وهْجُ نار
“الرئيس يريد إسقاط النظام” ! …
نشرت
قبل سنتينفي
من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
لماذا خاب ظنّ هذا الشعب في حكامه؟ ألم يخترهم هو يوم الحشر الانتخابي؟؟ ألم يصرخ طويلا باسمهم؟؟ هل خُدع هذا الشعب ممن يحكمونه اليوم؟ أم هو سلوك مزاجي لشعب يعيش المأساة والوجع منذ عشر سنوات؟؟ و هل ستتواصل خيبات هذا الشعب في حاكم يُخرجه مما هو فيه؟؟ أم أن هذه الأرض ستلد قائدا يُنسي الشعب أوجاعه؟؟ فلا الأحزاب أوفت بما وعدت، و لا ساكن قرطاج تأبط خيرا بالبلاد…و لا من أختاره لكرسي القصبة نجح في إعادة الأمل لشعب تأبط الألم…

لسائل أن يسأل لماذا أصبح الشعار الأقرب لجميع فئات هذا الشعب “الشعب يريد اسقاط النظام”…؟؟ لماذا أصبح الشعب يعاني من حساسية مفرطة ضدّ كل نظام سياسي وُلد من رحم “الربيع العربي” ؟؟ ألم يكن حكامنا اليوم هم من كانوا يمثلون الشعب في معاناته و في مآسيه، حسب ما يزعمونه… أو ما يصرون على قوله دائما؟؟ و السؤال الأهمّ هو لماذا يريد أغلبنا إسقاط النظام و هم من اختاروه و من خرجوا متظاهرين من أجله؟؟ أظنّ أن هذا الشعب لم يكن يؤمن كثيرا بأنه سينجح في تغيير النظام السابق و أنه فوجئ بانهيار نظام بن علي بتلك السرعة، و الأهمّ هو أنه لم يكن مستعدا ليحكم دولة خرج رافضا لمن كان يحكمها…و أظنّ أن الخيبة الكبرى آتية لا ريب فيها…
فما يأتيه ساكن قرطاج اليوم لا يوحي بأنه الرجل الذي سيُخرج البلاد مما هي فيه…و لا يوحي بأنه الرجل الذي ينتظره هذا الشعب …أكان ساكن قرطاج القائد الذي يجد عنده الجميع ضالته؟…و القائد الذي يأمل فيه الجميع خيرا؟…و القائد الذي لا يُقصي و لا يستثني أي مواطن من برامجه المستقبلية؟…و القائد الذي لا يكتفي بمجرّد الوعود التي تعوّد بها التونسي منذ عشر سنوات و التي لا تتعدى بعض الأسطر في برنامج يفوق طوله شوارع بعض مدننا؟… ألم يكن يروّج بأنه مرشح كل العاطلين عن العمل؟…ألم يكن يزعم بأنه مرشح كل المظلومين و المتعطشين لرفع المظلمة التي يعيشونها؟…ألم يرفع صوته زاعما بأنه سيكون مرشح كل الذين هجروا الأحزاب لأنهم خُدعوا و لم يجدوا ضالتهم فيها؟…ألم يصرخ طويلا بأنه سيكون مرشح كل من يرى في مستقبل البلاد معه خيرا؟…ألم يقل أنه سيكون مرشح الفقير؟…
ساكن قرطاج نسي كل ما رفعه من شعارات و خرج علينا شاهرا سيفه في وجه خونة لم نعرف من هم….و في وجه مؤامرات الغرف المظلمة التي لم نعرف إلى اليوم مكانها و من يكون أصحابها …ساكن قرطاج يخرج علينا مع كل خطاب بحزمة من التهديد و الوعيد لأطراف مجهولة الهوية …ساكن قرطاج يطارد اشباحا لا نراها و لا نعلم من تكون و قد تكون الأشباح التي كان المرزوقي يتابعها بنظره إلى أعلى ǃ …
ساكن قرطاج لم يخرج إلى حدّ الساعة من صدمة فوزه بكرسي الرئاسة…و نسي أن عليه أن يكون رئيسا للجميع…لمن كانوا خصومه في انتخابات الوصول إلى كرسي قرطاج… للمفروز أمنيا…و العاجز…و المعوق…و اليتيم…و المريض…و المهمّش…عليــــــــــــــه أن يكون رئيسا كل شاب فقد أمله في المنظومات التي حكمت البلاد قبل وبعد 2011…عليــــــــــه أن يكون رئيسا لكل من أحبطه المشهد السياسي الأعرج….عليــــــــــه أن يكون رئيسا لكل امرأة فقدت سندها….عليــــــــــه ان يكون رئيسا لكل من يعيش إعاقة أجبرته على مدّ يده متسولا…عليـــــــــــه أن يكون رئيسا لكل من ظلموا بالأمس و اليوم و غدا…عليـــــــــــه أن يكون رئيسا لكل من فقدوا الأمل في إصلاح الأوضاع في هذا الوطن….عليــــــــــــه أن يكون رئيسا لكل من احترق وجعا منذ أن ابتلع البحر فلذة كبده هربا من وضع لا أمل فيه….
عليــــــــــه أن يكون رئيسا لكل مولود قادم تأمل أمه أن يعيش في بلد عادل يضمن له العيش الكريم….عليــــــــــــــه أن يكون رئيسا لجميع من أوجعتهم الأيام… و خذلهم الزمن… و ظلمهم بعض الرجال….عليــــــــــــه أن يكون رئيسا لكل من ينتظر حكما عادلا بعد أن ظلموه طويلا…عليــــــــــــه أن يكون رئيسا لكل من سرقوا حقّه منه و عانى الخصاصة و الحرمان…عليــــــــــــه أن يكون رئيسا لكل رضيع…و صبي…و طفل…و شاب…و كهل…و عجوز …من شمال البلاد إلى جنوبها…و من شرق البلاد إلى غربها….عليــــــــــــه أن يكون الضامن للحريات…و الضامن للمساواة…و الضامن للكرامة…و الضامن للعيش الكريم…و الضامن للعدالة… عليـــــــــــه أن يدرك أن الشعب التونسي ملّ الوعود…و ملّ الشعارات…و ملّ الخطب الرنانة التي لا تأتي بالحلول…
عليــــــــه أن يدرك جيدا أن الشعب التونسي يبحث عن الاستقرار…عن الأمن…عن الحياة الكريمة…عليه أن يدرك أن الشعب التونسي يريد أن يَسْعَد بأبنائه…و أن يَسعَد بأبناء أبنائه…و أن يَسعَد بالشغل…و بالمسكن…و بكل وسائل الترفيه…عليه أن يُدرك أن المواطن التونسي ينتظر منه أن يكون سببا في إسعاده في بيته…في حيّه…في مدينته…في قريته…بين عائلته….عليـــــــــــــــه أن يدرك أن الشعب التونسي ينتظر منه أن يكون القائد الذي يعيد إليه ابتسامته…و سعادته…و فرحته…و فرحة الحياة…و متعة الوجود على هذه الأرض…عليــــــــــــه أن يدرك ان الشعب التونسي ينتظر منه أن يمسح بعض دموعه …و أن يسكّن بعض أوجاعه…
عليـــــــــه أن يدرك أن الشعب التونسي يريد منه أن يعيد تونس إلى ما كانت عليه موحّدة….غير حاقدة…تنظر إلى الأمام…و تصنع المعجزات و لا تعرف المستحيل….عليه أن يكون والدا للجميع و ليس حاقدا على الجميع…عليه أن يكون سند من لا سند له…و عائل من لا عائل له…و حضن من لا حضن له….فكل غاضب عنه سيصبح صوتا ضده…و سيصبح رقما آخر مع خصومه…عليـــــــــه أن يدرك وهذا الأهمّ أن الشعب التونسي يريد الحياة…و لا شيء غير الحياة…
هل سيفعل ساكن قرطاج كل هذا….و هل يكون كل هذا…لا أظنّ….و لا أحد من هذا الشعب يظنّ…فساكن قرطاج أدرك بعد فوات الأوان أنه لن يقدر على كل ما ذكرت…و لا يريد شيئا آخر غير “اسقاط النظام”…و نسي أنه رمز النظام ǃ …
تصفح أيضا
وهْجُ نار
حتى لا نغنّي غدا … “حبّ ايه اللي انت جاي تقول عليه” !
نشرت
قبل 5 أيامفي
14 فبراير 2023من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
يحتفل اليوم العالم بكل لغاته بعيد الحبّ…وسيخرج علينا بعضهم ليصرخ في وجوهنا عن أي عيد تتحدثون وبأي حبّ تحتفلون؟ وهنا وجب أن أقول …نعم بأي حبّ نحتفل؟ وبعض شعوب العالم يعيشون المأساة… يعيشون الوجع… يعيشون اليتم…

عن أي حبّ نتحدّث وبعضنا يأكل خُبزه من حاويات المزابل…وبعضنا يقطن القصور التي ألقت بفضلاتها في حاويات تلك المزابل…عن أي حبّ نتحدّث وبعضنا يموت تحت القصف…وبعضنا الآخر يموت تحت الأنقاض والركام…وبعضنا الآخر يموت جوعا…وبعضنا الآخر يموت غرقا…وبعضنا الآخر يبيع المساعدات التي كانت في طريقها لمن مات جوعا…
عن أي حبّ نتحدّث ومنسوب الحقد في هذا الوطن فاق الناتج الوطني الخام…عن أي حبّ نتحدّث ونحن اليوم ملل وطوائف…عن أي حبّ نتحدّث ونحن اليوم نكره بعضنا البعض…عن أي حبّ نتحدث وحكومتنا لا تحبنا…ورئيسنا يحقد علينا…عن أي حبّ نتحدّث والشعب لا يحب الشعب…عن أي حبّ نتحدّث وساكن قرطاج يهدّدنا كل يوم بالويل والثبور…عن أي حبّ نتحدّث وساكن قرطاج يتهمنا كل خطاب بالفساد والاحتكار…عن أي حبّ نتحدّث وبعضنا يسجن بلا سبب…عن أي حبّ نتحدّث وبعضنا يتهّم بعضنا بالعجب وبلا سبب…
عن أي حبّ نتحدّث وساكن قرطاج لم ينجز إنجازا واحدا مما وعد…عن أي حبّ نتحدث وساكن قرطاج لا يهتمّ بما نريد، رغم أنه رفع شعار الشعب يريد…فهل ما يأتيه منذ جلوسه على عرش قرطاج هو ما نريد؟ ألسنا نحن شعبه أم شعبه هو فقط من هو يريد؟ أيريد ساكن قرطاج أن نحبه…ولا يحبنا؟ أيريد حبّا من طرف واحد؟ ألا يعلم ان ذلك الحبّ لن يعمّر طويلا؟
لن نحبه …إن لم يحبنا…ولن نكون معه …إن لم يكن معنا…نحن لا نريد فقط خطبا ناسفة…ولا وعودا…ولا خطبا ملغومة…وإنجازا موءودا…ولا دساتير تكتب في الغرف المظلمة…نحن نريد عدلا…وكرامة…وانجاز وعود موعودة…نحن لا نريد صفوفا بالآلاف للفوز بعلبة حليب…ولا انتظارا بالساعات للعودة برطل من السكر…ولا عودة بخفي حنين دون زيت معلب…نحن لا نريد ميزا بين الناس…ولا ظلما لبعض الناس…ولا اقصاء للكثير من الناس…
نحن لن نحبك إن ظلمت بعضنا…ولن نحبك إن أقصيت بعضنا…ولن نحبك إن اتهمت بعضنا دون اثبات…خطبك الناسفة لن تشبعنا…وخطبنا الملغومة لن تروينا…وصراخك في وجوهنا لن يغنينا…أَعْدل سنحبك…اِرحم سنحبك…أنْجزْ سنحبك…وَحِّدْ سنحبك…صَالِحْ سنحبك…اِجمَع سنحبك…انْسَ سنحبك…ألم تر كيف فعل مانديلا…ألم تسمع كيف فعلت رواندا…دون ذلك سنغني جميعا…” حبّ ايه…اللي انت جاي تقول عليه” ….
وهْجُ نار
لا أعرف إن كان الوقت قد فات … الوطن يغرق ولا أحد مدّ له حبل النجاة
رسالة إلى صانع التغيير الثاني…
نشرت
قبل 3 أسابيعفي
31 يناير 2023من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
أتدري يا سيادة الرئيس ماذا يعني أن تكون نتائج أول انتخابات تشريعية في عهدتك بهذا الضعف؟ يعني بكل بساطة أنك فقدت كل رصيدك الذي حصلت عليه في انتخابات 2019…

فقدت شرعيتك التي كنت بها تفاخر، ويعني أيضا أنها كشفت الحقيقة التي لا تريد سماعها، حقيقة أنك لم تكن تحصل على ذلك الرصيد في الدور الثاني من انتخابات 2019 لو لم يتوحّد المشهد السياسي كاملا ليقطع الطريق أمام خصمك، ليس حبّا فيك، أو ثقة في ما قد تأتيه، بل خوفا من تبعات انتخاب خصمك المتهم بشبهة الفساد…فأنت إذن من اختار توقيت الانتخابات… وتوقيت تبعات نتائجها…
أنت أيضا يا سيادة الرئيس من يتحمّل تبعات هذه النتائج الضعيفة جدا…فهل من المنطق أن تختار موعدا لانتخابات “تأسيسية” وأنت لم تنجح في منجز واحد منذ وصلت إلى الحكم…أتدري أيضا أنك أنت من أختار إقصاء كل من مدّوا لك يد العون في انتخابات 2019، فهل تنتظر منهم أن يدعموك ويغرقوا صناديق الاقتراع بأصواتهم من أجلك، وأنت من أخرجهم من المشهد واقصاهم وهدّدهم بالويل والثبور دون أي اثبات أو دليل واحد يؤكّد ما تتهمهم به في كل خطاب وكل خروج إعلامي للشعب…
خلاصة ما تعيشه البلاد يا سيادة الرئيس، هو أنك أنت من اختار تحمّل تبعات كل سياساتك بمفردك بعد أن أبعدت كل شركائك في الحكم…وأقصيتهم… وأكاد أجزم أن الانتخابات التشريعية التي مرّت أول أمس هي الفصل الأول من “ردّة فعل” الأحزاب مما فعلته بهم…ومن “ردّة فعل” الشعب مما يعانيه منذ انفرادك بحكم البلاد…فأنت إذن من اختار “نهايته” السياسية متى تكون وكيف ستكون…وأنت أيضا من صنع ممن كانوا معه شركاء أعداء له…أتعلم يا سيادة الرئيس أن من يصنع الأعداء لن ينجح ابدا في صناعة الأصدقاء…وهنا وجب أن تعلم أمرا أعلم جيّدا أنك لا تقبله ولا تريد سماعه، ولا تهتم أصلا لسماعه…
هذا الأمر يهمّ كل من اجتمعوا حولك بعد أن أبعدت كل من أوصلوك إلى حيث أنت…هذا الأمر يا سيادة الرئيس هو أن جميعهم كذبوا ويكذبون عليك…جميعهم خدعوك ويخدعونك بالتصفيق والتمجيد…والثناء…فمن رفضوا اليوم الذهاب إلى صناديق الاقتراع هم في الحقيقة والخلاصة يرفضون مسارك…ويقولون لك “كفى”…وسيكبر عددهم مع الأيام…ومن يوهمونك بأن نسبة الإقبال الأضعف في تاريخ تونس والعالم كافية وزيادة لإبقائك حيث أنت، يخدعونك حفاظا على مواقعهم ومصالحهم…فلا تستغرب إن وجدت نفسك في قادم الأيام وحيدا…دون من هم حولك اليوم…فجميعهم سينفضّون من حولك يوم يعلمون أن البلاد غرقت وسيغرقون معها…سيقفزون من المركب ويتركونك وحيدا بعد أن خدعوك…واغرقوك بالثناء والتمجيد…سيهربون بجلدهم خوفا من تقاسم تبعات الفشل والسقوط معك…سيتركونك وحيدا أمام مسؤولياتك وتبعات فشلك…
سيادة الرئيس، ما الذي تريده بالضبط من وجودك حيث انت هناك في قصر قرطاج وعلى كرسي الرئاسة؟ ألم تقل إنك تريد خيرا بالبلاد والعباد؟ فاين هذا الخير؟ ألم تقل إنك جئتنا عادلا؟ فأين هذا العدل؟ ألم تقل إنك جئت موحّدا؟ فاين هذا التوحيد؟ ما الذي تريده من هذه الدولة التي تقودها وما تعريفك لها يا سيادة الرئيس؟ فأنا كغيري ممن عاشوا في هذه البلاد منذ ولادتهم يفتقدون اليوم ومنذ مجيئك لمن كانوا يعرفونها دولة سابقا، ننظر حولنا ولا نجد تلك الدولة التي نعرفها …تلك التي أحببناها …تلك التي عملنا بها ولها ومعها، اين الوطن الذي أقسمنا بان نخدمه ونصونه ولا نخونه؟ لم نعد نرى شيئا مما كنّا نعرفه عن الوطن والدولة…ونخاف غدا، ألا يعني لنا الوطن شيئا…
أتدري يا سيادة الرئيس أن الشعب ومنذ مجيئك إلى كرسي قرطاج تمزقه التفرقة السياسية والأيديولوجية، وتتقاذفه الأحقاد والكراهية، واليوم توسعت التفرقة لتصبح قبلية وجهوية…أتدري أن هذا الشعب اصابته لعنة الحقد وتغلغلت في صدره فأصبح يبحث عن الهروب بجلده من وطن لم يعد وطنه ولا حتى شبحا من ذلك الوطن الذي عاش فيه قبل مجيئك…رغم ما كان فيه… وما عاشه من خيبات…
أعترف أني لست من الذين يغرقون كثيرا في التشاؤم…ولا أزال أحتفظ ببعض الأمل بأن الحل قد يكون دونك…كما قد يكون معك أيضا، لو…لو مددت يدك للجميع…حتى من كنت معهم شريكا في الحكم…في الفشل…في أسباب ما نحن فيه…فأنت أيضا ساهمت بنصيبك في ما نحن فيه…ساهمت في وجعنا…في احباطنا…في بعض ما نحن فيه…مدّ يدك لمن كانوا معك ذات يوم فزت فيه يا سيادة الرئيس…مدّ يدك للجميع دون إقصاء لأحد إلا لمن أجرموا…مدّ يدك لمن يقول لك أخطأت يوم تخطئ …لمن يقول لك اصبت يوم تصيب…مدّ يدك للشعب…كل الشعب أيها الرئيس… قبل ان يأتي يوم، سيأتي لا محالة، لن تجد فيه ورقة تحمل اسمك في صناديق الاقتراع…أتدري يا سيادة الرئيس أن الجائع والمحبط واليائس والمظلوم لا يذهبون إلى مكاتب الاقتراع…فهذه المكاتب لا تستهويهم…وبطونهم خاوية وفلذات أكبادهم يموتون كل يوم يأسا وإحباطا وغرقا… لا اعرف يا سيادة الرئيس ان كان الوقت قد فات… فالوطن يغرق ولا أحد مدّ له حبل النجاة…
وهْجُ نار
غدًا ذكرى ثورة الرجال…ثورة لم يكن فيها الدجّال والنذل والمحتال…
نشرت
قبل شهر واحدفي
17 يناير 2023من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
أتساءل ونحن نحتفل غدا بالعيد الأصلي لثورة أخرجت المستعمر…بِعيد من ماتوا وهم يدافعون عن ارض هذا الوطن وحرية شعب هذا الوطن…بعيد ثورة أعلنها بورقيبة ورفاقه على مستعمر وصف عهده عالي المقام بــ”الحماية”…

أتساءل كيف لمعارضة “عالي المقام” أمير البلاد أن تنجح وهي بهذه الحال…فالكل يكره الكل…والكلّ يظلم الكلّ…فرّقتهم المصالح والأطماع…شتتتهم الأكاذيب والترهات والشعارات الجوفاء…خطابهم شبيه بخطاب عالي المقام …خطابهم ليس أكثر من شيطنة للماضي فماضي البلاد أصبح كالحمار القصير…الكل يريد الركوب…فيكفي أن تشيطن أحد الأشخاص الذين كانوا في المنظومة القديمة حتى يصفّق لك الجميع اعجابا، وأعني بالقديمة منظومة بن علي رحمه الله…فأغلب أشباه رجال المعارضة يولون أهميّة أكبر لسبّ ما مضى وشتمه أكثر من أي برنامج آخر في خطابهم السياسي، والحال أنهم يعانون من حقد حاضرهم ما لم يعانوه من تاريخهم الذي يشتمون….فكل المنابر التلفزية ومنذ اثنتي عشرة سنة موجّهة فقط لشيطنة الماضي ونعته بالخراب والحال أنهم من الذين تعلّموا ودرسوا وكبروا وعملوا وتدرّجوا وكسبوا المال بين كل ذلك الخراب….
مجرّد رؤية أحد المسؤولين من الذين كانوا قبل 14 جانفي يجلسون على الكراسي يتقيأ البعض أو يصاب بمغص بأمعائه وكأنه شاهد لتوّه إبليس…والحال أنه كان يحاول جاهدا أن يفوز برضاه ولم يصل إلى مبتغاه….أتساءل لماذا تنسى معارضتنا الأشياء الجميلة ولا تذكّر غير السيء من الأحداث…لماذا لا تتوحّد وتنسى حقدها على الماضي…لماذا لا تتوحّد ضدّ حاضر اساء للبلاد والعباد…حاضر لم يستثن أحدا من ساسة البلاد…هل كانت البلاد كلها خرابا كما يزعمون…إن كانت كلها خرابا فلم بأرقامها ارقامهم يقارنون؟ أين كان هؤلاء إذن …أليسوا من أبناء هذا الخراب؟
أتساءل لماذا نوظّف الماضي حسب أجنداتنا فحين يجب الثناء على بورقيبة أو بن علي لغايات انتخابية نصيح ونصرخ بأعلى أصواتنا مترحمين عليهما، وحين نكون في جهة اخرى من الجهات التي قد تكون عانت من ظلم الزعيم نسبّ الزعيم إرضاء لأبناء تلك الجهة ومراودة لأصواتهم…أتساءل لماذا كل هذه الحرب على القديم؟ أأصبح فشلهم في تحقيق مثل ما تحقّق في الماضي مرضا؟ أأصبحت عقدة حاضرنا ماضينا؟ فهل حاضرنا اليوم أفضل من ماضينا…؟؟ لماذا نعيد كتابة المأساة مرّة أخرى؟ ماذا ينتظرون من الشعب؟ هل ينتظرون ان يخرج داعما لهم ومناديا بهم حكاما على البلاد وهم على نفس الأحقاد؟ كيف يريدون محاربة الحقد الذي يكتوون به من منظومة عالي المقام بمواصلة حقدهم على القديم ومن سبقهم في حكم البلاد؟ أسألهم جميعا…وبعضهم يرى في نفسه أنه المدافع الوحيد عن هذا الشعب والحال أنه سبب أوجاعه…أسألهم…ماذا فعلتم لهذا الشعب…ماذا حققتم لهذا الشعب…ماذا فعلتم لطالب الشغل الذي ينتظر موردا ينقذ به عائلته من الضياع والجوع…ماذا فعلتم لفقير ينتظر مساعدة تخرجه من الضيق الذي خنق أنفاسه….
ماذا فعلتم ليائس قرر الانتحار غرقا هربا من جنتكم الموعودة والتي لم ير منها غير الجوع والعطش والتشرّد….ماذا فعلتم لجهات مهمّشة انتظرت وعودكم ولم تأت…ماذا فعلتم لفقير لم يجد مالا ليداوي زوجته التي تموت يوميا….ماذا فعلتم لمشرّد لم يجد موردا يكفيه بناء بيت صغير يسكن فيه…ماذا فعلتم لمن ظلمتموهم بعد 14 جانفي وشردتم عائلاتهم حقدا وطغيانا…ماذا فعلتم لطالب مات أهله وتركوه عاطلا بشهادة لن تشبعه من جوع…ماذا فعلتم من أجل مئات الآلاف من العاطلين من الذين حلموا بمستقبل أفضل في ظلّ وعودكم الكاذبة….ماذا فعلتم لمن خسر شغله لأن بعضكم اعتصم أمام مورد رزقه يمنعه من الدخول…ماذا فعلتم وبعضكم يغلق مواقع العمل حقدا وبهتانا…ماذا فعلتم…وماذا حققتم من آلاف الوعود…وآلاف الشعارات التي رفعتموها…ماذا فعلتم وأنتم تطردون المستثمر الذي جاءكم راغبا في مساعدتكم…ماذا فعلتم وأنتم تعطّلون كل مفاصل العمل والشغل لتحقيق مصالحكم ومصالح عائلاتكم ومن بايعوكم على خراب البلاد…ماذا فعلتم وبعض الشعب ينام ليلته دون أن يسعد بلقمة بعد جوع أيام وأسابيع…ماذا فعلتم وبعض الشعب يموت كمدا وحسرة على رزق ضاع بسبب ما فعلتموه بالبلاد…ماذا فعلتم؟
خلاصة كلامي، وكلامي موجّه لمن حكموا خلال العشرية الأولى من عهد الخديعة وهم من يعارضون اليوم عالي المقام، وموجّه أيضا لمن يحكمنا اليوم بحجة تصحيح المسار والحال أنه حاد بالمسار عن المسار، وأخذ البلاد والعباد إلى حيث لا أمل في إصلاح حالها، فنحن اليوم نغرق في الوحل ولا خلاص لنا ومن يحكمنا يحقد على نصف شعبه، ويتهم النصف الآخر بالفساد والاحتكار ويهدّد الجميع بالويل والثبور… وليعلموا جميعا سلطة ومعارضة، هذا الشعب لا تهمه حروبكم إن لم تكن في صالحه وتخرجه مما هو فيه…ولا يهمه من يحكم…ولا يهمه من الوزير…ومن المدير…ومن السفير….الشعب يريد لقمة….وشغلا…وأمنا….واستقرارا فقده منذ جاء بعضكم كاذبا…رافعا لشعارات مات أهلها…
ماذا فعلتم….وبعض الشعب يموت كل يوم….وأنتم تفاخرون بما لم تنجزوه….ماذا فعلتم….لم تفعلوا شيئا…فقط وزعتم الإحباط…واليأس….في وطن كان أجمل قبل مجيئكم….وقبل خروجكم عليه بشعارات كاذبة…ألا تخجلون مما فعلتم…ومما أتيتم…لوطن كان أفضل …لا استثني أحدا…

عبد النور حسن يتألّق في مصر

جلمة … النسر يحلق عاليا، و يتوج ببطولة الخريف

بين منتجي الحضارة ومستهلكيها

انطلاق أشغال “مجسم الثورة” بقيمة تناهز المليون دينار

الأسرى يواصلون “العصيان” … ويعتصمون في ساحات السجون
استطلاع

صن نار
- ثقافياقبل 19 دقيقة
عبد النور حسن يتألّق في مصر
- رياضياقبل 12 ساعة
جلمة … النسر يحلق عاليا، و يتوج ببطولة الخريف
- جلـ ... منارقبل 15 ساعة
بين منتجي الحضارة ومستهلكيها
- داخلياقبل يوم واحد
انطلاق أشغال “مجسم الثورة” بقيمة تناهز المليون دينار
- فلسطينيّاقبل يوم واحد
الأسرى يواصلون “العصيان” … ويعتصمون في ساحات السجون
- اقتصادياقبل يوم واحد
ضغوط كبيرة تجبر رئيس البنك الدولي على الاستقالة
- صن نارقبل يوم واحد
روسيا … تفجير الأنابيب عمل إرهابي وراءه واشنطن !
- صن نارقبل يوم واحد
فضيحة الفساد في البرلمان الأوروبي … رفض الإفراج عن المتهمين