وهْجُ نار
لن نكون نعـــاجا … مهما قسَتْ علينا عصا الراعي !
نشرت
قبل شهرينفي
من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrashقد يغضب البعض من كلامي…وقد يهددني البعض الآخر…وقد ينعتني بعضُهم بأبشع النعوت…وقد يخيّب كلامي ظنّ البعض…لكن ما أقوله هو حقيقة غفل جميعنا عن قولها والاعتراف بها…ماذا فعلنا لهذا الوطن حتى نحافظ عليه؟؟ لا شيء يذكر…ولا حتى محاولة تُذكر…

أغلب من جلسوا على كراسي الحكم بعد خيبة 14 جانفي لم يهتمّوا للوطن، فقط بحثوا عن تذوّق قطعة الكعك التي جاد بها عليهم الأغبياء…لن أتحدّث عن اليسار ففي تونس لا يسار لنا فاليسار دُفن مع اصحابه…ولن اتحدّث عّمن وعدوا بالبدائل ففشلوا…سأتحدّث عن التجمعيين و”الدساترة” وهم أكثر من جرّب حكم هذه البلاد وأدرك المعنى الحقيقي لمفهوم الدولة…ماذا فعلوا للحفاظ على ما أنجزوه ما صنعوه لهذه البلاد ؟؟ لا شيء غير البكاء والصراخ…ألم يفرّطوا في البلاد…ألم يخفوا وجوههم عن العباد يوم سُجن بعضهم ظلما وعدوانا…ألم يمكثوا في ديارهم يداعبون زوجاتهم…و”يفاخذون” عشيقاتهم…أغلبهم أخفى وجهه خوفا من المحاسبة على ذنب لم يرتكبوه، وتركوا قلّة منهم لا ذنب لها غير أنها كانت تجلس يوم كذبة 14 جانفي على كرسي الحكم والسلطة…أين كانوا حينها من أشبعونا اليوم ضجيجا واقضّوا مضاجعنا صراخا…؟ واليوم ماذا يفعل هؤلاء…ماذا يصنعون…لا شيء سوى جلب العار لجيل البناء والتحديث…
ثم ماذا فعلوا يوم مسكوا بالسلطة مع الباجي رحمه الله؟ لا شيء…تلاعبوا بكل شيء…نسوا تاريخهم…وانخرطوا في حروب بين بعضهم البعض…نسوا وعودهم…تركوا رفاقهم خارج دائرة السلطة خوفا من أن يزاحموهم على بعض الكراسي…غفلوا عن خدمة رفاقهم القادرين على إيجاد البدائل…واكتفوا بالبحث عن كيف يملؤون جيوبهم وجيوب البعض منهم… أهكذا قرؤوا وتعلموا عن الكبار…ما هذا الذي فعلوه ويفعلون…والأغرب أنهم خرجوا اليوم يصفقون للخطأ…للخروج عن النصّ…
بناة البلاد لم يكونوا كما هؤلاء الذين تحدثنا ونتحدّث عنهم اليوم…ولم يسقطوا حيث سقط هؤلاء اليوم…هل تتصورون أننا والبعض منهم ومنكم سنسعد بما يفعلون…وهل سيقلبون الأوضاع بما يأتون…أعلم أن هواة الصراخ الثوري أخطؤوا في حقّهم كثيرا…وأدرك جيدا أنهم ظلموا كثيرا…وهُمّشوا طويلا…وأبعدوا عن مواقع كانوا من بُناتها…لكن هل نواجه الظلم ونكران الجميل بالارتماء في حضن الفوضى و”الشعبوية” والهراء والتخاريف والسياسات العرجاء التي لن تنفع البلاد ولا العباد…
هل نسقط في دائرة الفعل الذي كنّا نرفضه ونأباه ويرفضه كبارنا رفضا لا رجوع عنه…سيقول البعض منهم نحن نقاوم من أجل البقاء والعودة إلى الحكم…سأقول وهل تكون المقاومة بما تأتونه من ارتماء في أحضان من لا يعترف بكم تاريخا ولا بناء…هل يجب أن تكونوا مرّة أخرى حطبا لمعركة لن تكسبوا منها شيئا ولن تكون نتائجها في صالحكم وفي صالح البلاد…
أدرك وأنا على يقين أن الكثير منهم ظلموا ونكّل بهم ممن حكموا بعد 2011…لكن هل من المنطق والعقل أن يسقطوا اليوم في الفخّ الذي نصبوه لهم…أليسوا هم من يعرف مفهوم الدولة قبل الآخرين…أليسوا هم من جرّب الحكم وظروف الحكم وعانى تبعاته وأتعابه ومطبّاته وأطرد منه وعوقب ظلما دون جرم سوى أنه كان يحكم البلاد ويسيّر مؤسسات دولتها…أيسمح لهم تاريخهم بأن يسقطوا حيث سقطوا…هل هم على بيّنة مما يأتونه اليوم…ألم يدركوا أن من يحكمون البلاد اليوم يبحثون عن شريك منقذ…يبحثون عن منفذ يخرجهم من الورطة والمأزق الذي وقعوا فيه…هم سيسعدون بكل من يساندهم ويدعمهم ويتحمّل معهم تبعات الفشل والسقوط القادم…لماذا تفتحون لهم بابًا للنجاة وهم لا يعترفون بتاريخكم ولا بما أنجزتموه…؟؟ السياسة يا جماعة خُدعة…وأنتم خُدعتم مرتين…يوم صدقتم مباشرة بعد يوم الخيبة وأقصد 14 جانفي أنكم أذنبتم وأجرمتم وأنكم جميعا “مطلوبون” للعدالة…فقبلتم وقبل بعضكم “رحمه الله” التضحية بالبعض الآخر حتى لا تطالهم المحاسبة وتزور ديارهم…
تعالوا لنقارن ما فعلتموه وأنتم تحكمون…وما فعلوه وهم يحكمون…أنتم بنيتم رغم بعض الأخطاء التي ارتكبتم…وهم خرّبوا ما بنيتم…وفقّروا وشرّدوا وشتّتوا… ولم ينجحوا في البناء مثلما بنيتم…سيقولون انهم بنوا ديمقراطية وحرية رأي وتعبير…وسأقول ماذا تنفع الديمقراطية والبطون خاوية، والأحقاد تنهش الوطن، والفتنة على الأبواب، فالديمقراطية لا تُبنى على الأحقاد…فهل ما نعيشه اليوم ديمقراطية…وهل انتخاباتكم التي تصفقون لها وقبلتم بأن تكونوا حطبا لها ديمقراطية…؟؟
هُم اليوم يضحكون …يتهامسون…ويقولون ضحكنا عليهم حين خدعناهم بضرب خصمهم اللدود “النهضة”…وأوقعنا بهم حين خدعناهم بالاستشارة فجاؤوها سكارى…واستغفلناهم حين أوهمناهم بالاستفتاء فأعلنوا لنا البيعة الولاء….وخدعناهم بالقانون الانتخابي…واليوم نخدعهم بالانتخابات وسيأتونها جماعات وزرافات…أنتم اليوم الحطب الذي ستحرقون به تاريخكم ومستقبلكم السياسي وستهدمون به كل البناء … وأنتم من سيهدي الشرعية المفقودة لمن يبحثون عنها منذ انقلابهم، أولئك الذين لم يعترفوا بكم وبتاريخكم وبما أنجزتم…أنتم لم تكونوا كما أنتم اليوم فلماذا اليوم فعلتم…لماذا سقطتم…
هُم فرّقوا بينكم…شتتوكم…هُم سيحكمون بالبعض منكم ثم سيرمونكم كما رموا من وجدوهم قبلكم…وسينقلب البعض منكم عليكم وعلى البعض منكم…لأنكم لم تفقهوا قانون لعبة اليوم…السياسة خُدعة…فإن لم تنجح في خداع خصومك ومعارضيك…خدعوك…أتعلمون سادتي ولا عداوة لي مع أحد منكم…ولا منهم…ولا أحقد على احد منكم…ولا على أحد منهم، أن من أوقعوكم في الخطأ وفي فخّ الخطأ يريدون فقط المحافظة على كراسيهم دون محاسبة، والحفاظ على ما استولوا واستحوذوا عليه من بقايا وطن جريح، ينزف منذ أكثر من عقد مرّ عليه، هم انقلبوا على شركائهم وغدا سينقلبون عليكم ليؤسسوا دولة دونكم لا يحكمها غيرهم وغير من أعلن لهم البيعة والولاء…ليس حبا في الوطن…ولا في شعب هذا الوطن بل عشقا للكراسي التي يجلسون عليها…
نعم هذا ما نعيشه ويعيشه الشعب اليوم…ومهما كان ما نعيشه مؤلما ومخزيا لكنه الحقيقة…أنتم أخفقتم في لمّ شتاتكم فلا لوم على الآخرين…أنتم من هرول لمساندة من لا يفقهون مفهوم الدولة بالأمس…واليوم…وقد تعيدونها غدا…فلا يجب أن تلطموا وجوهكم غدا وتندبوا حظّكم العاثر يوم تدركون حقيقة ما أتيتم…أنتم من أعطى وسيعطي الفرصة للناخب ليذبحكم ويذبح الوطن معكم من الوريد إلى الوريد…فوضعنا السياسي اليوم لا يبشّر بخير…علينا أن نعترف أنكم أنتم والبعض منكم من أوصل البلاد اليوم إلى ما هي عليه…أنتم من أعطى رقابكم ورقابنا للبعض ليذبحكم ويذبحنا…فبعضكم انقاد كالأغنام لزريبة الدعايات المغرضة على بعضكم البعض، والتهم الباطلة التي يروّج لها من لا يفقهون ما تعنيه عبارة “مفهوم الدولة”…
أنتم أو لنقل بعضكم من صفق سنة 2011 لقطاع الطرق ليهجموا على من يفقه فعلا مفهوم الدولة، وأغمضتم اعينكم أمام من لا يفقه الدولة ومفهومها…حقدهم كان بالأمس خرابا لما بناه رجال الوطن…وحقدكم اليوم سيكون غدا حافزا لتوجّه العديد من الناخبين إلى صناديق الاقتراع للتصويت دون إدراك لخطورة ومغبّة التصويت الأعمى الذي قد يصل بمن لا يفقهون مفهوم الدولة، إلى التشريع لدولة الغد التي قد لا نعرف لها لونا غير الحقد والتفرقة والفتنة…ولا طعما غير الهراء والتخاريف والوعود الجوفاء…وحقدكم اليوم سيقودكم ويقود البعض الآخر غدا إلى مسلخ سياسي “يُمأمئون” فيه كالنعاج…فكونوا كما تكونون…فنحن اخترنا ألا نكون نعاجا…ولن نكون نعاجا مهما قست علينا عصا الراعي…
تصفح أيضا
وهْجُ نار
حتى لا نغنّي غدا … “حبّ ايه اللي انت جاي تقول عليه” !
نشرت
قبل أسبوع واحدفي
14 فبراير 2023من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
يحتفل اليوم العالم بكل لغاته بعيد الحبّ…وسيخرج علينا بعضهم ليصرخ في وجوهنا عن أي عيد تتحدثون وبأي حبّ تحتفلون؟ وهنا وجب أن أقول …نعم بأي حبّ نحتفل؟ وبعض شعوب العالم يعيشون المأساة… يعيشون الوجع… يعيشون اليتم…

عن أي حبّ نتحدّث وبعضنا يأكل خُبزه من حاويات المزابل…وبعضنا يقطن القصور التي ألقت بفضلاتها في حاويات تلك المزابل…عن أي حبّ نتحدّث وبعضنا يموت تحت القصف…وبعضنا الآخر يموت تحت الأنقاض والركام…وبعضنا الآخر يموت جوعا…وبعضنا الآخر يموت غرقا…وبعضنا الآخر يبيع المساعدات التي كانت في طريقها لمن مات جوعا…
عن أي حبّ نتحدّث ومنسوب الحقد في هذا الوطن فاق الناتج الوطني الخام…عن أي حبّ نتحدّث ونحن اليوم ملل وطوائف…عن أي حبّ نتحدّث ونحن اليوم نكره بعضنا البعض…عن أي حبّ نتحدث وحكومتنا لا تحبنا…ورئيسنا يحقد علينا…عن أي حبّ نتحدّث والشعب لا يحب الشعب…عن أي حبّ نتحدّث وساكن قرطاج يهدّدنا كل يوم بالويل والثبور…عن أي حبّ نتحدّث وساكن قرطاج يتهمنا كل خطاب بالفساد والاحتكار…عن أي حبّ نتحدّث وبعضنا يسجن بلا سبب…عن أي حبّ نتحدّث وبعضنا يتهّم بعضنا بالعجب وبلا سبب…
عن أي حبّ نتحدّث وساكن قرطاج لم ينجز إنجازا واحدا مما وعد…عن أي حبّ نتحدث وساكن قرطاج لا يهتمّ بما نريد، رغم أنه رفع شعار الشعب يريد…فهل ما يأتيه منذ جلوسه على عرش قرطاج هو ما نريد؟ ألسنا نحن شعبه أم شعبه هو فقط من هو يريد؟ أيريد ساكن قرطاج أن نحبه…ولا يحبنا؟ أيريد حبّا من طرف واحد؟ ألا يعلم ان ذلك الحبّ لن يعمّر طويلا؟
لن نحبه …إن لم يحبنا…ولن نكون معه …إن لم يكن معنا…نحن لا نريد فقط خطبا ناسفة…ولا وعودا…ولا خطبا ملغومة…وإنجازا موءودا…ولا دساتير تكتب في الغرف المظلمة…نحن نريد عدلا…وكرامة…وانجاز وعود موعودة…نحن لا نريد صفوفا بالآلاف للفوز بعلبة حليب…ولا انتظارا بالساعات للعودة برطل من السكر…ولا عودة بخفي حنين دون زيت معلب…نحن لا نريد ميزا بين الناس…ولا ظلما لبعض الناس…ولا اقصاء للكثير من الناس…
نحن لن نحبك إن ظلمت بعضنا…ولن نحبك إن أقصيت بعضنا…ولن نحبك إن اتهمت بعضنا دون اثبات…خطبك الناسفة لن تشبعنا…وخطبنا الملغومة لن تروينا…وصراخك في وجوهنا لن يغنينا…أَعْدل سنحبك…اِرحم سنحبك…أنْجزْ سنحبك…وَحِّدْ سنحبك…صَالِحْ سنحبك…اِجمَع سنحبك…انْسَ سنحبك…ألم تر كيف فعل مانديلا…ألم تسمع كيف فعلت رواندا…دون ذلك سنغني جميعا…” حبّ ايه…اللي انت جاي تقول عليه” ….
وهْجُ نار
لا أعرف إن كان الوقت قد فات … الوطن يغرق ولا أحد مدّ له حبل النجاة
رسالة إلى صانع التغيير الثاني…
نشرت
قبل 3 أسابيعفي
31 يناير 2023من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
أتدري يا سيادة الرئيس ماذا يعني أن تكون نتائج أول انتخابات تشريعية في عهدتك بهذا الضعف؟ يعني بكل بساطة أنك فقدت كل رصيدك الذي حصلت عليه في انتخابات 2019…

فقدت شرعيتك التي كنت بها تفاخر، ويعني أيضا أنها كشفت الحقيقة التي لا تريد سماعها، حقيقة أنك لم تكن تحصل على ذلك الرصيد في الدور الثاني من انتخابات 2019 لو لم يتوحّد المشهد السياسي كاملا ليقطع الطريق أمام خصمك، ليس حبّا فيك، أو ثقة في ما قد تأتيه، بل خوفا من تبعات انتخاب خصمك المتهم بشبهة الفساد…فأنت إذن من اختار توقيت الانتخابات… وتوقيت تبعات نتائجها…
أنت أيضا يا سيادة الرئيس من يتحمّل تبعات هذه النتائج الضعيفة جدا…فهل من المنطق أن تختار موعدا لانتخابات “تأسيسية” وأنت لم تنجح في منجز واحد منذ وصلت إلى الحكم…أتدري أيضا أنك أنت من أختار إقصاء كل من مدّوا لك يد العون في انتخابات 2019، فهل تنتظر منهم أن يدعموك ويغرقوا صناديق الاقتراع بأصواتهم من أجلك، وأنت من أخرجهم من المشهد واقصاهم وهدّدهم بالويل والثبور دون أي اثبات أو دليل واحد يؤكّد ما تتهمهم به في كل خطاب وكل خروج إعلامي للشعب…
خلاصة ما تعيشه البلاد يا سيادة الرئيس، هو أنك أنت من اختار تحمّل تبعات كل سياساتك بمفردك بعد أن أبعدت كل شركائك في الحكم…وأقصيتهم… وأكاد أجزم أن الانتخابات التشريعية التي مرّت أول أمس هي الفصل الأول من “ردّة فعل” الأحزاب مما فعلته بهم…ومن “ردّة فعل” الشعب مما يعانيه منذ انفرادك بحكم البلاد…فأنت إذن من اختار “نهايته” السياسية متى تكون وكيف ستكون…وأنت أيضا من صنع ممن كانوا معه شركاء أعداء له…أتعلم يا سيادة الرئيس أن من يصنع الأعداء لن ينجح ابدا في صناعة الأصدقاء…وهنا وجب أن تعلم أمرا أعلم جيّدا أنك لا تقبله ولا تريد سماعه، ولا تهتم أصلا لسماعه…
هذا الأمر يهمّ كل من اجتمعوا حولك بعد أن أبعدت كل من أوصلوك إلى حيث أنت…هذا الأمر يا سيادة الرئيس هو أن جميعهم كذبوا ويكذبون عليك…جميعهم خدعوك ويخدعونك بالتصفيق والتمجيد…والثناء…فمن رفضوا اليوم الذهاب إلى صناديق الاقتراع هم في الحقيقة والخلاصة يرفضون مسارك…ويقولون لك “كفى”…وسيكبر عددهم مع الأيام…ومن يوهمونك بأن نسبة الإقبال الأضعف في تاريخ تونس والعالم كافية وزيادة لإبقائك حيث أنت، يخدعونك حفاظا على مواقعهم ومصالحهم…فلا تستغرب إن وجدت نفسك في قادم الأيام وحيدا…دون من هم حولك اليوم…فجميعهم سينفضّون من حولك يوم يعلمون أن البلاد غرقت وسيغرقون معها…سيقفزون من المركب ويتركونك وحيدا بعد أن خدعوك…واغرقوك بالثناء والتمجيد…سيهربون بجلدهم خوفا من تقاسم تبعات الفشل والسقوط معك…سيتركونك وحيدا أمام مسؤولياتك وتبعات فشلك…
سيادة الرئيس، ما الذي تريده بالضبط من وجودك حيث انت هناك في قصر قرطاج وعلى كرسي الرئاسة؟ ألم تقل إنك تريد خيرا بالبلاد والعباد؟ فاين هذا الخير؟ ألم تقل إنك جئتنا عادلا؟ فأين هذا العدل؟ ألم تقل إنك جئت موحّدا؟ فاين هذا التوحيد؟ ما الذي تريده من هذه الدولة التي تقودها وما تعريفك لها يا سيادة الرئيس؟ فأنا كغيري ممن عاشوا في هذه البلاد منذ ولادتهم يفتقدون اليوم ومنذ مجيئك لمن كانوا يعرفونها دولة سابقا، ننظر حولنا ولا نجد تلك الدولة التي نعرفها …تلك التي أحببناها …تلك التي عملنا بها ولها ومعها، اين الوطن الذي أقسمنا بان نخدمه ونصونه ولا نخونه؟ لم نعد نرى شيئا مما كنّا نعرفه عن الوطن والدولة…ونخاف غدا، ألا يعني لنا الوطن شيئا…
أتدري يا سيادة الرئيس أن الشعب ومنذ مجيئك إلى كرسي قرطاج تمزقه التفرقة السياسية والأيديولوجية، وتتقاذفه الأحقاد والكراهية، واليوم توسعت التفرقة لتصبح قبلية وجهوية…أتدري أن هذا الشعب اصابته لعنة الحقد وتغلغلت في صدره فأصبح يبحث عن الهروب بجلده من وطن لم يعد وطنه ولا حتى شبحا من ذلك الوطن الذي عاش فيه قبل مجيئك…رغم ما كان فيه… وما عاشه من خيبات…
أعترف أني لست من الذين يغرقون كثيرا في التشاؤم…ولا أزال أحتفظ ببعض الأمل بأن الحل قد يكون دونك…كما قد يكون معك أيضا، لو…لو مددت يدك للجميع…حتى من كنت معهم شريكا في الحكم…في الفشل…في أسباب ما نحن فيه…فأنت أيضا ساهمت بنصيبك في ما نحن فيه…ساهمت في وجعنا…في احباطنا…في بعض ما نحن فيه…مدّ يدك لمن كانوا معك ذات يوم فزت فيه يا سيادة الرئيس…مدّ يدك للجميع دون إقصاء لأحد إلا لمن أجرموا…مدّ يدك لمن يقول لك أخطأت يوم تخطئ …لمن يقول لك اصبت يوم تصيب…مدّ يدك للشعب…كل الشعب أيها الرئيس… قبل ان يأتي يوم، سيأتي لا محالة، لن تجد فيه ورقة تحمل اسمك في صناديق الاقتراع…أتدري يا سيادة الرئيس أن الجائع والمحبط واليائس والمظلوم لا يذهبون إلى مكاتب الاقتراع…فهذه المكاتب لا تستهويهم…وبطونهم خاوية وفلذات أكبادهم يموتون كل يوم يأسا وإحباطا وغرقا… لا اعرف يا سيادة الرئيس ان كان الوقت قد فات… فالوطن يغرق ولا أحد مدّ له حبل النجاة…
وهْجُ نار
غدًا ذكرى ثورة الرجال…ثورة لم يكن فيها الدجّال والنذل والمحتال…
نشرت
قبل شهر واحدفي
17 يناير 2023من قبل
محمد الأطرش Mohamed Alatrash
أتساءل ونحن نحتفل غدا بالعيد الأصلي لثورة أخرجت المستعمر…بِعيد من ماتوا وهم يدافعون عن ارض هذا الوطن وحرية شعب هذا الوطن…بعيد ثورة أعلنها بورقيبة ورفاقه على مستعمر وصف عهده عالي المقام بــ”الحماية”…

أتساءل كيف لمعارضة “عالي المقام” أمير البلاد أن تنجح وهي بهذه الحال…فالكل يكره الكل…والكلّ يظلم الكلّ…فرّقتهم المصالح والأطماع…شتتتهم الأكاذيب والترهات والشعارات الجوفاء…خطابهم شبيه بخطاب عالي المقام …خطابهم ليس أكثر من شيطنة للماضي فماضي البلاد أصبح كالحمار القصير…الكل يريد الركوب…فيكفي أن تشيطن أحد الأشخاص الذين كانوا في المنظومة القديمة حتى يصفّق لك الجميع اعجابا، وأعني بالقديمة منظومة بن علي رحمه الله…فأغلب أشباه رجال المعارضة يولون أهميّة أكبر لسبّ ما مضى وشتمه أكثر من أي برنامج آخر في خطابهم السياسي، والحال أنهم يعانون من حقد حاضرهم ما لم يعانوه من تاريخهم الذي يشتمون….فكل المنابر التلفزية ومنذ اثنتي عشرة سنة موجّهة فقط لشيطنة الماضي ونعته بالخراب والحال أنهم من الذين تعلّموا ودرسوا وكبروا وعملوا وتدرّجوا وكسبوا المال بين كل ذلك الخراب….
مجرّد رؤية أحد المسؤولين من الذين كانوا قبل 14 جانفي يجلسون على الكراسي يتقيأ البعض أو يصاب بمغص بأمعائه وكأنه شاهد لتوّه إبليس…والحال أنه كان يحاول جاهدا أن يفوز برضاه ولم يصل إلى مبتغاه….أتساءل لماذا تنسى معارضتنا الأشياء الجميلة ولا تذكّر غير السيء من الأحداث…لماذا لا تتوحّد وتنسى حقدها على الماضي…لماذا لا تتوحّد ضدّ حاضر اساء للبلاد والعباد…حاضر لم يستثن أحدا من ساسة البلاد…هل كانت البلاد كلها خرابا كما يزعمون…إن كانت كلها خرابا فلم بأرقامها ارقامهم يقارنون؟ أين كان هؤلاء إذن …أليسوا من أبناء هذا الخراب؟
أتساءل لماذا نوظّف الماضي حسب أجنداتنا فحين يجب الثناء على بورقيبة أو بن علي لغايات انتخابية نصيح ونصرخ بأعلى أصواتنا مترحمين عليهما، وحين نكون في جهة اخرى من الجهات التي قد تكون عانت من ظلم الزعيم نسبّ الزعيم إرضاء لأبناء تلك الجهة ومراودة لأصواتهم…أتساءل لماذا كل هذه الحرب على القديم؟ أأصبح فشلهم في تحقيق مثل ما تحقّق في الماضي مرضا؟ أأصبحت عقدة حاضرنا ماضينا؟ فهل حاضرنا اليوم أفضل من ماضينا…؟؟ لماذا نعيد كتابة المأساة مرّة أخرى؟ ماذا ينتظرون من الشعب؟ هل ينتظرون ان يخرج داعما لهم ومناديا بهم حكاما على البلاد وهم على نفس الأحقاد؟ كيف يريدون محاربة الحقد الذي يكتوون به من منظومة عالي المقام بمواصلة حقدهم على القديم ومن سبقهم في حكم البلاد؟ أسألهم جميعا…وبعضهم يرى في نفسه أنه المدافع الوحيد عن هذا الشعب والحال أنه سبب أوجاعه…أسألهم…ماذا فعلتم لهذا الشعب…ماذا حققتم لهذا الشعب…ماذا فعلتم لطالب الشغل الذي ينتظر موردا ينقذ به عائلته من الضياع والجوع…ماذا فعلتم لفقير ينتظر مساعدة تخرجه من الضيق الذي خنق أنفاسه….
ماذا فعلتم ليائس قرر الانتحار غرقا هربا من جنتكم الموعودة والتي لم ير منها غير الجوع والعطش والتشرّد….ماذا فعلتم لجهات مهمّشة انتظرت وعودكم ولم تأت…ماذا فعلتم لفقير لم يجد مالا ليداوي زوجته التي تموت يوميا….ماذا فعلتم لمشرّد لم يجد موردا يكفيه بناء بيت صغير يسكن فيه…ماذا فعلتم لمن ظلمتموهم بعد 14 جانفي وشردتم عائلاتهم حقدا وطغيانا…ماذا فعلتم لطالب مات أهله وتركوه عاطلا بشهادة لن تشبعه من جوع…ماذا فعلتم من أجل مئات الآلاف من العاطلين من الذين حلموا بمستقبل أفضل في ظلّ وعودكم الكاذبة….ماذا فعلتم لمن خسر شغله لأن بعضكم اعتصم أمام مورد رزقه يمنعه من الدخول…ماذا فعلتم وبعضكم يغلق مواقع العمل حقدا وبهتانا…ماذا فعلتم…وماذا حققتم من آلاف الوعود…وآلاف الشعارات التي رفعتموها…ماذا فعلتم وأنتم تطردون المستثمر الذي جاءكم راغبا في مساعدتكم…ماذا فعلتم وأنتم تعطّلون كل مفاصل العمل والشغل لتحقيق مصالحكم ومصالح عائلاتكم ومن بايعوكم على خراب البلاد…ماذا فعلتم وبعض الشعب ينام ليلته دون أن يسعد بلقمة بعد جوع أيام وأسابيع…ماذا فعلتم وبعض الشعب يموت كمدا وحسرة على رزق ضاع بسبب ما فعلتموه بالبلاد…ماذا فعلتم؟
خلاصة كلامي، وكلامي موجّه لمن حكموا خلال العشرية الأولى من عهد الخديعة وهم من يعارضون اليوم عالي المقام، وموجّه أيضا لمن يحكمنا اليوم بحجة تصحيح المسار والحال أنه حاد بالمسار عن المسار، وأخذ البلاد والعباد إلى حيث لا أمل في إصلاح حالها، فنحن اليوم نغرق في الوحل ولا خلاص لنا ومن يحكمنا يحقد على نصف شعبه، ويتهم النصف الآخر بالفساد والاحتكار ويهدّد الجميع بالويل والثبور… وليعلموا جميعا سلطة ومعارضة، هذا الشعب لا تهمه حروبكم إن لم تكن في صالحه وتخرجه مما هو فيه…ولا يهمه من يحكم…ولا يهمه من الوزير…ومن المدير…ومن السفير….الشعب يريد لقمة….وشغلا…وأمنا….واستقرارا فقده منذ جاء بعضكم كاذبا…رافعا لشعارات مات أهلها…
ماذا فعلتم….وبعض الشعب يموت كل يوم….وأنتم تفاخرون بما لم تنجزوه….ماذا فعلتم….لم تفعلوا شيئا…فقط وزعتم الإحباط…واليأس….في وطن كان أجمل قبل مجيئكم….وقبل خروجكم عليه بشعارات كاذبة…ألا تخجلون مما فعلتم…ومما أتيتم…لوطن كان أفضل …لا استثني أحدا…
الحركة الدبلوماسية … قريبا

رجاء بن سلامة تُعزل من إدارة دار الكتب

سيدي علي بن عون … امراة تقدم على الانتحار شنقا

أنس جابر تتراجع إلى المرتبة الرابعة

إصدارات: في “مستودع الخنازير” لمحمّد الحباشة … سرد لعبثية الحياة
استطلاع

صن نار
- تونسيّاقبل 4 ساعات
الحركة الدبلوماسية … قريبا
- ثقافياقبل 11 ساعة
رجاء بن سلامة تُعزل من إدارة دار الكتب
- اجتماعياقبل 15 ساعة
سيدي علي بن عون … امراة تقدم على الانتحار شنقا
- رياضياقبل 16 ساعة
أنس جابر تتراجع إلى المرتبة الرابعة
- ثقافياقبل يوم واحد
إصدارات: في “مستودع الخنازير” لمحمّد الحباشة … سرد لعبثية الحياة
- جور نارقبل يوم واحد
ملاحظات نقديّة … على هامش تغيير النظام التأديبي المدرسي
- اجتماعياقبل يوم واحد
بن عون … بضاعة مهرّبة في منزل مهجور
- ثقافياقبل يومين
وفاة الفنانة ريم الحمروني