تابعنا على

وهْجُ نار

بين صوت العقل… وأصوات الحقد… من هو أصلح للبلد…؟؟

نشرت

في

Tête D'autruche Dans Le Personnage De Dessin Animé De Proverbe De Sable  Clip Art Libres De Droits, Svg, Vecteurs Et Illustration. Image 88670235

لليوم الثاني على التوالي يعترضني أمر غريب ومريب…الأول رجل في ريعان شبابه يتحدث مع نفسه…كنت أظنّ أنه يضع سماعة في أذنيه ويتحدث بالهاتف لكن تأكدت من الأمر ولم يكن كذلك…والثاني كهل في الخمسين يتحدث أيضا لنفسه ويصرخ في وجه نفسه…

محمد الأطرش

هكذا أعاد القدر المشهد أمامي مرتين وفي يومين مختلفين وكأنه يقول لي هنا تكمن المأساة…هنا موطن الوجع…فما هذا الذي يحدث في تونس…وما الذي يعيشه هذا الشعب؟؟ هل نالت منّا الأزمة إلى هذا الحدّ وأصبحنا نتنقّل من مأساة إلى مأساة؟ ومن معاناة إلى أخرى؟ هل هو قدر هذا الشعب منذ 2011 أم ماذا؟ هل قدر هذا الشعب أن يغرق إلى هذا الحدّ على يد أبنائه وأهله؟ ما الذي يحدث في البلاد يا من تحكمون البلاد؟ هل أنتم على بينة مما يجري ومن معاناة ومأساة اغلب هذا الشعب أم لا تعلمون؟ إن كنتم على بينة فاين حلولكم التي وعدتم؟ وإن كنتم لا تعلمون فتلك مصيبة أكبر…وهنا وجب أن اسأل، هل من غادروا البلاد هربا بحرا لا يأبهون بما قد يقع لهم هربوا من هذا المصير الذي شاهدته مرتين في يومين مختلفين؟ هل هرب شباب البلاد وكهولها بحثا عن النجاة بأنفسهم من العته والجنون؟ ما الذي فعلوه بهذه الأرض الطيبة حتى يهجرها أهلها ويخيروا الموت غرقا على البقاء فريسة لليأس والإحباط والجنون فيها؟

هل أنجز كل من تداولوا على حكم هذه القطعة من الأرض ما وعدوا به شعبها المغلوب على أمره؟ هل نجحت بدائلهم التي لطالما صرخوا بها وتفاخروا في إخراج البلاد من الوحل الذي أوقعوها فيه؟ والسؤال الأهم والأخطر هل كنّا حقّا بالسوء الذي يجبرنا على هدم كل البناء الذي عانينا وعانى أهلنا وأجدادنا الكثير لبنائه وتشييده؟ ألم يكن الإصلاح حلاّ يقينا كل هذا الخراب؟ ماذا كسبنا؟ ماذا حققنا أكثر مما تمّ تحقيقه من طرف كل من حكموا البلاد قبلنا؟ هل أنجزنا منجزا واحدا يغفر لنا فشلنا في إخراج البلاد من مأساتها وتسكين أوجاعها؟ لا شيء…غير ارتفاع كل النسب الموجعة…نسبة الحقد فاقت نسبة الكريات الحمراء في دم الانسان…نسبة الفقر…نسبة البطالة…نسبة الأمية…نسبة مرضي العقل…نسبة الجرائم…نسبة مرضى السكري…نسبة العاجزين عن الحركة…نسبة العجز…نسبة التضخم…نسبة الخراب…نسبة الهاربين من جحيم المأساة والإحباط واليأس… نسبة الفشل في كل القطاعات…نسبة التداين الداخلي والخارجي…

كانوا يقولون ويفاخرون بأن دهر الوجع قاب قوسين أو أقل من الزوال…فإذا بدهر أكثر وجعا من الذي كان يدق الباب ويدخل دون استئذان…هل نحن حقّا واعون بما نحن فيه ام غلب وطغى تصفيق البعض على صراخ ووجع الأغلبية؟ اين نحن من ذلك الشعب المتآزر والمتضامن والمتحاب نسبيا؟ هل حقّا هذا ما نريده بهذه البلاد وشعبها أم هو الهروب إلى الأمام خوفا من تبعات ما فشلنا في تحقيقه؟

بلادنا مرّت بكل الحالات والأوجاع والنجاحات والأزمات، ولم تتوقف على جماعة أو دولة أو قبيلة…مرّت بالفقر المدقع…وعرفت الغنى الفاحش والقوّة والاستبداد…وعاشت الوجع والأمراض والأوبئة…وعاش شعبها المجاعة في العديد من الأزمنة والعهود…بلادنا تداول على حكمها الكثير من الأجناس والهويات والأعراق والدول…وعرفت الكثير من الديانات…وسكنها من أهلها وغير أهلها…وغزاها الكثير من جيوش العالم ومن شعوب المتوسط وغيرهم من شعوب العالم…لكنها لم تمرّ بما نحن فيه اليوم…فاليوم التقى عليها ثلاثي الخراب…الحقد والفقر والجفاف فكانوا العنوان الأبرز للسنوات العجاف…فالحقد هو اشدّ الأوبئة خطرا على الشعوب…فهل يعي اليوم من يحكم هذه البلاد أن الحقد هو أخطر مكونات الخراب على البلاد والعباد؟

على من يحكم البلاد اليوم أن يستمع أيضا إلى صوت العقل…الصوت الذي لا يبحث عن مكان تحت شمس السلطة والحكم بل يبحث عن إخراج البلاد مما هي فيه…فإخراج البلاد لا يكون أبدا بنشر الأحقاد…بل بمحاربتها…ولا يكون بالقطيعة بين الماضي والحاضر والمستقبل…الشعب محبط…وغلبه اليأس والخوف…الخوف من مصير لا احد يعلمه…والخوف من أن يأخذه الحقد إلى ما لا يريده ويتمناه…فالخطأ الذي وقعنا فيه اليوم هو أننا أردنا استعادة الدولة بنشر الحقد والتخلّص من كل الماضي ونسينا ان جميعنا من الماضي وأغلبنا من الحاضر وفلذات أكبادنا هي المستقبل…فاليوم لم يعد يجمع بين التونسيين غير نشيدهم الرسمي والعلم أحيانا…فشباب البلاد هرب بحرا بحثا عن وطن آخر وعلم آخر ونشيد رسمي لا يحفظه…وبعض كهولنا ومن فرط احباطهم وكآبتهم سلكوا نفس الطريق فغامروا بحرا بحثا عن حضن يسكّن أوجاعهم…فمن بقي بهذه البلاد يحميها ويسكن أوجاعها وينهي مأساتها…من؟؟

هل بهذه الحالة المعقّدة من الانقسام سنصلح حال البلاد…والعباد…وعلينا أن نختار بين صوت العقل…وأصوات الحقد…من هو أصلح للبلد…؟؟

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

وهْجُ نار

الله يهلكك يا ولد السكرانة…الله يهلكك !

نشرت

في

Fraîchement Cuit Baguette Française Croustillant Avec Un Sourire, Heureux  Illustration De Bande Dessinée Isolé Sur Blanc Clip Art Libres De Droits,  Svg, Vecteurs Et Illustration. Image 27655830

كعادتي حين أعود في ساعة متأخرة من الليل إلى المنزل يحوّل وجهتي أحد أصدقاء السوء من الذين عاشرتهم أيام شبابي…

محمد الأطرش

 هذه المرّة اعترض سبيلي التوهامي ولد السكرانة أحد رفاق جلسات السوء سابقا والصديق المقرّب لفوزي الغبّار الذي حوّل وجهتي عديد المرّات من واقعنا الموبوء إلى واقع وهمي تختاره لنا لفافة زطلة، سألت التوهامي أين فوزي يا هذا؟ فأجاب حرق بحرا بحثا عن وطن آخر يحتضنه ولا يموت فيه جوعا…قلت: هل حرق حقّا؟ قال: نعم …ووصل إلى وطنه الجديد سالما…قلت: الحمد لله، رقم آخر ينضاف إلى عدد الناجين من الإحباط واليأس والبطالة وسهرات السوء…نظر إلي التوهامي وقال: ابق هنا ولا تغادر لتُكمل معي السهرة لن أتركك قبل أن تشاركني “‘ڨعمورة” هذه السيجارة المحشوة زهوا وطربا وأحلاما تأخذك بعيدا عن هذه الأرض…قلت: لا لن أعيد ما فعله معي فوزي الغبّار أتركني يا توهامي أنا متعب وأريد أن أنام باكرا الليلة…

صرخ وأقسم برأس أمه “السكرانة” وهي احدى مقدسات التوهامي بعد الله وليفربول وكاترين دينيف وصالح الفرزيط و أتان “بهيمة” عمّ بلقاسم…لم أجد مهربا من الانصياع لرغبة التوهامي ولم انتظر طويلا لأجد نفسي في شارع 25 جويلية عفوا شارع الجمهورية في ليلة شديدة السواد والظلمة…ليلة مخيفة لا نور فيها غير ضوء خافت لا يكاد يُرى خلف احد أعمدة جسر الجمهورية…اقتربت من النور لأعرف ما هو ومن هم حوله فرأيت ويا غرابة ما رأيت، رغيف كبير من نوع الخبز الذي كنّا نعرفه أيام بورقيبة رحمه الله ورغيف آخر اقل حجما منه يشبه كثيرا ما كنّا نعرفه أيام حكم بن علي رحمه الله ورُغَيْفٍ صغير لا يكاد يُرى كالذي أصبح يباع اليوم في مخابزنا ..ثلاثتهم يجلسون على بقايا قطع من الآجرّ حول نار موقدة في بعض الألواح المتروكة من بقايا أحد أبواب منازل الزمن الجميل القديمة هنا وهناك…

يا لغرابة الأمر…جلسة في شارع الجمهورية بين ثلاثة أرغفة من ثلاثة عهود…والأغرب ان ثلاثتهم يتحدثون…ويتناقشون…ويتهامسون…يا لهول ما أعيش في هذه الليلة التوهامية نسبة إلى التوهامي ولد السكرانة…قلت في خاطري عمّ يتحدثون يا ترى؟ هل ثمة امر جلل يتحدثون عنه هنا في مكان كهذا يثير الريبة؟ اقتربت أكثر من مكان جلوسهم وجلست خلف العمود الذي يجلسون تحته من الجانب الآخر وكان هذا ما استمعت إليه من “خبزة بورقيبية” وأخرى “نوفمبرية” وأخرى “لا شرقية لا غربية” طولها شبر …

الخبزة البورقيبية (وهي تنظر للخبزة “الشبر” بعين ساخرة مستهزئة): توّة انت خبزة…ههههه منين جاية…شكون صنعك… ما تقوليش انت تونسية…يكب سعدك شبيك وليتي هكّه ناقصة تغذية…شبيك يا همّ وليتي كي الجرانة؟؟

تقاطعها “الخبزة النوفمبرية” ضاحكة: شفت اوخيتي…وتقول تونسية…لا يا للّة في تونس ما خليناش خبز هكّه أحنا من قبل بكروشنا ولاباس علينا…الخبزة تشبّع عيلة كاملة يا حسرة عليك…برّي عدّي على روحك انت كي هاك المريضة بالسلّ…يعطك كيّة…

الخبزة شبر: حرام عليكم…ما تراعوش ظروفنا…يخي انتم مرّيتو باللي مرينا بيه انا…نسيتوا اللي جات “ثورة” عام 2011 وكملت علينا الحكومات الكل اللي حكمت وما عرفتش تسيّر البلاد…ما سمعتوش اش عمل الاتحاد في البلاد تي ماهو ولى شريك في الحكم وعمل بشرعو في البلاد فقرنا وفرض شروطو كيف ما حبّ وكان يدخل في خشمو في كل شيء…يخي ما سمعتوش بالكورونا…ما سمعتوش بصندوق النقد الدولي ما حبش يعطينا الفلوس (برّي الله يهلكك يا كريستينا جورجيفا خليتينا للضحضاح) نسيتو هذا الكل…ومنين اوخيتي باش نجيبو القمح من أوكرانيا والا من روسيا وهما يتحاربوا عندهم عامين…ومنين باش ندفعوا حقو كان شريناه…علاه موش حرام عليكم ما تراعوش ظروفنا…رانا نعانوا في الخل…أنا مثلا صنعوني بكمشة صغيرة مالقمح ما تشبعش دجاجة وبرشة خميرة باش ننتفخ…ونبان سمينة…ورغم هذا والله ما نجيش قدمة في ايد واحد مسكين جيعان عنده جمعة ما كلاش…

الخبزة البورقيبية: شوف يا سيدي ولات تحكي في السياسة هالخبزة الشبر…وهي كي الوزفة …تي كي انتوما عايشين الأزمة علاش لاهين كان تسبوا فينا…لهيتوا في اصلاح حال البلاد اش لازكم علينا…يخي موش نهار كامل انتم تسبوا في القدم وفي التاريخ…ونهار كامل تجبدوا في دوسيات فارغة عندها عشرات السنين….ما زال كان حنبعل وعليسة ما جبدتوهمش في ملفاتكم…بالكش احنا شادينلكم ايديكم عالخدمة والانجاز والتنفيذ والإصلاح…اشنوة توّه وليتوا عندكم مشاكل وهي اللي منعتكم من الحفاظ على مستوى المعيشة اللي كان، وهي اللي منعتكم من تحسين الأحوال المعيشية للمواطن العادي…تي ماهو اعترفوا اللي انتم فشلتم في تسيير دواليب الدولة وان الشيء صعب عليكم…خبزة ما تفوتش مائة غرام وتقلي خبزة…حليل أمها…

الخبزة النوفمبرية: أوخيتي ما اصح رقعتها تناقش فيك… طولها شبر وتناقش فيك…علاش ما تقولش على المواد الغذائية المفقودة…علاش ما تحكيش على زيت الحاكم…وينو…وعلى الفارينة وينها…وعلى السكر وين غبر…يخي احنا كنّا نعرفوا الصفّ بالطريقة هذه قبل…الصفّ كنا نشدوه في الدخول للستاد…في السينما…في المهرجانات…موش قدام الكوشة…مالفجر…يخي أحنا قبل كنّا نشترطوا كل واحد 3 وألا 5 خبزات بــوشبر ما يشبعوش قطوس؟

الخبزة البورقيبية: بربي يا عشيرتي فكرهم اللي عهدكم انتوما خليتولهم كل شيء…حتى مشاريعكم ومخططاتكم وبرامجكم ولتوه ما كملوهمش…يخي نسيتو الطريق السيارة امتى كانت مبرمجة الانتهاء منها…نسيتو والا نفكركم…تي تكلم يا همّ وفكرهم…وتوّه منرفزة كي قلنالها شبيك كي الوزفة لا تشبع عصفور…توّه هذه خبزة في تونس بلاد القمح…يا رسول الله…تي مادامكم ما عملتوا حتى انجاز وحتى مشروع على الأقل وكلوا الشعب وكلوه علاش تخلوه هكّه يشدّ الصف على الخبز…على الزيت…على السكر….على دبابز الغاز…على النقل…على كل شيء…شنوّة هذا…توّة هذه خبزة يشدّ عليها راجل بطولو وطنطولو الصفّ…

الخبزة شبر: (وهي تبكي …) شبيكم هكّه عليّ اش عملتلكم…يخي نسيتوا انتو اش صارلكم عام 84 موش صارت ثورة الخبز…وماتوا فيها برررررشة ناس…نسيتو…

تقاطعها الخبزة البورقيبية: أه أه من فضلك حدّك حدّ المسقّي…هذيكة ما كانتش نقص في الخبز والا التنقيص من وزنو…كانت مشكلة دعم …لا أكثر ولا اقل…وقتها الحكاية الكل عملها سي زكريا بن مصطفى الله يرحمو كي قال الخبز يتلوح في الزبل…والحمد لله بورقيبة تدخل وقال “نرجعوا وين كنّا” ورجعنا لاباس…والناس الكل تاكل في الخبز والخبز الطليان يا دين الزكش…موش خبزة شبر ما تشبعش قطوس…

الخبزة النوفمبرية شادة كرشها تضحك: اعطيها على راسها عشيري وخوي الغالي اعطيها …قاتلك ثورة الخبز…تي تعرف شنوة خلالهم بن علي في الكاسة…خليني ساكتة…تي فيبالك لتوة قاعدين يعيشوا على مشاريع بن علي ومخططاتو الاستراتيجية…تي بربي ما نزيدوش عليها مسكينة تعال نفكروا في حلّ ترجع بصحتها لاباس وتشبع عيلة…شنوة رايك ندخلوها للانعاش وتعدي ايامات حتى تشدّ صحتها…

الخبزة البورقيبية: لا لا موش هكه ترجع الأمور باهية…قبل كل شيء يلزمنا نعرفوا اشنوة المشكل الحقيقي…الخبزة هذه حالتها تخوف…ووصلت لمرحلة ما يلزمش نسكتوا عليها يلزمنا نعالجوها معالجة جماعية…المعالجة ما تكونش براي واحد وقرار واحد…لا المعالجة تكون من طرف الجميع…افهموني أنا أكبر منكم ونعرف اش معناها الخبزة الوطنية…

الخبزة شبر: هاهو العقل والمنطق أختي الكبيرة الغالية…فسريلي كيفاه نسترجع صحتي ولياقتي ونولي نشبّع عيلة كيف ما كنت انت في السبعينات والثمانينات في عهد بورقيبة والهادي نويرة الله يرحمهم الكل…

الخبزة النوفمبرية: ايه والله بالحق فسرلنا كيفاه ترجع الأمور باهية ويرجع الشعب ياكل الخبز من غير صفّ عشيري…

الخبزة البورقيبية: عام 2011 صارت انتفاضة (أنا نسميها) على الحريات والتشغيل وما صارتش على الخبز…واليوم عندنا مشكل كبير اللي هو أن كل الأمور حابسة واقفة …البلاد واقفة ما صار حتى انجاز وحتى تقدّم في أي اتجاه…احنا اليوم ما حاجتناش بثورة خبز ولا بانتفاضة خبز حاجتنا بإصلاح أوضاع البلاد بشكل سلمي وبالحفاظ على الوحدة الوطنية كما تعودنا على ذلك…

( هنا تقف الخبزة النوفمبرية وتقول هاهو الصحيح ينصر دينك يا عشيرتي…وتردد الله واحد الله واحد بورقيبة ما زيو حدّ..)

 وتتدخل الخبزة البورقيبية لتسكتها وتقول لها (يزي بلا طحين)…

تواصل الخبزة البورقيبية حديثها لتقول: أحنا اليوم في حاجة لتشريك الجميع في اصلاح الأوضاع…وما عندناش خيار آخر…يلزمنا مصالحة شاملة ترجع الأمور لنصابها…حاجتنا بالحرية…والخبز…والزوز هما اللي يتسماو ديمقراطية…الخبز من دون حرية ماهوش خبز والحرية من غير خبز ما هيش حرية…ضيعنا سنين في التخلويض …ويجيك في الأخير واحد يقلك احنا حاجتنا بدكتاتور عادل…لا سيدي ما ثماش دكتاتور عادل…أولا ما يلزمناش نبيعوا الأوهام للشعب من خلال كلام لا يعني شيئا…ثانيا ما يلزمناش نتلهاو بالماضي…يلزمنا ناخذوا عبرة من الماضي…الماضي فات…أحنا في حاضر أسوأ مالماضي اللي قاعدين نحاسبوا فيه…ايجاو نحسنوا حاضرنا وبعد يعمل الله…

(هنا تقاطعه الخبزة شبر وتقول: لكن اوخيتي الغالية ثمة فساد قبل… نسكتوا عليه…)

وتصرخ الخبزة البورقيبية في وجه الخبزة شبر وتقول لها “لا تقاطعيني” وتضيف: الفساد الحقيقي هو ان نغطي على الفشل في اصلاح الحاضر بالعودة على فساد الماضي…اشنوة باش ينفعني محاسبة الماضي وانا ما أنجزت شيء في الحاضر…يعني يحق للي يجي بعدي باش يحاسبني أيضا على اني لم اف باي من وعودي ولم أنجز منجزا واحدا…يعني الماضي بفساده سيصبح أفضل من الحاضر الذي لم ينجز إنجازا واحدا غير الوعود الوهمية…أما موضوع الحريات فهو أمر ما فيهش لعب…لا شيء يعوّض غياب الحريات…فالخبز هو بنفسه يكون طعمه مرّا في ظلّ غياب الحريات… خلاصة قولي الحرية والخبز والتنمية حقوق طبيعية للشعوب وهذه ليست مضطرّة للاختيار بينها…واللي يضحي بحريته اليوم مستحيل يلقى خبزه غدوة…ايجاو نتفقوا الناس الكل على مخرج مللي احنا فيه…مخرج يخلي بلادنا ديمة بخير…

الخبزة النوفمبرية: عشيرتي أنا تعبت نكملوا حديثنا غدوة …خلي نرقد شوية بربي…

الخبزة بوشبر: والله حتى أنا تعبت وجاني النوم وجيعانة انجم نرقد بحذاكم نخاف نرقد وحدي…

الخبزة البورقيبية: ايجا بيناتنا تو نرقدوا هنا بجنب العرصة هذه ايجا في الوسط ما تخافش..يا فرززو…ههههه

الخبزة النوفمبرية: ما اقواك عشيرتي فرززو…ملا اسم لقيتهولها…خبزة بوشبر…

قلت في خاطري بعد ان استمعت إلى كل ما دار بينهم، لم لا أنام أيضا هنا في انتظار أن يكملوا حديثهم لأعرف اين يريدون الذهاب بالبلاد…ونمت خلف “العرصة” التي ناموا بجانبها من الجهة الأخرى…استفقت صباحا على صوت الخبزة البورقيبية وهي تقول: يا نوفمبرية تي ويني الخبزة بوشبر…؟؟ ألقيت نظرة أبحث عن الخبزة النوفمبرية وجدتها تبتسم وتغني “أحن إلى خبز امي… وقهوة أمي…” …هنا صرخت الخبزة البورقيبية مرّة أخرى في وجه الخبزة النوفمبرية وقالت: قتلك ويني الخبزة بوشبر…تكلم…نظرت في اتجاه الخبزة النوفمبرية وعلامات الرعب بادية على وجهها وهي تقول بصوت خافت: عشيرتي والله البارح جعت كليتها…

في هذه اللحظة بالذات شعرت بوخز في جنبي الايسر: “قوم بابا قوم…وقت فطور… صباح توّه”…نظرت يمنة ويسرة…لم أر خبزا ولا احدا ممن كنت معهم فصرخت “الله يهلكك يا ولد السكرانة…الله يهلكك”…

أكمل القراءة

وهْجُ نار

يا طابور قلي رايح على فين…

نشرت

في

فيديو: طوابير طويلة في تونس لشراء الخبز بسعر مضاعف في رمضان | Euronews

بالأمس كانت حرارة الشمس تدريبا بسيطا على يوم الحشر لبعضنا أو ربما لأغلبنا…فالحرارة المرتفعة التي نعيشها منذ أيام أو ربما أكثر من أسبوع تجعلنا نتخيّل كيف سيكون الطقس غدا في دار جهنم؟ خاصة وأنه يمنع منعا باتا هناك استعمال المكيّفات أو فتح الشبابيك…

محمد الأطرش Mohamed Alatrash
محمد الأطرش

قمت باكرا جدّا كعادتي لأني مطالب بحلّ العديد من المشكلات المنزلية والذهاب إلى عديد الأماكن لقضاء بعض الشؤون أو شراء بعض المقتنيات الغذائية وغيرها…قصدت مخبزا ليس بعيدا عن المنزل في درجة حرارة تفوق الثلاثين، وجدت طابورا بأكثر من عشرين نفرا ينتظرون دورهم للعودة برغيف أو أكثر إلى منازلهم، أخذت مكانا آخر الطابور حسب القاعدة المتعامل بها وانتظرت دوري للمثول امام المكلّف ببيع الخبز…

حين وصلت أول الطابور نظر لي صاحبنا والاسف يعلو محياه وقال “الله غالب يا حاج كملوا الخبزات استنوا نصيّف ساعة” … ضحكت وقلت لا يهمّ سأقصد مخبزا آخر لا يبعد كثيرا عن الأول، وكانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحا، قصدت المخبز الثاني على أمل كسب الرهان، وحين اقتربت من المخبز اعترضني طفل لا يتجاوز العاشرة من عمره وقال “عمّي، عمّي تشري بلاصة في الصفّ بخمسة دنانير…” ضحكت وأجبته بالرفض وانضممت إلى الطابور لم أكن أعلم أن الطابور سيكون بذلك الحجم وأنا أغني أغنية سيدي علي الرياحي رحمه الله بتصرّف “شدّ الصفّ يلا قابلني”…خلاصة القول لم يكن حظّي هنا أحسن من حظّي مع الخباز الأول …

قررت الذهاب إلى مخبز ثالث يقع خارج المدينة، قبل وصولي إلى المخبز الريفي لاح لي من بعيد حجم الكارثة طابور بأكثر من ثلاثين مترا وأغلبهم يحمل بيده قفّة من سعف النخيل، هذا يعني ان حظّي هنا سيكون أسوأ مما عشته مع من سبق من الخبّازين، قلت سأحاول الانتظار هذه المرّة… مع الساعة السادسة والنصف كان لي شرف الاحتفال برغيفين ليس أكثر حسب تعليمات صاحب المخبزة بعد أن اشتكى بعضهم من تجاوز البعض للحدّ الأقصى من عدد الأرغفة…

خرجت سعيدا بهذا الإنجاز ممنيا النفس بالرجوع سريعا إلى المنزل لتناول فطور الصباح…مهمتي الثانية كانت غذائية أيضا عليّ ان أبحث عن نصف رطل من القهوة قصدت أحد الدكاكين التي علمت أنها وفرت كمية معتبرة من هذه المادّة، وصلت وكان الطابور الرابع في انتظاري بعد طوابير الخبز التي عشتها…وقفت مكاني خلف الطابور حتى وصل دوري وكأن التاريخ يعيد نفسه مرتين في اليوم نظر لي الدكاكيني نظرة أسف وقال “غدوة نجيبوا كميّة أخرى يا حاج…” أجبته “ان شاء الله نحجّوا” وخرجت منسحبا من الطابور…نظرت إلى ساعتي لأجد أن الوقت مناسب للذهاب إلى البنك قصد سحب بعض المال، وللمرّة الخامسة اجد نفسي في ذيل طابور قد لا ينتهي … بعد نصف ساعة خرجت من البنك سعيدا بما سحبت من مال، واتجهت نحو مقرّ البلدية لإمضاء بعض الوثائق قبل التفرّغ لما بقي من مشكلات المنزل، هناك أيضا كان الطابور السادس في انتظاري والتزمت مكاني في الطابور حتى قضيت مأربي وخرجت سعيدا غارقا في بحر من العرق…

نظرت يسار البلدية فتذكّرت أني مطالب بدفع معلوم استهلاك الماء أيضا فأسرعت خوفا من طابور سابع، لكن وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، وقفت في الطابور حتى قضيت شأني وخرجت متوجها إلى شركة الكهرباء لدفع ما علي من معلوم استهلاك، وهناك أيضا كان الطابور الثامن في انتظاري لكن ولأن التاريخ يعيد نفسه اكثر من مرّة في اليوم وحين وصل دوري للدفع بالتي هي أحسن انقطع التيار الكهربائي في مقرّ استخلاص معاليم الكهرباء…ضحكت وخرجت وقلت لعل الشركة لم تدفع ما عليها !…

 رنّ جرس هاتفي لتذكرني السلطة المنزلية الدائمة طبعا وغير المؤقتة بضرورة جلب رطل من السكر إن وجد وكيلوغرام من الفرينة إن حالفني الحظّ…هكذا هي تعليمات آخر ساعة…عبر الواتساب طبعا…توجهت نحو فضاء تجاري كبير لأجد طابورا في انتظاري يلهث وراء رطل من السكر…اي نعم الطابور التاسع أخذت مكاني ذيله إلى أن وصلت ليفاجئني المكلف بالبيع بإعلان نفاد الكمية المعروضة اليوم للبيع واعدا بأن غدا سيكون يوما آخر…خرجت سعيدا بالعهد السعيد الذي نعيشه…وتوجهت إلى فضاء آخر ابحث عن كيلوغرام من “الفرينة” دخلت لأجد طابورا آخر في انتظاري سألت فقال بعضهم “فرينة” وقال الآخر “سكر”، قلت لا بأس سأنتظر ولم يكن انتظاري طويلا ليأتي أحد العاملين بالفضاء ليبشرنا بنفاد الكميّة والاعتذار لنا…

وقفت لحظة أنشّط ذاكرتي لأعرف ماذا سيكون مأربي القادم وتذكرت “الزيت” وما أدراك ما الزيت وتذكرت ان أحد الأصدقاء قال إن عمّ الشاذلي وكنيته “زحلوقة” له كميّة كبيرة سيعرضها للبيع في منزله اليوم، توجهت إلى منزل “زحلوقة” ممنيا النفس بلتر أو أكثر من الزيت المدعّم، قبل حوالي مائة متر من منزل عمّ الشاذلي فوجئت بطابور طويل مكوّن من الرجال فقط استغربت أمره…اقتربت من ذيل الطابور وسألت كهلا يقف امامي وقلت “عالزيت؟”…فأجاب “هاني شاد الصفّ”، قلت لابأس سأنتظر ولم لا فأنا لم أغنم لترا من الزيت منذ رمضان…بعد حوالي ربع ساعة وكأني بالأمر كان سريعا نوعا ما…أقول بعد ربع ساعة وصلت إلى آخر الطابور لأجد نفسي مطالبا بتقديم العزاء لأبناء عمّ الشاذلي رحمه الله ” وأنا الذي كنت أمنّي النفس بلتر من الزيت…فالطابور كان للعزاء …فحين سألت من كان أمامي قائلا “عالزيت” ظنّ أنني سألته “عزيت” وأقصد هل قام بواجب العزاء أم لا … هكذا انتهى بي مطاف الطوابير إلى واجب العزاء…

خرجت وأنا أتمتم أغنية عبد الوهاب بتصرّف “يا طابور قلي رايح على فين…” فالبلاد كلها تقف منذ 2019 ذيل طابور لا أحد يعلم أين سيأخذها…رجعت مسرعا إلى المنزل وأنا أفكّر في أمر أقضّ مضجعي…بماذا سنحتفل اليوم هل بعيد الجمهورية أم بعيد مجهول الهويّة؟ وهل ستطول مدّة وقوفنا ذيل الطابور…؟؟

أكمل القراءة

وهْجُ نار

أنا وجورجيا ودي بروين وفان دام… ومذكرة التفاهم… وفوزي الغبّار !

نشرت

في

Peut être une image de 1 personne, cheveux blonds et sourire

تابعت كغيري من التونسيين حفل توقيع مذكرة التفاهم حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين تونس والاتحاد الأوروبي…وتناقشنا أنا و”الشلّة” بكسر الشين قليلا في جدواها وما قد ينفع البلاد والعباد من هذه المذكّرة…

محمد الأطرش Mohamed Alatrash
محمد الأطرش

لكن أغلب نقاشنا دار حول الستّ ميلوني…عفوا جورجيا ميلوني عالية المقام فلا أحد منّا تناول محتوى المذكرة بجدّية وتعمّق لأننا تعودنا على مثل هذه المذكرات ونعلم جدواها جيّدا وأغلب من كانوا معنا قالوا قولتهم الشهيرة “كي بيها كي بلاش مذكّرة متاع تسكيت وايجا منّا عيّش ولدي”…جميعنا تناول جمال جورجيا أطال الله عمرها وأظافرها…فهذا يقول “محلاها” والآخر يقول” ملاّ ساقين عليها” والثالث يقول” اش خصّ لوكان نسلّم عليها”…لا أحد منّا تحدث عن أورسولا اندرس….عفوا فان دام… عفوا فون دير لاين كما لا أحد تفطّن لوجود “الهصك” مارك روته معهم …بعد أن دام مدحنا لجسد جورجيا وقوامها وشعرها الأصفر وابتسامتها (حليلي نا!) ووقفتها “الجرمانية” نسبة إلى طائر الجرمان، قررنا العودة إلى منازلنا حالمين بجورجيا على مقاس كل واحد منّا…

افترقنا قبل مائة متر من وصولي إلى المنزل وكعادتي وجدت “فوزي الغبّار” أمام الدار يشاكس عمود الكهرباء ويراوده على نفس من لفافة لا أحد يعلم محتواها…اقتربت منه ونهرته وأمرته بالمغادرة إلى منزله فضحك طويلا وبصوت عال وطالبني كالعادة بمقاسمته ما بقي من “لفافة” صنعها بتركيبة محليّة في أيام الأزمات ونقص السيولة…رفضت …وهممت بدخول المنزل فالتحق بي وأقسم براس أمه أن اقاسمه ما بقي من اللفافة…ولأني أعرف علاقته بأمه ومدى تعلقه بها رضخت لمشيئته ولثمت شفتاي طرف لفافته لأجد نفسي في عالم آخر لا أحد يعلم اين سيأخذني…

وكأني بجرس الهاتف الأرضي يرنّ…تحاملت على نفسي واقتربت منه ورفعت السماعة لأضعها قبالة اذني وقلت “آآآآلو شكون معايا؟” وإذ بصوت أنثوي جذّاب هزّني إلى فوق وأعادني وفي رواية أخرى (خبطني) حيث كنت حين صرخ قائلا “Ciao, amore mio Hamma” أجبت “شنهو؟…اش تقولي؟ اموري ميو؟

أي أي أنا أمورك ميو…أنا حمّة نحيلي الغمّة 

وابتدأ المشوار…عفوا الحوار..

أنا: شكون أنت يا منجوهة؟ منين تكلم في؟ تي تكلمي يعطك كيّة…

جورجيا: أنا جورجيا حمّة …نسيتني فيسع…نكلم من فمّي…

أنا: جورجيا؟؟؟ جورجيا شكون يعطك يخذة…ما تقوليليش جورجيا ميلوني ؟؟

جورجيا: Esattamente io Meloni… موش قتلي كلمني كي تخلط لروما وردي بالك على كعبات المحشي اللي بعثتهم معاك…شبيك نسيت حبيبي؟؟

أنا: حبيبك….شنوة قلت عاودها…حبيبها…يا دين الزكش شبكنا الحكومة حمّة ماشي لروما…لوكان يسمع السبتي ولد خالتي مغلية…لما ينتحر هو والبهيم متاعه…جو…

جورجيا: شنوة رايك حبيبي في المذكرة اللي صححناها في تونس ؟ شنوة رايك في تكمبيصي حبيبي راني حفيدة موس الليني؟


أنا: لتوة ما قريتهاش وصلتني امخر يا وزفة…اخطانا مالمذكرة احكيلي اش تعشيت واش لابسة يا جورجيا…أنا حفيد موس بوسعادة؟

جورجيا: وهي تضحك… sei il mio amore …لا لا توه نهار آخر نحكيلك احكيلي عالمذكرة حبيبي…

أنا: قلي جورجيا…الشراكة باهية لينا أحنا…واش معناها الشاملة حبيبتي؟

جورجيا: طبعا باهية حبيبي… شاملة معناها فيها الفلاحة الطماطم والفقوس والدلاع والكرنب وحتى اللحم…وفيها الزيت…وكل شيء روحي..

أنا: روحي…شنوة قلت جورجيا …روحي…(غيبتك يا سبتي، جورجيا ومندراك طيحتها جت تدور تتكربص من غير بخور وعصبان)…معناها باش ترخص الدنيا عندنا…وكل شي يولي متوفر…وتجيبولنا البطاطا باسوام باهية…وزيت الحاكم يا جورجيا غلب عليّ عندكم زيت حاكم غادي؟؟

جورجيا: أحنا عندنا الزيت وحدو…والحاكم وحدو…كل شيء باش يولي متوفر حبيبي…وباش تغلى شوية الدنيا على خاطر “الشاملة”…أما تهنى كل شيء موجود…حتى الفلفل الحار…والزنجبيل…والخبز باش يولي خبز طليان حبيبي…تعرفوا خبز طليان…طويل وخشين…وحتى الفقوس يا حبيبي يولي عندكم أنواع…وباش تولي سلعتنا وسلعة فغانسا وسلعة ألمانيا وسلعة بلجيكيا وسلعة الشانغان الكل تتباع عندكم…وتشيخوا بالشكلاطة…وبفلفل برّ العبيد…

أنا: الشانغان جو معناها الفيزا تولي ساهلة هي والطماطم…والزيت…أي أي والشكلاطة يا سبتي ايجا شوف حمة شكّل أوروبا الكل …وشنوة أحنا باش نعملولكم مقابل هالجو يا جورجيا التحفونة…يعطك كيّة محلى صوتك يشبّه لصوت حبيبة مسيكة كي تغني “على سريرالنوم دلعني”…
جورجيا: أنتم …لا… حاجة خفيفة…هوكة منين تشوفوا واحد من افريقيا جنوب الصحراء ماشي لإيطاليا تضيفوه عندكم وتوكلوه وتشربوه …وتغدوه …وكان لزم تداووه…وبعد مدة تركبوه في طيارة ولبلادو ترجعوه…وهوكة أحنا نخلصوا تساكر الطيارة…

أنا: شنوة معناها عساسة عندكم أحنا؟؟ ما تحشمش جورجيا…يكبّ سعدك وسعد فان دام اللي جات معاك…ودي بروين زادة…

جورجيا: تضحك ملء شدقيها وشفتيها وأنفها وكل شيء …لا لا موش فان دام… فون دير لاين…وموش دي بروين متاع مانشستر سيتي …معزّك قداش فحل وضامر وتضحّك حمّة…وموش عساسة هذاكه يدخل في اطار الكلمة الأخرى: الاستراتيجية…فهمتني روحي…

أنا: روحها…أنا روحها…وفحل…جو الحكاية بدات تتطور نحو المياه العميقة…تي لا علينا…توّه فهمت الشاملة معناها باش ناكلوا الطماطم والخبز والزيت…الزيت أكهو موش زيت الحاكم…والفلفل …والفقوس…والاستراتيجية يعني دفاع مشترك …نشوفو مامادو متعدي يتبختر في المتوسط انادوه ونوكلوه ونشبعوه واذا مرض نداووه…وبعد نقولوا فيها وووووه…ولبلادو نرجعوه…ايه والدنيا عندنا ترخص روحي ميلونتي الغالية؟؟؟

جورجيا: لا…لا…تغلى المدّة الاوله وبعد طااااف تطيح التالي….

أنا: معناها ترقص…يا ام الشعر اصفر طيح التالي…قلت تطيح التالي جورجيا…والا شنوة معناها…(زعمة كي نطلبها في خشيم “بوسة” تحسبها استراتيجية والا شاملة؟ اش خصّ لوكان تحسبها استراتيجية شاملة فرد مرّة ونزيدوا نردكوها بمذكرة تفاهم استراتيجي شاملة)…

جورجيا: لا لا تغلى أول مرّة وترخص بعد مدّة…عزيزي…بحكم السلع متاعنا باش تغرق السوق متاعكم…

أنا: والحكاية هذي الكل قداش باش تعطونا على خاطرها عزيزتي؟؟ أولادنا ينجموا يسافروا عندكم من غير فيزا ويخدموا بحذاكم…

جورجيا: تي هو بيناتنا روحي…هوكه عطيناكم 150 مليون أورو…وبعد يعمل الله…تو نكملولكم قروض بعد التشاور مع صندوق النكد الدولي…يعمل الله…أما أولادكم هما أولادنا…احنا متهنين بيهم في تونس باش يقوموا بالمهمّة…بالاخص كل شيء باش يولي متوفر…مالطماطم للفقوس…حتى الباذنجان حمّة…حتى البطاطا تو نبعثوهالكم فريت مقلية في الزيت…يا روحي…

أنا: يا روح حمّة… (شبي أمها هي ضربة ضربتين تجبدلي عالفقوس يعجبكشي ملا ملقوطة)  يعمل الله…فهمت…معناها تجيبوا سلعكم تبيعوها عندنا في اطار الشاملة…ونعسولكم على جماعة افريقيا جنوب الصحراء باش ما يوصلوكمش في اطار الاستراتيجية…وتغلى الدنيا في اطار الشراكة…معناها أحنا اللي نرخصوا في اطار المذكّرة…قلي عزيزتي…وكرامتنا باش تبقى محفوظة في إطار التفاهم زعمة؟؟

جورجيا: حمّة حبيبي …تي انتم باش تكثر عندكم الخبز والبطاطا والطماطم والبصل والزنجبيلل…والفقوس البعلي…شنوّة تعملوا بالكرامة …الكرامة من الكماليات عزيزي…وهو مازال وقت كرامة ؟؟

أنا: كيفاه يا روح أمك…ونهبط عليها بداودي على وجهها…وأنا نقول Ti odio, Georgia …وفي تلك اللحظة استمعت إلى صرخة زوجتي …وهي تقول ” شبيك ضربتني حمّة اش عمتلك…؟؟”

التفت إلى مصدر الصوت وعرفت أني كنت تحت تأثير لفافة فوزي الغبّار “الله يهلكه” ونظرت إلى زوجتي وقلت ضاحكا…كنت أحلم أني كنت مع جورجيا ميلوني وتخاصمنا حول شؤون شاملة بنت المذكرة واستراتيجيات كاملة متاع التفاهم…”برّي الله يهلكك يا جورجيا…ان شاء الله راجلك يروّح سكران ويرقد عليك بطريحة نباش القبور…ويطلقك ويعرضك فوزي الغبّار يهزك معاه لمشهد صالح تموت بالعطش برّي يكب سعدك وسعد اللي ما يقولش سعدك”…

نظرت إلى زوجتي بعد أن قالت “سعدك” وقالت “جورجيا منهي هذه زادة اللي تحلم بيها؟ …تعرف كيفاه هاني في دار أهلي جيب اهلك يرضوني…” صرخت وقلت “جرتك يا ميلوني يعطك كيّة من فوزي ولد برنية عركتيني أنا والمرا…” وهممت بالخروج حينها تذكرت أن أهلي تحت التراب واهل زوجتي تحت التراب الله يرحمهم…وقلت في خاطري “هات اش باش يسلكها خربقتها جورجيا ودخلتنا في بعضنا وروحت…” وخرجت وأنا أتمتم…”الزح حتى خشيم ما خذيتاش منها…الزح بوسة كانت ترجعني عشرين عام التالي نلقى روحي في عهد بن علي نتفرج في شوفلي حلّ…الله يهلك الشاملة والاستراتيجية نَسِتْنِي في واجباتي الزوجية مع ميلوني…شنوة الزوجية …شبيني وليت تخلوض…واجباتي الديبلوماسية”

خلاصة الأمر أضعت البوصلة بسبب استراتيجية جورجيا ومذكرة فان دام عفوا دي بروين…لا لا فون دير لاين …وتفاهم “الهصك” الهولندي الآخر…ثالث الجماعة…


أكمل القراءة

صن نار