تابعنا على

بيئة و زراعة

حتى الزيتون … له “كورونا” خاصة به !

مطلوب إنقاذ الزيتون المتوسطي من مرضٍ مدمّر: اللفحة البكتيرية

نشرت

في

Olive

اللّفحة البكتيرية (Xylella fastidiosa )هي مرض جرثومي تمكن في السنوات الأخيرة من ترسيخ نفسه في مناطق على طول البحر الأبيض المتوسط، حيث يهاجم المحاصيل المهمة اقتصاديًا مثل الزيتون والقوارص والفاكهة ذات النواة وعنب النبيذ. وبغياب علاج معروف، يهدد المرض بالانتشار إلى المنطقة العربية الواقعة على ضفة المتوسط. ولمساعدة المزارعين أصحاب الملكيات الصغيرة على حماية محاصيلهم وسبل عيشهم،.. و تدعم المنظمة الأممية للأغذية و الزراعة (فاو) الجهود المبذولة في بلدان المنطقة لزيادة الوعي بالتهديد و تسخيرالتكنولوجيا التي يمكن أن تساعد في كشف هذا المرض الفتاك ومنعه.

من أمريكا، إلى إيطاليا، إلى بلاد البحر المتوسط

في عام 2013، قام باحثون إيطاليون باكتشاف مثير للقلق: أحد أكثر الأمراض النباتية تدميراً في العالم، يوجد عادةً في القارة الأمريكية بشمالها و جنوبها، وقد شقّ طريقَه إلى أشجار الزيتون الإيطالية … وبغياب أي علاج معروف، فقد أثر العامل المسبّب للممرض بالفعل على أكثر من 10 ملايين شجرة في الطرف الجنوبي الشرقي لإيطاليا. و إذا لم يتم احتواؤه بشكل صحيح، فإنه يهدد بالانتشار في جميع أرجاء حوض البحر الأبيض المتوسط. وقد تعاقدت الحكومة الإيطالية مع المؤسسات البحثية الوطنية والمركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة في البحر المتوسط لمسح واحتواء اللّفحة البكتيرية. لكن البلدان المتوسطية الأخرى معرضة لخطر كبير إذا زاد انتشار المرض.

لا تعدّ أشجار الزيتون النبات الحاضن الوحيد لسلالات هذه البكتيريا، وإنما أيضًا أكثر من 500 نوع من النباتات الأخرى يجتذب العديد من هذه السلالات. و إن لم يتم القضاء عليها، فقد يتعرض المزارعون الصغار لتدمير سبل عيشهم وتتعرض الاقتصادات الوطنية لزعزعة الاستقرار بسبب الانتشار المحتمل في المنطقة. وبسبب هذه المخاطر، أطلقت المنظمة مشروعًا لدعم بلدان المنطقة العربية في جهودها لمنع دخول هذا المرض وانتشاره.

اللّفحة البكتيرية : تهديد واسع الانتشار

تسببت اللّفحة البكتيرية منذ فترة طويلة في مشاكل في الأمريكتين، حيث تقدر تكلفة الأضرار بمئات الملايين من الدولارات كل عام… فبالإضافة إلى أشجار الزيتون، يمكن لسلالات اللّفحة البكتيرية المختلفة أن تؤذي العنب والفاكهة ذات النوى والقوارص ونباتات الزينة. ويصعب عزل هذا المرض لأن البكتيريا تنتقل عن طريق الحشرات، وتستغرق الأشجار المصابة وقتًا طويلاً قبل ظهور الأعراض، حيث يمكن أن تستمر فترة الحضانة للّفحة البكتيرية من سبعة أشهر إلى أكثر من عام.

عندما تقوم الحشرة بامتصاص النسغ من شجرة مصابة، يمكنها أن تحمل البكتيريا إلى أشجار الأخرى. لكن ينتشر المرض أيضًا من خلال نقل النباتات المصابة، خاصةً نباتات الزينة التي قد تحتوي على البكتيريا دون ظهور الأعراض.

تشمل أعراض الإصابة باللّفحة البكتيرية الفروع الضعيفة والأوراق المجففة والفواكه المنكمشة. وتعاني الأشجار المصابة حقيقة من الجفاف الداخلي: تضرب البكتيريا في النسيج الوعائي الخشبي الذي ينقل الماء والمواد الغذائية، وتختنق أطراف الشجرة.

أدوات مبتكَرة

من أجل التخفيف من التهديد المحتمل لـلّفحة البكتيرية على البلدان عبر البحر المتوسط، تدعم الفاو الجهود الوقائية في تونس و الجزائر و مصر ولبنان وليبيا والمغرب . ومن خلال تطبيق التقنيات الحديثة للكشف، تساعد المنظمة البلدان في اختبار مواد الزراعة المستوردة – و هو المسار الرئيسي لإدخال البكتيريا من مسافات طويلة – بطريقة أدقّ وأبسط وأقلّ تكلفة.

أحد المكونات المهمة للمشروع يتمثل في جهاز تضخيم متساوي الحرارة المبتكر، يمكنه اختبار النباتات والحشرات في الوقت الفعلي للكشف عن أية جزيئات مرتبطة بالمرض. وتستخدم هذه الأجهزة المحمولة مع الأجهزة اللوحية كواجهة للجهاز، وتقوم بإجراء الاختبارات وتلقّي النتائج. وتتيح هذه الأجهزة للمزارعين و العلماء التعرف على اللّفحة البكتيرية في الحقل والإبلاغ عنها على الفور، دون انتظار نتائج المختبر.

نشر الكلمة

ساعدت الحملات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية في نشر المعلومات حول اللّفحة البكتيرية، مع التواصل الفعال بواسطة المواقع الاجتماعية والإذاعة والتلفزيون في مصر و ليبيا. بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم أيام توعية إقليمية في بلدان المنطقة، استهدفت الفنيين والمزارعين والعاملين في مشاتل الغراسات والطلاب ومفتشي الجمارك لتكون قادرة على اكتشاف ومعالجة النباتات المصابة بالبكتيريا.

ولأجل مواصلة تقديم المعلومات الحيوية، تم إنشاء عدد من قنوات الاتصال (بما في ذلك الخطوط الهاتفية المجانية والبريد الإلكتروني وواتساب وفيسبوك) لكي يتسنّى لأصحاب المصلحة تبادل المعلومات ومعالجة الأسئلة المتعلقة بإدارة هذا الوباء.

كما نظمت الفاو سلسلة من الدورات التدريبية لأصحاب المصلحة بشأن ممارسات المراقبة والتشخيص والإدارة المتعلقة بهذه البكتيريا، وساعدت حلقات العمل هذه كل بلد في تنظيم أيام توعية وطنية وإقليمية، وكذلك دورات تدريبية لتشخيص ورصد اللّفحة البكتيرية. و جمعت هذه الأحداث بدورها ما يربو عن 4000 مشارك إضافي(من بينهم 942 امرأة)، بمن في ذلك المتخصصون والباحثون والمزارعون.

الوقاية هي السبيل الوحيد

على الرغم من التدابير المضادة المتخذة، فإن هذا المرض ما يزال يقتل أشجار الزيتون في إيطاليا وقد انتشر في إسبانيا وفرنسا. وحتى الآن، لم يتم الإبلاغ عنه في شمال أفريقيا والشرق الأدنى.

لمنع المرض من التفشّي، تساعد المنظمة البلدان المعرضة للخطر في تحديث تشريعاتها المتعلقة بالصحة النباتية وتعزيز تدابير الصحة النباتية في موانئ الدخول لمنع دخولها من خلال التجارة. كما تساعد المنظمة البلدان المعنية على وضع خطط للطوارئ في حالة حدوث أي اكتشاف للمرض.

بإنشاء أنظمة مراقبة إقليمية منسقة، وتنظيم الاتصالات الدولية حول المخاطر وتحسين القدرات على اكتشاف المرض والتصدي له، تأمل المنظمة منع دخوله إلى مناطق جديدة.

وكجزء من هذه الجهود الوقائية، طورت المنظمة تطبيقًا مخصصًا للهاتف الجوال (XylAppNENA) وقاعدة بيانات لكل بلد لجمع البيانات الميدانية. وعلى الرغم من الصعوبات في إدارة المرض، تقلّل التدابير الوقائية والاكتشاف المبكر إلى حد كبير من خطر العدوى وانتشارها.

إن احتواء اللّفحة البكتيرية يعني مزيداً من الاستقرار ومزيداً من الغلّة للمزارعين في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، وهو خبر سارّ لمحبي الزيتون في جميع أنحاء العالم.

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بيئة و زراعة

اختتام فعاليات أيام البناء البيئي

نشرت

في

متابعة وتصوير: جورج ماهر

اختتمت مساء امس الخميس فعاليات مؤتمر أيام البناء البيئي والابتكار الذى اقامه الاتحاد التونسي الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية فى مركز المؤتمرات الدولى بمقر الاتحاد بحى الخضراء على مدى يومي 28 و 29 فيفري 2024، وذلك بهدف تقديم حلول مبتكرة في البناء البيئي.

الجدير بالذكر انه اقيم معرض خلال فعاليات المؤتمر تم خلاله عرض أحدث المنتجات وخدمات البناء وذلك لبناء أكثر استدامة وصديق للبيئة ومبتكر وعملي وقد انتظم بحضور عديد الخبراء فى مجال البناء الذين قدموا عديد المشورات الفنية والهندسبة وغيرها بشأن مشاريع البناء البيئية والابتكار العقاري .

أكمل القراءة

بيئة و زراعة

ندوة تأثير التغيرات المناخية على الحبوب فى تونس

نشرت

في

متابعة وتصوير: جورج ماهر

اتطلقت صباح اليوم الخميس 29فيفرى 2024 بتونس العاصمة فعاليات ورشة عمل لتقديم نتائج الدراسة العلمية حول تداعيات التغيرات المناخية على منظومتى الحبوب والزيتون فى تونس، وذلك فى اطار مشروع مرافقة الحكومة التونسية في مجابهة المخاطر التي تهدد القطاع الفلاحي.

يذكر ان هذه الدراسة جاءت من تنظيم المشروع الدولي للتصرف في المخاطر الفلاحية بالاشتراك مع وزارة الفلاحة والموارد المائية وبحضور ممثلين عن الادارة والمنظمات المختصة والخبراء والفلاحين والجهات المانحة وثلة من رجال الصحافة.

أكمل القراءة

بيئة و زراعة

غيث نافع نعم … ولكننا نحتاج للمزيد

نشرت

في

أكد مدير عام الهندسة الريفيّة واستغلال المياه عبد الحميد منجة، خلال ندوة صحفية لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، حول الوضعية المائية الحالية وقدرتها على تأمين مياه الشرب خلال صائفة 2024، أنّه كان للأمطار الأخيرة فائدة كبرى في الانطلاق في موسم الزراعات الكبرى.

وبيّن المتحدث أنّ التساقطات المسجّلة بين شهري سبتمبر وفيفري، تُمثّل 40% من معدل التساقطات المسجّلة سابقا في الفترة نفسها.

وأضاف أنّه خلال هذا الأسبوع، تجاوز مخزون السدود لأوّل مرّة 800 مليون متر مكعب، حيث بلغ 813 مليون متر مكعب، مضيفا أنّ هذه الكميات تُمثل 35% من طاقة الخزن.

وختم قائلا إنّ وضعية المياه في تونس رغم التحسّن لاتزال حرجة، مشدّدا على ضرورة ترشيد الاستهلاك.

ـ عن “موزاييك” ـ

أكمل القراءة

صن نار