مستلهمة من أغنية تؤدّيها فيروز من كلمات جوزيف حرب وألحان فيلمون وهبة:
أسامينا
شو تعبوا أهالينا تلاقوها
وشو افتكروا فينا.
تصفح أيضا
جور نار
قل أعوذ بربّ الناس… من شرّ الوسواس !
نشرت
قبل يومينفي
28 أكتوبر 2023من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
الانحراف الخطير الذي أخذته الحرب المشتعلة بين أصحاب الأرض في غزّة والكيان المحتلّ جعلني أسأل نفسي ما الحكاية، ما الذي وقع؟

فاليوم يُباد سكان قطاع غزّة من الرضيع إلى الشيخ دون شفقة ولا رحمة، وكل العالم يشاهد ولا يحرّك ساكنا لإيقاف المذبحة وإيقاف المأساة…فالمعركة انقلبت من ردّ على هجوم تجاوز الخطوط الحمراء من الحركة الغزّاوية، إلى إعلان حرب إبادة شاملة على الأرض ومن عليها وعلى البناء ومن بداخله وانقلبت إلى إعلان شبه علني للبدء في تغيير خارطة الشرق الأوسط والتنصّل من كل الاتفاقيات السابقة بين دولة فلسطين ودولة الكيان…
تعالوا لنتحدث بعقل ومنطق، ما هي الضمانات التي أعطيت للحركة الغزّاوية قبل أن تجتاز حدود القطاع وتعلنها حربا على الكيان بطريقة لم تخطر على بال أحد لم نعرفها ولم تغامر بها جيوش العرب سابقا أبدا، فما بالك بأن تفعلها حركة لا تمتلك من الأسلحة غير بعض الرشاشات والصواريخ محلية الصنع؟؟ هل نسيت او تناست الحركة الغزّاوية أنها ستكون في مواجهة جيش مدجّج بكل وأخطر أنواع الأسلحة، وأنها قد تجد نفسها وحيدة في مواجهة الموت؟ هل كانت على بيّنة من الخطر الذي يحدق باهلها سكان غزّة وأطفالها ونسائها وبناتها ورجالها وشيوخها ومرضاها وحتى كلابها وقططها لو أعلن الكيان حرب إبادة شاملة عليها؟ هل كانت على بيّنة من أنه لا يمكن أن تعوّل على العرب ولا جيوش العرب في معركتها هذه…؟
تعودنا سابقا ببعض المناوشات وإطلاق لصواريخ هنا وهناك في اتجاه بعض المستوطنات، لكن لم ننتظر أبدا حربا شبه شاملة وتجاوزا لكل الخطوط الحمراء من رجال الحركة الغزّاوية؟ فمن أوعز لهذه الأخيرة التحرّك بذلك الشكل الواسع والخطير وهي التي تعلم حجمها العسكري وحجم جيش الكيان المغتصب جيّدا، هل ضمنت حماية أهلها إن تحركت نحوهم آلة القتل التي يمتلكها الكيان، هل ثمة من أوعز لها بأن “افعلي وسنكون معك”، أم هل ثمة من أوقعها في فخّ أخر أكبر حجما من مجرّد مناوشات بين صاحب أرض ومحتلّ أو مجرّد إطلاق لبعض الصواريخ على مستوطنة لا تبعد أكثر من عشرين كيلومترا عن وسط غزّة؟
هل من العقل والمنطق أن تعرّض الحركة الغزّاوية أهلها وأطفالها وكبارها وشيوخها ونسائها لكل هذه الإبادة وهذا التنكيل الذي لم نعرفه سابقا ابدا؟ هل وصل “الغباء” أو لنقل “السذاجة” والتهوّر بالحركة الغزّاوية للتورط في حرب غير متكافئة وهي تعلم خيانة دول المواجهة العربية ورغبة أغلب دول المنطقة في الارتماء بحضن تل أبيب في إطار اتفاقية “ابراهام” التي أدارت رقاب أغلب دول المنطقة؟ وهل “أعدّت للعدو” وهنا أقصد الكيان ما استطاعت له من قوّة؟ فإن فعلت فكيف تسمح بإبادة شعبها بتلك الصورة التي لم ير العالم أبشع وأفظع منها في تاريخ الحروب؟
شخصيا أصبحت وبعد ثلاثة أسابيع من الإبادة أرى وأقرأ أمورا أخرى قد تكون بالنسبة للبعض غير منطقية ولا يقبلها العقل وقد يكون من الجنون التفكير فيها، وقد يكون فيها من المنطق والواقعية الكثير… فكأني بالحركة الغزّاوية وقعت ضحية مكيدة من أحد أطراف النزاع الذي يعيشه العالم اليوم…فقد تكون المكيدة من الكيان عن طريق بعض عملائه في غزّة أو في الدول العربية لتوريط الحركة الغزاوية في صناعة مبررات الإبادة التي يعيشها سكان القطاع منذ ثلاثة أسابيع…وهنا وجب أيضا ان نحكّم العقل فقد يكون كل ما روجت له “ماكينة” الإعلام التابعة للكيان ومن يدعمها من دول الغرب و”الماما” من مجازر وتنكيل بالمستوطنين من آليات صناعة مبررات ما يحدث اليوم وما سيحدث غدا في خارطة المنطقة عموما…
فكيف نفسّر سرعة إعلان تحويل الدعم غير المشروط للكيان حتى قبل معرفة ما وقع بالضبط…؟ ألم يكن هذا الدعم موجها بالكامل لأوكرانيا في حربها مع روسيا من كل دول أوروبا؟ ولمن نترك أوكرانيا يا ترى؟ وكيف نفسّر إعلان الماما الحرب “ضمنيا” إلى جانب مدللتها من خلال إعلان الرئيس بايدن إرسال حاملتي طائرات إلى سواحل الأراضي المحتلة وشرق المتوسط، وتوفير كل ما يحتاجه الكيان من ذخيرة وهذا أمر لم يقع منذ عقود من الزمن من أجل حماية الكيان، وكيف نفسّر سرعة قرار ضخّ مليارات من الدولارات في خزينة الكيان كتعبئة لموارد الحرب التي لم تعلن منذ حرب أكتوبر 73…وكأني بالأمر دُبّر بليل…وكأني بالماما على علم بما سيقع لمدللتها قبل أن يقع ولم تُعلمها لغاية في نفس “المستر بايدن”؟
أوصلني “الوسواس” رغم أني قرأت فجرا “قل اعوذ بربّ الناس من شرّ الوسواس…” إلى أمر أخطر أيضا…فالصمت الغريب لبعض الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط يثير ظنوني أحيانا وشكوكي أحيانا أخرى…فأغلب هذه الدول لا تريد خيرا بالحركة الغزّاوية، وبعضها يريد إبعادها تماما عن المشهد الشرق أوسطي فالحركة أصبحت حجر عثرة امام عديد التوافقات مع الكيان أمام البعض …وهي خصم سياسي من رحم خصم سياسي لدى البعض الآخر…فحين يصل الجبن ببعض قيادات المنطقة إلى عدم الاعتراض عن ضرب الحركة الغزّاوية، والاكتفاء بالمطالبة بعدم تعرّض المدنيين إلى القصف وعدم المساس بالمرافق الحياتية الأساسية، فهذا يعني ان هؤلاء ومن يرفعون هذه المطالب لا يريدون خيرا بالحركة ولا يهمهم إن أبيدت على آخرها من قبل جيش الكيان…
لا أظنّ أن العرب مرّغت رؤوسهم وكرامتهم في التراب كما يقع معهم اليوم…ولا أظنّ أن العرب ضعُف عودهم كما هم عليه اليوم…ولا أظنّ ان العرب تشتّت شملهم كما تشتّت اليوم…ولا أظنّ ان العرب انطفأت شعلتهم كما انطفأت اليوم وهم يشاهدون إخوتهم ورضّع إخوتهم ونساء إخوتهم وشيوخ إخوتهم يُقتلون وينكّل بهم أمام العالم…فالعرب اليوم في الحضيض ووصلوا إلى القاع بسبب خذلانهم لإخوتهم واكتفائهم بالفرجة…والتزام الصمت…فالعرب اليوم يتجرعون الهزائم والفرقة والذل والاستعمار السياسي والاقتصادي بسبب عمالتهم وخيانتهم لبعضهم البعض ولأهمّ قضاياهم…ففلسطين أصبحت ملهاة لكل قيادات العرب يخرجون ملفها يوم يحتاجونه انتخابيا وسياسيا ويساومون به دول الغرب لغاية في نفس مصالحهم…
فما أتته الحركة الغزّاوية هو شرف لكل العرب حتى وإن كان غير مدروس أو بـ”إيعاز” من طرف آخر مستتر تقديره “هو” له مصلحة في ما يقع اليوم…ما اتته الحركة الغزّاوية يعتبر حقّا إنجازا تاريخيا مقارنة بتاريخ الدول العربية في مواجهتهم للكيان سابقا…وما أتته الحركة الغزّاوية يمكن أن نفاخر به جميعا رغم حجم الدمار والمأساة التي عاشها ويعيشها أهل غزّة، ورغم الألم والتنكيل والفقدان واليتم والقهر والتشريد الذي عانته وتعانيه غزّة وأهل غزّة …فلا أحد من جيوش العرب التي تكدّس السلاح منذ عقود خوفا من الكيان وشعبها يموت جوعا، أقول لا احد غامر بالدخول مترا واحدا داخل الأراضي المحتلّة من الكيان…فبعضهم لا يعرف من الردّ حين تقصف مطاراته غير جملة واحدة تذاع في وسائل الانباء الرسمية “نحتفظ بحقّ الردّ…” فكم من مرّة وإلى يومنا هذا احتفظت بعض دول المواجهة بحقّ الردّ وهي تُدَكُّ بصورايخ الكيان ليلا نهارا؟
والسؤال الذي وجب طرحه اليوم هل يمكن مقارنة جيوش نظامية مدججة بكل أنواع الأسلحة، مع مجموعات مسلحة بأسلحة فردية وبصواريخ من صنع محلي وقع تطويرها رغم الحصار والمراقبة المستمرة والغارات التي أصبحت خبزا يوميا لأهل غزّة؟…هذه المجموعات محاصرة منذ أكثر من عشرين سنة ونجحت في تخطّي حاجز الخوف من كيان غاصب وهاجمته في عقر داره لتقلب كل المفاهيم وتخلط كل الأوراق داخليا وخارجيا ولتصبح الرقم الصعب في فصائل تحرير الأرض من مغتصبها…فالحركة نجحت داخليا في كسب تعاطف كل الفصائل الفلسطينية ونجحت في افتكاك موقع متقدّم في المشهد السياسي والعسكري الفلسطيني… ونجحت خارجيا في فرض نفسها كرقم لا يمكن استثناؤه من كل حوار أو اتفاقية مستقبلا…
أغلب البلدان العربية التي هللت فعلا لما أتته الحركة الغزّاوية لا مصالح لها في ما يقع وتبعد آلاف الكيلومترات عن حدود فلسطين المحتلّة…ولا تبحث عن غير صالح الشعب الفلسطيني …أما من التزموا الصمت ولم يسعدوا ولم يرفعوا ساكنا ولم يصرخوا في وجه الكيان أن “أوقف الحرب وإلا…” ولم يستدعوا سفراء الكيان للمساءلة حفظا لماء الوجه…هم من لا يريدون خيرا بالحركة الغزّاوية ولا بقضية الشعب الفلسطيني…هم على حدود الأرض المحتلّة…ولهم من السلاح ما يشبع كل الشعوب العربية من جوع… لكن وللأسف، هم من ارتموا في حضن الكيان وهم سبب الهزائم والخذلان…هؤلاء ملوك ورؤساء العرب الذين بنوا أسوارا عالية بينهم وبين شعوبهم…وبين ما تريده شعوبهم فلا أحد منهم استمع إلى ما يطالب به شعبه…جميعهم نكّلوا بشعوبهم وأرغموها على الانصياع لمزاجهم وما يريدون…
هؤلاء يذكرونني بقصّة عجوز روسي سأله احد الصحفيين بعد خروجه من السجن: “لماذا اعتقلتك الحكومة ثلاث مرات؟” قال العجوز: “كنت شاباً حين انضممتُ إلى الحزب، وكنتُ أرافِق مفوض الحزب الشيوعي وهو يشرح تاريخ الحزب ومبادئه، وعند مرورنا أمام الكرملين قال لي المفوّض: (إن سور الكرملين عالٍ جدا؟) سألته: (لماذا هو عالٍ؟) فأجاب: (كي لا يقفز الحمير من فوقهِ)…قلت له: (من الخارج للداخل أم من الداخل للخارج؟) فاعتقلوني ولم يفرجوا عني حتى مات ستالين…وحين أفرجوا عني فَرِحتُ، ووضعتُ صورة خروتشوف بجانب صورة ستالين، فجاءني مفوض الحزب وسألني:(هل لا زلتَ تضع صورة هذا الحمار؟) سألته: (أيّ منهما؟) فأعادوني إلى السجن، ولم يفرجوا عني حتى مات خروتشوف…وفي المرة الأخيرة كنتُ أحتفل بعيد ميلاد أحد أحفادي، فاتصل بي مفوض الحزب وقال لي: (لماذا لم تأتِ إلى اجتماع الحزب الأخير؟) أجبته: (لو علمتُ أنه الأخير، لكنت جئت مع كل عائلتي واحتفلنا… فاعتقلوني للمرة الثالثة)”…
هذا ما تعانيه بعض الشعوب العربية من حكامها…يُعتقلون في كل العهود وكأنهم ولدوا ليكونوا سكانا للسجون ووقودا للمعتقلات …فماذا تنتظرون من حكام يستبدون بشعوبهم ولا يستمعون إلى انتظاراتهم وما يريدون…هكذا هي شعوب دول المواجهة التي تفوق تكاليف تسلحها تكاليف كل غذاء العرب…كل العرب…
لهذا ولأكثر من هذا علينا ان نعلم حقيقة ما جرى ويجري…هل تصرّفت الحركة الغزّاوية بمفردها ودون التشاور مع أي طرف آخر؟ وإن كان ثمة أطراف أخرى في هذا الذي يجري فمن هي…أهي إيران…روسيا… بعض الدول العربية…العمّ سام…أم هو الكيان الذي دبّر كل شيء واوقعنا في هذه المأساة لغاية في نفسه ونفس الماما…أم هو الكيان الذي جنى ثمار ما أقدمت عليه الحركة الغزّاوية بإيعاز من أحدهم…فمن يكون الـ “أحدهم”…إن وُجد…؟؟ وأعود لأقول في كل الحالات ما أقدمت عليه الحركة الغزّاوية فخر سيسجله التاريخ في الوقت الذي نسمع فيه شخير بعض حكام العرب على بعد آلاف الكيلومترات…من بلادنا…وعلى بعد أمتار من حدود الأراضي المحتلّة…
والسؤال الأهمّ من كل ما وقع من همّ وغمّ…لماذا يصرّون على تزوير حاضرنا…ألم يكفهم تزوير كل تاريخنا…؟؟ فصبرا يا أهل غزّة…وإلى بعض حكام العرب…ألا تبّت اياديكم…وانفجرت دمعا مآقيكم…
لن نغفر لأجدادنا ما تركوه لنا من فقر وجهل وأعباء تخلّف تنوء بها الجبال … ذات يوم قالت نوّارة نجم لأبيها الشاعر: لقد تركتني رضيعة ثم طفلة ثم شابة ورحت تنطّ بين السجون وصالونات الشعر ومدرّجات الجامعات، غير عابئ بما يمكن أن أصير أو يقع لي… بحق السماء لمَ أنجبتني؟

الحكاية حقيقية، ويقال إن رفيق درب الشيخ إمام وجم ولم يحر جوابا … وبعد مدة صاغ سؤالها مع رد (أو تبرير) في أغنية يفتتح بها مسلسل “حضرة المتهم أبي” … هذا مجرّد مثال لا يمسّ من تقديرنا للشاعر العظيم وقضايانا التي حملها شامخا على كتفيه … نتوقف فقط عند معنى الأبوّة والمسؤولية … فقط، فقط … ما أصعب أن يسألك ابنك عن تقصير أو رهن لمصيره أو لامبالاة تامة بأحواله عامين أو عشرة أو ثلاثين … أجدادنا اليوم نترحّم عليهم بكل البِرّ ونذكر زمنهم بالخير وفينا من يفني عمره مستعرضا أمجادا وبطولات خوال … أما أنا وحين أرى ما يحصل لفلسطين وما يأتي من عربدة بضعة كلاب ضالة وما يفوه به عجوز أمريكي وزوج عجوز فرنسية وخادم هندي لدولة بريطانيّة عجوز هي الأخرى … عندما أرى وأسمع الإهانة والشماتة وقلة الحياء علنا من قادة دول في حقّنا، لا أجد لأجدادنا مبررا لكي أفتخر بهم أو أقول فيهم خيرا … وأسكت هنا حتى لا أنهال على ذكرهم بما لا يستطاب …
الحديث عن الأجداد لا يعني جدك للأب أو الأم بالضرورة … بل سلسالا من الأسلاف على مدى ألف سنة وأكثر، قل فقط في القرنين الأخيرين … ولا يستثنينا نحن أجداد أجيال الغد … فقد أنجزت الدول الغربية (وحتى الشرقية القصوى) ثورتها الصناعية الأولى والثانية، وترسخت لديها مؤسسات ديمقراطية ودول قانون ونشر واسع للعلم والتعليم والبحث العلمي، وتحررت دول جنوب عدة منها دول عربية كمصر … فيما كانت دولة عربية مترامية الأطراف كالسعودية خالية من الغزو الأجنبي وحتى العثمانيون انهزموا واستراحت منهم … ومع ذلك يقي التواكل والتخلف والعجز عن بناء مؤسسات عصرية ودولة متينة الأركان، بقي ذلك عندنا قائما جاثما نائما … حتى مشاريع النهضة التي طرحها بعض الرواد مطلع ذلك القرن، واعتمدتها في القاهرة ثورة 19 … حتى هذه وئدت سريعا بظهور تيارات فكرية قروسطية تكفّر العصر وترجع إلى أنماط القرن الأول للهجرة وتدعو لإحياء الخلافة … وعرفت دعما عجيبا ونموّا فلكيّا عصف بأيّ أمل في تحديث وخلق قوّة ومضاهاة مردة العصر …
حتى الاستقلالات التي حصلت بعد ثلاثة عقود، أي مع بشائر الخمسينات … حتى هذه لم تزد عن كونها قشور فرح ووهما بالسيادة، وسرعان ما تكشّفت عن كيانات عربية متنافسة في الصغارة والفقر والاستبداد والفساد وعبادة زعماء أنصاف آلهة في كل بلد … بل واتضح أن الشعوب خرجت من الاستعمار لتقع في شراك التبعية، وهاتوا بلدا عربيا واحدا لم يبق على أوثق الصلات بمحتلّه السابق … فرنسا، ، أنكلترا، إيطاليا وحتى إسبانيا … اقتصاديّا وثقافيا وطبّيا، نعم وكم من زعيم “مستقلّ” يهرع به أهله لأقلّ وعكة إلى مستشفيات باريس ولندن وروما … ولم تتغيّر المعادلة كثيرا بحلول زائريْن جديديْن وقتها، واشنطن إلى اليوم وموسكو في زمن من الأزمان …
كل هذا والإذاعات تردد عشرات الأناشيد الحماسية في تواريخ تتبدّل بحسب تبدّل الزعماء واختيارهم على أيام سعد تلائم جلوسهم على العرش … أناشيد حماسية قوامها طبعا تأليه صاحب السلطة على أنه خير من تسعى به قدم … والفخار بهذا الوطن الذي تحرر وأطرد الاستعمار مع الشتائم المناسبة لهذا الاستعمار الذي انتصرنا عليه … والتباهي بحالة الازدهار التي تعمّ تلك البلاد منذ تولّي الزعيم الملهم دفّة قيادتها … والمحافل الدولية التي قتلها الانبهار بمسيرة التنمية واللحاق بركب العالم المتقدّم … إلخ، إلخ … وتصدّق غالبا ما يقال في إذاعة بلادك عن بلادك، ولكن يصادف أن تسمع إداعات شقيقة أخرى، أو مراسلة من دولة شقيقة تبثها إذاعتك الوطنية … فتفغر فاك حين تلقط ما يقال عن زعيمهم المفدّى وأحوالهم الرخيّة هناك، فإذا به نسخة بالألوان عمّا يذاع عن زعيمك وأحوالك هنا …
تصدّق وتمشي مزهوّ الصدر والكبرياء … ثمّ تشكّ قليلا جرّاء التشابه الذي ذكرناه سالفا، ثمّ يزيد شكّك حين تطّلع على مصادر أجنبية محايدة تصفك وتصف أجوارك وأشقّاءك بأنكم جميعا عالم ثالث … وتصنّفك وتصنّفهم ضمن الدول التي تعتاش على القروض والمساعدات، أو على ريع ثروة باطنية لا فضل لإنسان فيها، أو على تصدير اليد العاملة الرخيصة، أوعلى تحويلات المهاجرين، أو على سياحة فقراء أوروبا، أو على ما تجود به النخلة والزيتونة كما كان منذ ألفي سنة … وتصنّف جامعاتك وجامعات أشقائك خارج أي تصنيف دولي محترم، لا ضمن الخمسمائة ولا صمن الألف … مهما ادّعت إذاعتك وتلفزتك ومهما تنافخ وزراء تربيتك وتعليمك العالي … نفس الشيء بالنسبة إلى منظومتك الصحية، ونسيجك الصناعي، وفلاحتك، وثقافتك التي لا يسمع بها أحد كيلومترا واحدا خارج حدودك وحدود أقربائك في أحسن الأحوال … ويتعرّى كل شيء بالكامل حين تحصل أزمة (دبلوماسية خاصة) مع الدول الكبرى، فإذا بقرصة أذن واحدة كقطع النزويد بالقمح مثلا، تُدخل بلادك في مذلّة بلا مثيل …
في الأثناء تحررت شعوب كثيرة، في أوّل القرن العشرين وأيضا في وسطه … تحررت فعلا لا خطابة وبنت نفسها بجدّ وتحوّلت إلى نمور وأسود رغم أنّها استقلّت معك وربما بعدك … وفيها دول مثل ماليزيا بدأت نهضتها بعد استقلالنا بربع قرن أي في الثمانينات … وفيها دول مثل كوريا الجنوبية هي عبارة عن نصف دولة … وفيها دول كسنغافورة هي عبارة عن جزيرة مثل جربة، ولكن دخلها الوطني الخام يفوق البلاد العربية مجتمعة … بلا بترول ولا غاز ولا مرجان ولا ترتان … وتحولت إلى دول منيعة لا يقدر أحد على إزعاجها أو إزعاج أجوارها وأشقائها … ويكفي التذكير بما حصل من أزمة ظرفية عاشها اقتصاد دول “آسيان” (جنوب شرقي آسيا) سنة 1997 … إذ ركب الرعب عواصم أوروبية وغربية عظمى، والسبب البطالة التي هددت مئات آلاف العمّال الغربيين الذين تشغّلهم مصانع ومتاجر وماركات الدول الآسياوية تلك !
وفي الأثناء أيضا … تسلل الذين لا أسمّيهم إلى فلسطين فردا ففردا، مجموعة فمجموعة، باخرة فباخرة، واغتصبوا أرضا شقيقة عزيزة وكوّنوا من عصاباتهم جيشا، ومن جيشهم دولة، ومن دولتهم قوّة هزمتنا في كل المعارك رغم حسن نوايانا وعدالة قضيتنا … طبعا هناك دعم دولي لهم رهيب، وهناك مؤامرة كبرى تحاك منذ مؤتمر بال، ومنذ سايكس بيكو، ومنذ وعد بلفور، ومنذ قرار التقسيم ومنذ ومنذ ومنذ … ولكن …
هل نحن (أو بعض مِن “نحن”) غرباء تماما عن تلك المؤامرات أبرياء منها؟ … هل الدعم الخارجي وحده يمكن أن يرجّح قوة على قوّة؟ … هل هناك ما يمنع أن يكون لك نفوذ في الخارج يعادل على الأقلّ نفوذهم؟ هل لهم مال وليس لك مال؟ هل لهم جاليات مبثوثة في كبريات العواصم وليست لك جاليات هناك؟ أسأل ثانيا … هل حالهم الداخلي، مستوى مؤسساتهم، قيمة جامعاتهم، أقلّ أو أكثر أو في مستوى ما هو عندنا؟ … أخاف أن أجيب فتنهال على الرأس حجارة مولْوِلة زاعقة يتطاير منها الشرر … شرر خير أمة أخرجت للناس …
والسؤال الأخير … لماذا وكيف ومتى ينتهي تفوّق “مستوطنة” على وطن بريح لا تكاد تغرب عنه الشمس؟
جور نار
بسبب سياسة رئيسها المنحرفة عن العقلانية الديغولية … فرنسا تخسر مواقعها بالدول العربية بعد إفريقيا
نشرت
قبل 5 أيامفي
25 أكتوبر 2023
أثناء جولته الشرق أوسطية التي استهلها بالكيان المحتل خيب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظن حتى بعض مواطنيه حين لم يشر إلى مذابح الدولة الصهيونية وتقتيل الأطفال و تهجير المدنيين و تدمير البيوت على سكانها … مع قطع الماء و الكهرباء و المعاش عن الباقين على قيد الحياة بقطاع غزة و الاعتداءات المتكررة و قتل الأبرياء بالضفة الغربية أيضا…

بل ذهب إلى اكثر من ذلك مقترحا حشد ائتلاف يجمع الدول الغربية (وهو يقصد الناتو ضمنيا) ضد المقاومة الفلسطينية … ويساند الاحتلال بكل قوّة مقتفيا آثار الأمريكي بايدن، كما يعوّل على مشاركة مفترضة من البلدان العربية ضمن التكتل المشار اليه وتجديد حشر “حماس” كمنظمة إرهابية مع داعش، لتبرير إبادة الشعب الفلسطيني تحت هذا الستار … هذا المقترح يثبت تواطؤ سلطة فرنسية كانت تاريخيا ومنذ مطلع الجمهورية الخامسة مع الجنرال ديغول ورغم قربها من الدولة الصهيونية، تتعامل بحذر وتعقّل مع أطراف الصراع ولا تعلن انحيازا مفضوحا للكيان الغاصب مثلما يفعل ماكرون ..
لذلك أمكن تصنيف زيارة ساكن الإيليزيه الثانية للضفة الغربية ضمن الزيارات غير المرغوب فيها بل كانت في انتظاره مظاهرات رفض ناتجة عن قناعة بأن حضوره استفزاز ومضيعة للوقت … وفعلا فحتى لدى لقائه بعباس لم ينبس باي تنديد او تلميح تجاه المجازر الصهيونية بغزة و الضفة الغربية … فلم تعد تهمّ الشعب الفلسطيني اية مبادرة صادرة عن رئيس فرنسا الذي كرر دعمه و مساندته للكيان الإرهابي، و لا يمكن قبوله كشريك في اية مفاوضات مفترضة.
الواضح للمحللين إن ماكرون الذي خسر عديد المواقع و فشل فشلا ذريعا أمام الثورات الأفريقية التي نسجت تقاربا كبيرا مع روسيا و الصين على حساب مواقعه وسياسته المسكونة بالعقلية الاستعمارية، هاهو ذا يكرر سياسته الخرقاء مع قضية العرب وشعوب العرب ودول العرب … ومن شأن هذه السياسة ستكون في انتظاره أيام صعبة سواء على مستوى الشارع الفرنسي او البرلمان حيث يتربص به عديد السياسيين و الاحزاب و النقابات.
كما أن ماكرون سيحصد غضب الشعوب العربية و كتلة المهاجرين المغاربيين خاصة وربما قد يصل الأمر إلى مراجعة شكل العلاقات مع دول شمال أفريقيا مثل ” كنس:” اللغة الفرنسية من قطاعات التعليم والإدارة لتعويضها باللغة الإنكليزية المجدية والأكثر انتشارا، وهو الأمر الذي تتحمل فرنسا الطاعون ولا تتحمله.
سيواصل ماكرون مسرحيته بالأردن و ربما مصر ليجتر دوره الكاريكاتوري الموجه اساسا لتغطية فشله المدقع داخل فرنسا و خارجها، ووقتها لن تنفعه إسرائيل ولا أمريكا.

أساميها… شُو تعْبو أهاليها *

صفقة تبادل الأسرى … “الكل مقابل الكل” في الأفق القريب

المقاومة تتسلل خلف خطوط جيش الاحتلال … وتضرب تل أبيب

على خلفية الاعتداء على جماهيره بالمغرب … الترجي يتقدم بشكوى إلى الكاف

الساحلين… الملتقى الوطني للأديبات الشابات
استطلاع

صن نار
- فُرن نارقبل 8 دقائق
صفقة تبادل الأسرى … “الكل مقابل الكل” في الأفق القريب
- صن نارقبل 10 ساعات
المقاومة تتسلل خلف خطوط جيش الاحتلال … وتضرب تل أبيب
- رياضياقبل 10 ساعات
على خلفية الاعتداء على جماهيره بالمغرب … الترجي يتقدم بشكوى إلى الكاف
- ثقافياقبل 22 ساعة
الساحلين… الملتقى الوطني للأديبات الشابات
- صن نارقبل يوم واحد
قوات أمريكية تشارك جيش الاحتلال في هجماته على غزة
- صن نارقبل يوم واحد
“هيومن رايتس ووتش”… انقطاع الاتصالات في غزة يهدد بإخفاء “فظائع جماعية”
- ثقافياقبل يومين
بعيون أطفالها… طبرقة تساند الشعب الفلسطيني
- جور نارقبل يومين
قل أعوذ بربّ الناس… من شرّ الوسواس !