جلـ ... منار
عبدالناصر في غزة.. الذاكرة والقضية
نشرت
قبل 25 دقيقةفي
من قبل
التحرير La Rédaction
لم يكن بوسع الضابط الشاب، الذي تجاوز بالكاد الثلاثين من عمره، وهو يصل بقطار عسكري إلى غزة يوم (3) يونيو (1948) أن يتوقع، أو يمر بخاطره، أن تجربة الحرب في فلسطين سوف تحكم الخطوط العريضة لتوجهاته وتدفعه ــ بعد توقف معاركها والعودة للقاهرة ــ إلى إعادة بناء تنظيم “الضباط الأحرار” من جديد وتشكيل هيئته التأسيسية، التي أطلت على مسارح السياسة الملتهبة يوم (23) يوليو (1952).

لم تكن الحرب في فلسطين تجربة عابرة في التاريخ العربي الحديث.
تغير كل شيء بعدها، السياسات والخيارات والنظم.
تحت وهج النيران في فلسطين اكتشف “جمال عبدالناصر” هويته العربية، وأن مصير مصر يرتبط بما يحدث ويتفاعل في عالمها العربي.
تلك حقيقة لا يمكن نفيها في ظل ما سجله في دفتر يومياته الشخصية، التي كتبها على مكتب فوقه لمبة جاز أثناء حرب فلسطين.
على مدى ستين سنة كاملة لم يتح لأحد من معاونيه ومقربيه وأسرته نفسها أن يدخل فى علمه أنه كتب يوميات أثناء الحرب، وأنها فى عهدة الأستاذ “محمد حسنين هيكل”، منذ عام (1953) حتى حصلت عليها ونشرتها عام (2009).
كانت الأجواء محبطة في ميادين القتال، والجاهزية العسكرية في أدنى درجاتها.
حشدت الوكالة اليهودية (81) ألف مقاتل معظمهم ضباط اكتسبوا خبرة عسكرية في سنوات الحرب العالمية الثانية، فيما كانت أعداد الجيوش العربية مجتمعة (37) ألف ضابط وجندي!
وكانت أعداد الطائرات التي فى حوزة القوات اليهودية (78) طائرة عند بداية الحرب فيما لم تتجاوز الـ(30) طائرة على الجانب العربي، حسب ما أورده “هيكل” في “العروش والجيوش”، وهو كتاب مرجعي من جزأين أهميته في قدر توثيقه، حيث يتضمن سجلا كاملا للبرقيات العسكرية المصرية أثناء الحرب.
“إن يومية الحرب هي في العادة أكمل مستند تاريخي لصورة ميدان القتال والخلفيات السياسية الواصلة إليه، ثم الاعتبارات الشخصية والإنسانية المتسربة بالضرورة إلى المواقف والتصرفات” ــ كما كتب أستاذ الوثائق الأول بلا منازع.
“كانت الحرب في جوهرها صداما بين مشروعين، مشروع صهيوني استكمل عناصر قوته يعمل على إعادة رسم خرائط المنطقة ومشروع قومي عربي تائه في كواليس الحكم وفوق مسارح الأحداث يبحث عمن يجسده لمواجهة طوارئ الأحداث المشتعلة بالنيران والمخاوف”.
هذه حقيقة لا يمكن إنكارها.
“يوميات الحرب”، تأخر نشرها لعقود طويلة حتى قرب نهاية القرن العشرين، كما حدث تماما في يوميات عبدالناصر الخطية.
في المرتين احتفظ بودائعه قبل أن يقرر نشرها، المرة الأولى ــ بقرار منه حتى يضع وثائقها في عهدة التاريخ والباحثين.. والمرة الثانية ــ بإلحاح مني حتى تنجلي الصورة الكاملة، وكان ذلك من حسن الحظ حيث أحرق الأصل في ما جرى لبيته الريفي من تدمير نال من الوثائق المودعة فيه.
كان دخول الجيوش العربية حرب فلسطين بالطريقة التي جرت بها مقدمة هزيمة محققة.
وكان رأي الحاج “أمين الحسيني” ــ مفتي فلسطين والمتحدث الأول باسم شعبها ــ أن تُسند مهمة المواجهة العسكرية إلى جماعات المتطوعين ودعمها بالسلاح والمال، على أن تبقى الجيوش رابضة على الحدود متأهبة ومستعدة.
تثبت وقائع الحرب على غزة الجارية الآن صحة ما ذهب إليه الحاج أمين الحسيني حيث تدافع المقاومة بكل ما تملك من إرادة وسلاح لإثبات حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم.
بدا درس الماضى حاضرا في الذاكرة الفلسطينية، لم يغادروا القطاع المحاصر، ولا وافقوا أيا كان ترهيب السلاح وأشباح الموت الماثلة على “التهجير القسري”، أو تكرار ما جرى عام (1948).
نسبت إلى رجلين، أكثر من غيرهما، مسؤولية الهزيمة العسكرية في تلك الحرب.
الأول ــ اللواء المصري “أحمد المواوي”، قائد حملة فلسطين، وقد نالته انتقادات حادة من الضابط الشاب فى دفتر يومياته.
بعد الحرب حاول المواوى أن يبرئ ساحته، كاشفا عن مخاطبات كتبها لقياداته يحتج فيها على إرسال القوات دون تدريب كاف، أو أسلحة لازمة.
والثانى ــ الجنرال الإنكليزى “جون باكوب جغالوب”، الذي أسندت إليه القيادة العامة للجيوش العربية، وكانت إدارته للحرب من عمان التزاما كاملا بالاستراتيجية البريطانية، لم يتجاوز خطوط التقسيم المنصوص عليها في قرار الأمم المتحدة، حين كان متاحا التقدم وكسب الأرض، فيما كانت الدولة العبرية الوليدة تتوغل في ما تستطيع أن تصل إليه دون اعتبار لأية قرارات دولية.
ما جرى بالضبط عام (1948) حرب إقليمية اقتصرت على بعض الدول العربية وإسرائيل، التي تأسست للتو.
شبح الحرب الإقليمية يخيم الآن على نطاق أوسع وأخطر، لا أحد يريدها، لكن حساباتها يمكن أن تفلت بسيناريو أو آخر.
الاختبار السياسي والعسكري والاستراتيجي هذه المرة أخطر وأفدح مما جرى قبل (75) عاما حيث يراد التصفية النهائية للقضية الفلسطينية دون جدوى.
إننا أمام انقلاب استراتيجي محتمل قد يغير كل معادلات الإقليم، حساباته ونظمه وموازين القوى فيه.
الصمود الأسطوري للمقاومة هو انتصار للقضية الفلسطينية وللضمير الإنسانى.
إحياء الذاكرة يساعد على فهم ما قد يحدث تاليا.
يوميات رجل “يوليو” تكتسب قيمة إضافية إذا ما قُرئت الأحداث التي توقّف عندها وأبدى غضبه بسببها في سياق واحد مع ما تكشف من وثائق وشهادات إسرائيلية، خاصة مذكرات “ديفيد بن غوريون” مؤسس الدولة العبرية.
بقدر حجم الأثر، الذي خلفته تلك الحرب، فإن مضاهاة الروايات بكل تقاطعاتها يكشف وينير القصة الكاملة ومدى ما خلفته من جراح عميقة في الوجدان العربي ما زالت ماثلة حتى الآن.
عندما صدرت للضابط الشاب أوامر الانسحاب من الخليل يوم الخميس (21) أكتوبر قبل أن يلغي ما كتب في دفتر يومياته:
“.. إن انسحابنا سيعرّض جميع السكان في عراق سويدان وبيت جبرين إلى التشريد”.
“تصورت منظر الأطفال والنساء والعائلات عند انسحابنا”.
نقف الآن أمام نفس المآسي الإنسانية بصورة مضاعفة آلاف المرات.
إذا كان هناك من يعتقد أن كل شيء سيعود إلى عهده القديم بعد توقف النيران فهو واهم.
ثم كتب بخط يده: “سنقاوم إلى آخر رجل.. لقد فقدنا الإيمان في قيادة الجيش.. وقيادة البلاد”..
في هذه اللحظة ولدت الثورة في قلب رجل واستقر عزمه على إعادة تأسيس تنظيم “الضباط الأحرار”.
تكاد تكون تلك العبارات الصريحة لضابط في ميدان قتال ــ بدواعي غضبها ــ البداية الحقيقية لقصته كلها، كأنها نقطة تنوير مبكرة في نص روائي طويل.
لا شيء يولد في التاريخ من فراغ.
إذا لم ندرك الحقائق كما هي نكون كمن يغالط نفسه بالأوهام المحلّقة.
ـ عن “الشروق” المصرية ـ
تصفح أيضا

أشهد أن العرب لم يضيعوا وقتهم هدرًا خلال القرون التي عاشوها في إسبانيا. فقد أنتج الاندماج العربي الأوروبي صنفًا من البشر ليس له مثيل في أي مكان.

فأية بنت إسبانية ستجد لها ألف بنت تشبهها في طنجة وتونس والإسكندرية وبغداد والشارقة وصنعاء. والشعر المرخي على الأكتاف، والعينان اللتان تطلقان رصاصًا في القلوب، والقوام الذي هو شيء بين غصن البان وعصا الخيزران.واللغة العربية لا تزال باقية. وكل كلمة إسبانية تبدأ ﺑ (ال) التعريف هي كلمة عربية أصابها بعض التحريف، لكنها بقيت عربية على كل حالٍ. فالقاضي هو (الكالدي)، والزيت (الثيت)، والزيتون (الزيتونث)، والثور (الطورس)، والوادي (الجوادي)، والحجارة (اليخارا)، والقصر (الكازار)، والحمراء (الهمبرا). و(التروبيدور) معناها الطرب يدور، و(الفلامنغو) معناها فلاح مغنٍّ؛ أو المطرب الشعبي بلغة هذه الأيام، و(أوليه) هي الله باللغة الإسبانية، وألوف من الكلمات العربية تجري على ألسنة أفراد الشعب الإسباني دون أن يدركوا حقيقتها.
ولكن الإسبان للأسف الشديد يشعرون بمرارة نحو العرب، ويقولون: إن العرب فتحوا إسبانيا مرتين، مرة بقيادة طارق بن زياد، ومرة بقيادة فرانكو !
وأصل الحكاية أنه عندما نشبت الحرب الأهلية الإسبانية، كان فرانكو قائدًا عامًّا للفرقة الإسبانية في المغرب. وعبر الجنرال فرانكو البحر إلى إسبانيا بقواتٍ مغربية، وعندما تحقق له الانتصار أباح لجنوده المغاربة مدينة مدريد لمدة أسبوع. ولا يزال الأحياء من أهل مدريد يذكرون تلك الأيام ككابوس ثقيل. وحفظ فرانكو الجميل لهؤلاء، فاحتفظ بالفرقة المغربية كحرسٍ خاص حتى يوم وفاته. وكان أهم قادة الجيش الإسباني مغربيًّا يُدعى محمد مزيان، وظل في منصبه حتى بلغ الثامنة والسبعين، ولم يترك منصبه إلا بالموت!
وتجولت طويلا في الأرض التي كانت عربية، أطوف بعواصم المجد القديمة، قرطبة، وطليطلة، والأندلس، ومجريط (مدريد في لغة أهل الأندلس). ولا تزال قصور العرب القديمة شاهدة على حضارتهم العظيمة، ولا تزال جامعاتهم ومعاهدهم الموسيقية تحكي للأجيال قصة المجد الذي كان. مساكين القيسية واليمنية من أهل ذلك الزمان، تحاربوا بالسيوف حتى تكسرت، وبالرماح حتى تحطمت، وبالنبال حتى تكدست، ثم تجاذبوا بالشعور والأظافر والأسنان!
يُحكى أن حاكم الأندلس يوسف بن فهري، كان له أعداء ينافسونه على السلطة، ولكنه تمكَّن منهم أخيرًا، وذبحهم جميعًا، ثم أمر بأن يمد له السماط على جثث لم تبرد بعد. ويقال إنه تناول طعامه وهو جالس على الجثث الغارقة في الدماء، وإنه تجشأ بعدما انتهى من طعامه، وقال قولة شهيرة: “والله ما ذقت طعامًا أهنأ من هذا قط!”
وقفت أتفرج عل أطلال مدينة توليدو (طليطلة)، وفي العين دمعة، وفي القلب حسرات!
لقد رأيت مثل هذا المنظر كثيرًا: في القاهرة القديمة، وفي بغداد القديمة، وفي دمشق القديمة؛ الهندسة والرسوم والأطلال ذاتها! وكدت أركع، وأقبِّل الأرض التي صافحَتْها أقدام أبطال العرب القدامى عندما كانوا رجالا، وأمعنوا غربًا إلى أن وصلوا إلى ميناء طولون الفرنسي، ثم عادت أقدامهم فانسحبت من الأرض عندما تحوَّل أحفاد هؤلاء الأبطال إلى أشباه رجال، وظلوا ينسحبون منها في كرم زائد إلى أن خرجوا منها في مشهد ذليل، ولم يخلفوا لنا إلا الذكريات البغيضة مكللة بالعار!يا للأيام التعيسة الحزينة التي عشتُها في الأندلس، أكاد أبكي على المجد الذي ولى، والعصر الذهبي الذي ضاع!
من هذه النافذة التي فتحها العرب، تعلمت أوروبا الموسيقى ونقلت (ألف ليلة وليلة) ودرست تعاليم ابن رشد، وتتلمذت على الفارابي وابن الهيثم وابن خلدون!
تصوروا … لو بقيت شبه جزيرة أيبيريا — إسبانيا والبرتغال — عربية حتى يومنا هذا فأي عزٍّ لنا، وأي ظهر نستند إليه؟ وليتنا نتعلم من أخطائنا! ولكن فلسطين ضاعت منا كما ضاعت الأندلس

منذ أكثر من 25 سنة جاري الأمريكي قرر أن يترك كاليفورنيا ويهاجر الى ولاية أخرى، وكان في الستين من عمره.سألته: في هذا العمر ستترك اصدقاءك وراءك، وستكون وحيدا في غربتك؟ رد على الفور: بل عندي مئات الأصدقاء هناك الذين لم أقابلهم بعد!

ما أجمل أن يعيش الإنسان منفتحا على الكون ومؤمنا أن له أصدقاء في كل أنحاء الأرض. ولأنني تبنيت عقليته منذ يومها وأنا أعيش تجارب غارقة في لغزيتها. كان آخرها تجربة عشتها في رحلتي الأخيرة إلى الساحل الشرقي في أمريكا، ولم أشأ أن أكتب عنها احتراما لخصوصيات أبطالها، رغم أنها كانت من أجمل تجاربي وأكثرها دفئا!
لي صديق على الفيس، مع الزمن ومن خلال الرسائل المبادلة أصبحنا صديقين حميمين.
علي رجل فلسطيني، زوج وأب لستة أطفال، ومن خلفية إسلامية سنيَة، لكنه متحرر من أغلال الأديان.عاش قصة عذاب ونضال لا تصدقها لو رأيتها في الأفلام.
لاختصر القصة، عرف أنني سأزور المدينة التي يسكن بها فأصر بعزم على أن نتقابل. في البداية أحسست بالحرج وخفت من اللقاء مع زوجته، فالنساء بصورة عامة هن الأكثر تعلقا بأغلال الدين.تواعدنا في الفندق. جاء وتعانقنا كأخوة لم يروا بعضهم البعض منذ عقود!
تفاجئت بأنه جلب كل العائلة معه في سيارتين، واصر على أن نركب معه، ورحب بأصدقائنا الذين رافقونا من كاليفورنيا.
جمعتنا طاولة واحدة في مطعم فلسطيني، وراحت الأطباق تملأ الطاولة أمامنا، وأنا مشغولة بالحديث مع السيدة زوجته، حاملة الماجستير من جامعة بغداد، وغصنا في أحاديث لنخرج منها وجهين لعملة واحدة.
لا أعرف سرّ المشاعر الجميلة التي استعمرتني أثناء العشاء. الأولاد أحاطوا خصري وكأنني خالتهم التي لم يروها من سنين،والصغيرة تتوسل خذيني معك أرجوك.
نعم لك اولاد واقارب واحفاد وبنات أخت في مكان ما من هذا العالم، فكن منفتحا على الكون كي تلتقي بهم.
قصة السيد علي وعائلته تجرح شغاف قلبك، لكن نهايتها السعيدة تحلق بك إلى رحاب الله. لقد وجدوا في هذا البلد أيادٍ رحيمة أعادتهم إلى مستوى انسانيتهم. اتفقت مع علي والسيدة زوجته أن استقبل كل ولد من اولاده بعد حصوله على الثانوية العامة للدراسة في جامعات كاليفورنيا، ومع الوقت ينتقلون كلهم وذلك بسبب معاناتهم مع الطقس القاسي هناك، فلمدة ثمانية اشهر الثلوج تغمر المدينة، وطفلان من أطفاله يعانون من الربو. نشتغل الآن على أكبرهم سنا لارا التي نالت الثانوية.
اليوم قرأت بوستا على صفحته يحكي عن لقائنا، فتشجعت أن أكتب عن هذا اللقاء!
أقسم لكم أشعر وكأنني تركت ورائي طفلا من أحشائي، وأحلم بعودته إلى حضني.
عدت وتتملكني رغبة حارقة أن أساعد والدين رائعين للارتقاء بأطفالهم إلى حيث يوجد أولادي الآن.
تجاوزوا أحقادكم، ومهما اختلفتم مع شخص لا تسقطوه دون مستوى انسانيته! لا تدعوا دينا ولا فكرا ولا سببا يحجبكم عن اخوتكم في الإنسانية.
أنت الله عندما تصادق

علاقاتي طيبة مع القراء لكنها لا تتعمق أكثر من اللازم، وهذا عائد لطبيعتي الخجـول المتحفـظة نوعًا. غير أن المرء من حين لآخر يتلقى صـفعة على كبريائه تجعله يتمنى لو كان أكثر حذرًا.

منذ عام أرسلت لي تلك الصديقة المراهقة رقم هاتفها. قالت إن عيد ميلادها غدًا وهي تريد أن أقول لها هاتفيًا كل عام وأنت بخير. تأثرت من هذا الطلب جدًا، وفي الموعد المحدد اتصلت بها. ردت علي سيدة متشككة لتسألني بخشـونة:
من أنت؟ (واضح أنها الأم) لماذا تسأل عن ابنتي؟
ـ”أنا فلان”
.فلان من؟
لم تسمع حرفًا عني من قبل. صوتها يزداد خشـونة. أقول:
ـ”أنا فلان الكاتب”
كاتب ماذا؟ أي أنك تكتب؟
الشـك يتزايد. أنا أعاكـس ابنتها أو أعبـث بها. في الحالين أنا وغـد. بدأ العرق يتصبب مني وأنا أشرح لها القصة منذ البداية. عندما تشرح هذه الأمور تبدو سخــيفًا جدًا. عندما انتهت المكالمة اللـعينة أغلقت الهاتف وأقسمت ألا أكون ودودًا بعد اليوم.
اتصلت بي الفتاة مرارًا بعد ذلك فلم أرد.
فتاة أخرى أكثر نضجًا وتعمل في منصب مهم، اتصلت بي ذات مرة وقالت إنها حصلت على رقم هاتفي بصعوبة. قالت إنها تحب كتاباتي جدًا، ونشأت بيننا صداقة عبر الهاتف. أعتقد أنها كانت المتصلة في كل مرة. طبعًا أنت تثق بي وتعرف أن الأمر لم يزد على صداقة متحفظة جدًا. ولو لم يكن كذلك لما حكيت لك هذه القصة. هل تجد مبررًا يجعلها تتصل بي ذات مرة وهي تبـكي لتقول:
ـ”خطيبي متضايق جدًا، وهو يطلب منك مسح رقم هاتفي وعدم الاتصال بي ثانية!. سلام. كليك!
“ظللت رافعًا حاجبي نصف ساعة، وأنا أتحسس موضع الصفعة الرمزية على خدي. كل ما فعلته من ذنب هو أنني كنت ودودًا. لا أكثر ولا أقل.
بعد أعوام قابلتني، وقالت إنها تريد أن أتعامل معهم في مجال عملها الجديد!.
نظرت لها في صمت، ثم قلت لها إنني صنفت إهانتها ضمن أسوأ عشر إهانات تلقيتها في حياتي. من فضلك أرجو أن تمسحي رقم هاتفي ولا تتصلي أبدًا.

عبدالناصر في غزة.. الذاكرة والقضية

المقاومة تعرقل تقدم الدبابات … وشهداء في قصف متواصل على غزة

الضفة الغربية … الاحتلال يواصل سياسة الاقتحام والاعتقالات

احتمالات ما بعد الحرب … حماس تتوجه برسالة إلى عبّاس

ذكرى 73 صارت بعيدة … السعودية لن تلعب من جديد ورقة النفط !
استطلاع

صن نار
- صن نارقبل 23 ساعة
المقاومة تعرقل تقدم الدبابات … وشهداء في قصف متواصل على غزة
- صن نارقبل 23 ساعة
الضفة الغربية … الاحتلال يواصل سياسة الاقتحام والاعتقالات
- صن نارقبل 23 ساعة
احتمالات ما بعد الحرب … حماس تتوجه برسالة إلى عبّاس
- اقتصادياقبل 23 ساعة
ذكرى 73 صارت بعيدة … السعودية لن تلعب من جديد ورقة النفط !
- صن نارقبل 23 ساعة
قوات بريطانية تستعد لدخول معركة غزّة
- صن نارقبل يوم واحد
أمطار … ولكن متفرقة في أحسن الحالات
- صن نارقبل يومين
غزة … عدد الشهداء يتجاوز 10 آلاف، و70 بالمائة من السكان نزحوا عن منازلهم
- صن نارقبل يومين
إغلاق مفترق بن دحة