تابعنا على

جلـ ... منار

سيناريوهات النار في الإقليم المأزوم

نشرت

في

تركيا والحراك الاحتجاجي في إيران

سيناريوهات النار تكاد تلامس سطح الحوادث المتدافعة في الإقليم المأزوم الذي نعيش فيه.

عبد الله السنّاوي

الأخطار ماثلة والأسئلة الكبرى تأخذ بخناقه، التفاعلات المحتملة والتداعيات التي لا يمكن تجنبها.
أول الأسئلة حيث تتأهب تركيا للقيام بعملية عسكرية برية في
الشمال السورى باسم حفظ أمنها القومي ضد جماعات كردية تصفها بالإرهابية.
هل تفلت العملية العسكرية المزمعة عن أية تفاهمات وتحالفات سابقة مع روسيا وإيران الطرفين الآخرين بـ”تحالف الضرورة” في سوريا، اللذين يناهضان علنًا أي تدخل بري؟

إذا ما تصدع هذا التحالف فنحن أمام أوضاع جديدة في الأزمة السورية تلقي بظلالها الكثيفة على مستقبلها وفرص حلحلتها بالوسائل الدبلوماسية.
أطراف التحالف ليسوا بوارد ذلك الخيار، لكنهم قد يجدون أنفسهم تحت ضغط تصادم الإرادات أمام إعادة ترتيب أوراق وضربات فوق الحزام وتحته.
بالوقت نفسه فإن الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين غير مستعدين للمضي مع تركيا في جموحها العسكري لحسابات استراتيجية تتعلق بتصوراتها للأزمة السورية وقوة الرهان على الحليف الكردي.

ليس مستبعدا، إذا تفاقمت أزمة التدخل العسكري، أن تتعرض تركيا نفسها لأوضاع داخلية خطرة تهدد قدرتها على حفظ تماسكها الداخلي بالنظر إلى أن كتلة كبيرة من سكانها ينتمون إلى العرقية الكردية.
بصورة أو أخرى يتداخل المشهد العسكري التركي مع تعقيدات الحرب الأوكرانية؛ حيث تطلب أنقرة ثمنا استراتيجيا مقابل الدور الذي تحاول أن تلعبه في التوصل إلى تسوية سياسية لحرب المنهكين الأمريكي والروسي معا.
بحكم عضويتها في حلف “الناتو” كثاني أكبر قوة عسكرية فيه، وجوارها مع روسيا وأوكرانيا فإن هناك أساسا موضوعيا لدور تركي يلعب دور الوسيط المقبول من الطرفين المتحاربين.

بقدر حاجة القطبين الدوليين الأمريكي والروسي للدور التركي فإنه لم يكن مستغربا أن تبدي أنقرة انزعاجها البالغ من موقفهما السلبي، لأسباب مختلفة، تجاه عمليتها العسكرية في شمال سوريا ضد القوات الكردية التي تتهمها بأنها إرهابية تعمل على تقويض أمنها القومي.
أرادت أن تقول إذا كنتم تطلبون مساعدتنا في التوصل إلى تسوية سياسية للحرب الأوكرانية، فلماذا تضنّون علينا بأي دعم يوفر غطاء سياسيا للعملية العسكرية في شمال سوريا.

في المسافة بين الطموح التركي للعب دور إقليمي أكبر استثمارا في الأزمة الأوكرانية وحدود القوة التي لا تسمح أن يتمدد دورها في الملفين السوري والعراقي إلى حدود إطلاق يدها بحجة الحرب على الإرهاب الكردي، يتبدى المأزق التركي في لحظة إقليمية حرجة.
السؤال التركي عاجل وملح في سيناريوهات النار التي تحلق في سماء الإقليم المضطرب.

السؤال الإيراني يطرح نفسه في اللحظة الراهنة بدرجة إلحاح أقل نسبيا.
هل هناك فرصة جادة وحقيقية توفر حلا لأزمة الاتفاق النووي الإيراني.. أم أن التصعيد قد يأخذ مداه إلى صدام إقليمي تتسع دوائره ومواضع النار فيه؟
في مباحثات فيينا غير المباشرة تأكد اتفاق شبه معلن من اللاعبين الرئيسيين الأمريكي والإيراني، على إحياء الاتفاق النووي، لكنه لم يصل إلى مرفأ أخير.
طرح سؤال التهدئة بين إيران وجيرانها على جدول الأعمال، جرت مقاربات عديدة أهمها انخراط السعوديين والإيرانيين في جولات تفاوض لإنهاء الأزمة بينهما، وإقدام الإمارات على خطوة لافتة في الاتجاه نفسه بإعادة سفيرها إلى طهران.

رشحت معلومات، بعضها على لسان مسؤولين عراقيين استضافوا أغلب جولات التفاوض، تفيد بحدوث اختراقات يعتد بها في أكثر من ملف مأزوم.
لم يأخذ الانفراج مداه، وتعطل في منتصف الطريق سيناريو التهدئة.. مرة على خلفية خشية الرئيس الأمريكي “جو بايدن” من أن يخسر حزبه الديمقراطي الانتخابات النصفية بالهجوم المنهجي من الحزب الجمهوري على ما يلحق إحياء الاتفاق النووي من مخاطر على حلفاء الولايات المتحدة ومرة أخرى بضغوط تخشى أن تستخدم إيران ودائعها التي يفرج عنها في دعم نفوذها الإقليمي وتجاوز أزماتها الداخلية المتفاقمة بلا أثمان مقابلة.

بعد الانتخابات النصفية، التي لم يخسرها الديمقراطيون، كما كان متوقعا، لم يعد الملف النووي الإيرانى مرة أخرى إلى موائد التفاوض في فيينا حتى الآن.
ظهرت ذرائع جديدة عطلت أية عودة منتظرة إلى فيينا باتهام الإيرانيين بالتورط العسكري في الحرب الأوكرانية وإمداد الروس بطائرات مسيرة ركزت ضرباتها على البنية التحتية ومحطات الكهرباء والطاقة.
في المسافة ما بين التهدئة والتصعيد بدا السؤال الإيراني معلقا في حسابات القوة المتغيرة.

بالتزامن مع السؤالين الإيراني والتركي يطرح سؤال ثالث ضاغط وملح.
إلى أين تمضي المواجهات المحتدمة في الضفة الغربية المحتلة؟
التصعيد مرشح أن يأخذ مدى أوسع وأخطر مع تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة تضم شخصيات مثل “إيتمار بن غفير” وزير الأمن الداخلي المرشح، الذي يدعو بصريح العبارة إلى تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى واجتياح الضفة الغربية وحل السلطة الفلسطينية بالقوة وإطلاق النيران على الفلسطينيين لدى أدنى اشتباه وهدم القرى التي يخرج منها منفذو العمليات والتضييق على الأسرى.

بنظر وزير الدفاع “بيني غانتس” في حكومة “يائير لابيد”، الذي يحسب على الصقور، فإن صعوده كارثة أمنية على إسرائيل.
بتعبير “لابيد” نفسه، الذي تحسب مواقفه بالقرب من اليمين ويتبنى سياسة القبضة الحديدية، فإن “بن غفير” تهديد جوهري للأمن الإسرائيلي؛ حيث دأب على دعوة الجنود للتمرد ضد الضباط، أو ألا يطيعوا أوامرهم.

يستحيل والأمر هكذا أن نغفل هنا في الوطن العربي عن شرارات النار التي سوف تهب في الاتجاهات كافة.
ماذا قد يحدث بالضبط؟
التفلت الواسع بالعنف المفرط عنوان أول.
رفع منسوب الاحتجاج والمقاومة عنوان ثانٍ.
اتساع نطاق الاحتجاجات لتشمل فلسطين التاريخية كلها عنوان ثالث.
ضيق مساحة المناورة الدولية أمام إسرائيل وتدهور صورتها أمام العالم عنوان رابع.
تدخل دول إقليمية في المواجهات المحتملة عنوان خامس.

الأسئلة تطرح نفسها بإلحاح الحوادث وشرارات النار تلوح في المكان.

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جلـ ... منار

واشنطن والدولة الفلسطينية… حقّ النقض وعربدة التناقض

نشرت

في

استخدام واشنطن حقّ النقض (الفيتو)، لتعطيل مشروع قرار يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ليس آخر حلقات المسلسل الأمريكي في هذا الصدد، فالحلقات المقبلات لن تُعدّ ولن تُحصى أغلب الظنّ. لعله، في المقابل، أحدث مظاهر التناقض الفاضح في السلوك الدبلوماسي للقوّة الكونية الأعظم، كلما اتصل الأمر بمصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي.

صبحي حديدي
صبحي حديدي

والأصل في الأمر لا ينطوي على انحطاط صارخ في طرائق التلفيق وحدها، بل يشمل أيضاً ذلك البؤس الهابط في تدبّر اللغة والمفردات، والتحايل على معانيها الأبسط ودلالاتها الدنيا. فما من إدارة أمريكية تخلّت، صراحة ونهائياً، عن خرافة حلّ الدولتين كمخرج لـ”نزاع” فلسطيني ـ إسرائيلي لا يخمد يوماً حتى يندلع أشدّ اشتعالاً؛ ومع ذلك، ما من إدارة أمريكية إلا واستخدمت حقّ النقض لتعطيل أيّ قرار ينقل التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة من مستوى المراقب إلى العضوية الكاملة. لا أحد، في أيّة إدارة، سوف يضع السلوك الأمريكي تحت توصيف التناقض، حتى حين يجنح هذا أو ذاك من كبار ممثلي الإدارة إلى منطق كسيح ركيك في تبرير استخدام الفيتو.

الطريف قد يتمثل في أنّ حلقات المسلسل لا تتكرر، على النحو الأعلى إثارة للملل، فحسب؛ بل يحدث أيضاً أن يتكئ التبرير الأمريكي الأحدث لاستخدام الفيتو على تناقض من قلب التناقض، أو في محيطه وأمامه وخلفه. وهكذا يقول وزير الخارجية الأمريكي إنّ “الوصول إلى دولة فلسطينية يتطلب تحقيق التهدئة في غزة أوّلا”، ولكنه يتناسى أنّ واشنطن أفشلت مشاريع قرارات وقف إطلاق النار أو هدنة في حرب إبادة تتواصل منذ ستة أشهر ونيف.

ولا سبيل، أيضاً، إلى مساءلة هذا المنطق الأمريكي، المُعاق ذاتياً وإرادياً في الواقع، بصدد تناقض تكويني آخر، يسير هكذا: إذا كان البيت الأبيض يريد دولة فلسطينية عبر الوسائل الدبلوماسية فقط (وكأنّ الأمم المتحدة ساحة حرب وليست هيئة دبلوماسية)؛ فكيف ستتحقق معجزة مثل هذه إذا كان الطرف الآخر، الإسرائيلي، لا يرفض فكرة الدولة الفلسطينية من الأساس فقط، بل يأبى الدخول في أيّة مفاوضات مع أيّ فريق فلسطيني، حتى إذا اختُزل إلى مقاطعة/ شبه بلدية في رام الله؟

طرافة أخرى ذات صلة بحكاية (لعلها أقرب إلى الكوميديا، منها إلى التراجيديا) العلاقة الأمريكية مع الهيئة الأممية ذاتها؛ فقبل المندوبة الدائمة الحالية، ليندا غرينفيلد، كانت سوزان رايس قد رفعت بطاقة الـ “فيتو” مراراً وتكراراً في وجه أيّ إجماع دولي ضدّ أية من جرائم دولة الاحتلال. وقبل الاثنتين شهد العالم إصرار البيت الأبيض على تعيين جون ر. بولتون في المنصب ذاته، رغم أنّ جوهر موقف الرجل من المنظمة التي سيعمل فيها كان، ببساطة: الاحتقار التامّ!

كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية آنذاك، دافعت عن بولتون بطريقة مبتكرة حقاً: إنه ليس أوّل كارهي هيئة الأمم في لائحة مندوبي أمريكا الدائمين. وبالفعل، قبله كان هناك باتريك موينيهان، وجين كيركباتريك، و… كانت مادلين ألبرايت.

ففي مطلع عام 1993، أثناء تقديم شهادة تثبيتها في المنصب هذا، قالت ألبرايت إنها “لن تسمح بالتنازل عن السيادة الأمريكية للأمم المتحدة، في منطقة ذات مصالح حيوية للولايات المتحدة في أيّ مكان من العالم”. ولعلّ ذلك “العالم” يتذكّر، ليس دون مزيج خاصّ من الاستطراف والاستياء، صراع الديكة الذي نشب بين ألبرايت والأمين العام الأسبق بطرس بطرس غالي، حول صلاحيات مجلس الأمن الدولي بالذات؛ حين كانت تتهكم: “أليس من المضحك أن يعتقد أنه قادر على استخدام الفيتو ضدّ سياسات الولايات المتحدة”؟

كان مضحكاً بالفعل، ودفع الرجل ثمنه سريعاً؛ والحال مضحك اليوم أيضاً، وهكذا سيبقى كلما توجّب أن ترتفع يد أمريكية لإعلان النقض و… وعربدة التناقض!

أكمل القراءة

جلـ ... منار

روسيا وغزة من المسافة صفر!

نشرت

في

ما أهمية الدعوة الروسية لعقد لقاء بين الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام؟ -  14.02.2024, سبوتنيك عربي

مرة بعد أخرى يطرح السؤال الروسي نفسه تحت وهج النيران فى غزة بحثا عن شيء من التوازن الدولي المفتقد منذ انهيار الاتحاد السوفييتي مطلع تسعينات القرن الماضي وانفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم والتحكم فى مصائره‫.‬

عبد الله السنّاوي
عبد الله السنّاوي

هناك الآن خشية واسعة من الانجرار المحتمل إلى حرب إقليمية واسعة تشمل إيران ودولا أخرى تتداخل معها المصالح الاستراتيجية الروسية‫.

ما طبيعة وحدود الدور الروسي إذا ما أفلتت كتل النيران من مكامنها؟

روسيا ليست الاتحاد السوفييتي هذه حقيقة يستحيل إغفالها قبل إصدار الأحكام والتحليق في فراغ التصورات.. لكنها لاعب جوهري لا يمكن تجاهله في العلاقات الدولية‫.‬

قوة كبرى، لكنها ليست عظمى في أوضاعها الحالية من اقتصاد مستنزف بأثر العقوبات المفروضة عليها وتراجع قدراتها على الإسناد الاستراتيجي فإنه من غير الممكن التعويل عليها فى ردع الدور الأمريكي‫.‬

حاولت السياسة الروسية منذ اندلاع الحرب أن تجد لنفسها دورا مؤثرا بقدر ما تطيقه أحوالها مدفوعة بمصالحها الاستراتيجية في أكثر أقاليم العالم أهمية وخطورة وتأثيرا على مستقبلها المنظور‫.‬

أدانت العدوان على غزة دبلوماسيا وسياسيا في المنتديات الأممية دون أن تدخل طرفا مباشرا في الأزمة المشتعلة بالنيران والمخاوف‫.‬

إذا ما نشبت حرب إقليمية واسعة يصعب أن يظل الدور الروسى في حدوده الحالية مكتفيا بإدانة العدوان على غزة، أو استخدام حق النقض في مجلس الأمن لإجهاض أية مشروعات قرارات أمريكية تعمل على إدانة المقاومة الفلسطينية، أو تمديد العدوان على غزة والتنكيل بأهلها‫.‬

وفق موسكو فإن مشروعات القرارات، التي دأبت الولايات المتحدة على طرحها، “مسيسة بشكل مبالغ فيه”‫.‬

عندما مررت الولايات المتحدة بالامتناع عن التصويت قرارا قدمته عشر دول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن ينص على وقف مؤقت للحرب خلال شهر رمضان، اغتالته في اللحظة نفسها باعتباره (غير ملزم)‬ ووفق واشنطن: المواقف الروسية غير بناءة في محاولة حل الصراع‫.‬

كانت تلك حدود المساجلة الاستراتيجية الأمريكية مع موسكو‫.‬ تركزت الإدانات الروسية على واشنطن أكثر من تل أبيب، على الطرف الداعم للحرب لا الطرف المباشر فيها‫.‬ إنها حسابات معقدة تحاول أن تتضامن مع غزة دون أن تلحق أضرارا تربك أية تفاهمات سابقة مع إسرائيل بشأن قواعد الاشتباك فى سوريا‫.

‬ لم يكن خافيا على أحد المكاسب الاستراتيجية المفاجئة التي جنتها روسيا بأثر اندلاع الحرب على غزة‫.‬

تراجعت أولوية الحرب الأوكرانية في الخطابين السياسي والإعلامي الدوليين، حتى كادت تنسى وسط طوفان المآسي الإنسانية في القطاع المعذب‫.

‬ رافقت حرب غزة بتداعياتها وأجوائها ومساجلاتها أوضاعا عسكرية مستجدة على الجبهة الأوكرانية لم تعد سيناريوهات كسب الحرب وإذلال موسكو واردة‫.‬

عاد الحديث عن حلول سياسية، أو الذهاب مجددا إلى التفاوض دون أن تبدي موسكو حماسا، فالوقت يعمل لصالحها وسيناريوهات تقليص تمويل الحرب غير مستبعدة‫.‬

إذا ما انتهت الحرب على غزة الآن فإن موسكو سوف تتصدر رابحيها‫.‬

كلما تأكد المأزق الأمريكي المزدوج في حربي غزة وأوكرانيا يستشعر الكرملين ثقة كبيرة في مستقبله المنظور، أن يكسب حربه فى أوكرانيا، يحفظ أمنه القومي عند حدوده المباشرة، ويفرض أغلب مطالبه على الحلفاء الغربيين‫.

‬ خسارة الحرب الأوكرانية قد تفضي إلى تفكك الدولة الروسية، وكسبها يساعد إلى حدود بعيدة في استعادة الأوزان الروسية السابقة، أو تأسيس نظام دولي جديد على أنقاض الهيمنة الأمريكية شبه المطلقة‫.‬

بصورة مباشرة تداخلت روسيا في ملف المصالحة الفلسطينية حتى تكون هناك إجابة أخرى عن سؤال اليوم التالي‫.‬

دعت إلى اجتماع في عاصمتها لفصائل المقاومة، شملت الدعوة الحكومة الفلسطينية، توصلت الاجتماعات إلى مخرجات تساعد على إنشاء حكومة فلسطينية من التكنوقراط وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بضم حركتي “حماس” والجهاد”، غير أن تلك المخرجات تقوضت تماما بإعلان سلطة رام الله حكومة جديدة دون تشاور مسبق‫.‬

الأوزان والأدوار كلها الآن على المحك إذا ما جرى الانجراف إلى حرب إقليمية واسعة‫.‬

المصالح الروسية عند المسافة صفر.. في مرمى النيران مباشرة‫.‬

انخراط روسيا فى أية حرب إقليمية مكلف وأثمانه لا تحتمل بالنظر إلى ما أصابها من إنهاك سياسي واقتصادي وعسكري في الحرب الأوكرانية‫.

‬ التجاهل شبه مستحيل وخسائره قد تفضى إلى هزائم استراتيجية لا قبل لموسكو على تحملها‫.‬ إنه مأزق استراتيجي محكم‫.‬

المثير هنا أن روسيا والولايات المتحدة لا تريدان، وليس من مصلحتهما بأي حساب، توسيع نطاق الحرب في غزة إلى صدامات إقليمية واسعة لا يعرف أحد كيف تنتهي‫.‬

إنه السؤال الأكثر إلحاحا من المسافة صفر وإجابته تتوقف على طبيعة وحجم الرد المنتظر على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق‫.‬

الرد قادم لا محالة، والأطراف كلها باستثناء الحكومة الإسرائيلية تتمناه محدودا رهانا على أنها تساعد “بنيامين نتنياهو” في بقائه على رأس الحكومة حتى لا يزج به خلف قضبان السجون بتهمتيى الاحتيال والرشى فضلا عن مساءلته في تقصيره الفادح يوم السابع من أكتوبر

في السياق يسعى “نتنياهو” إلى اقتحام رفح، لكنه واقع تحت ضغط الإدارة الأمريكية التي لا تكف عن طرح بدائل عليه، خشية أن يفضى ذلك الاجتياح إلى مجازر بشرية تنال من مليون ونصف المليون نازح في تلك المدينة الحدودية الضيقة‫.

‬ من وقت لآخر تتصاعد احتمالات اشتعال الجبهة اللبنانية بكاملها، أو نقل مركز المواجهات إلى الشمال بذريعة الأمن وعودة النازحين الإسرائيليين‫.‬

جر المنطقة كلها إلى حرب واسعة هو أخطر سيناريوهات التصعيد الإسرائيلي المحتملة‫.‬

والأمريكيون لم يتورعوا عن التهديد بالتدخل المباشر إذا ما تعرضت إسرائيل إلى الخطر‫.‬ هكذا فإن سيناريو الحرب الإقليمية الواسعة لا يمكن استبعاد الانزلاق إليه‫.‬

حسب التأكيدات الروسية فـ”إن أحدا لم يطلب منا أن نتدخل للتهدئة”‫.‬

كانت تلك إشارة مبطنة إلى إدراكها قدر ما يصيبها من أضرار استراتيجية إذا ما اندفعت كتل النيران إلى المنطقة كلها واستعدادها في الوقت نفسه للعب أية أدوار تمنع الحرب الإقليمية المحتملة‫.‬

ـ عن “الشروق” المصرية ـ

أكمل القراءة

جلـ ... منار

خالق الفرح

نشرت

في

Peut être une image de 2 personnes et bébé

اتصلت صديقتي غادة بي كي تطمئن عليّ:

ـ وينك ياست الحبايب؟

وفاء سلطان
وفاء سلطان

ـ مع الحبايب أجمع البيض!

يبدو أن أرنب الفصح كان غنيا جدا وكريما جدا هذا العام… نالني منه أربعة عشر بيضة، وجدتُ في داخلها ست دولارات وعشرين قطعة من الشوكولا (أول مرّة بناتي يدفعن لي بدلا من أن أدفع لهن)!

تفوقت علي جازي بأربع بيضات وست دولارات، أما بنجي فلم ينل إلا نصف ماحصلت عليه (لا يهم إذ لا يعرف قيمة الدولار بعد)!

……..

أمطرتني غادة بوعظة دينيّة طويلة جدا، تفوقت فيها على الشيخ الحويني، لقّنتني من خلالها درسا في العبادة وكيفية الاحتفال بالأعياد،

قالت:العيد ليس جمع البيض، العيد يعني ممارسة الصلاة والتعبد وزيارة الكنيسة!

واحتدم النقاش حتى اعترفت لي بأن اليهود (يخرب عمرهم لهم قرص في كل عرس!) قد حولوا كل الأعياد المسيحية لتجارة بالمطلق، وهم الذين اخترعوا سانتا كلوز وأرنب الفصح كي يسرعوا عمليات التسويق، ويصرفوا نظر الناس عن عبادة الله الحق!

فشعرت وكأنني أصغي للقرضاوي يقص علينا حكاية بني قريظة!

يبدو أن حتوتة الشجرة واليهودي الذي سيحتمي وراءها يوم القيامة قد طالت عقول بعض المسيحيين أيضا!

……..

يا سيدتي زرت عشرات بل مئات المعابد (من كلّ الأشكال والألوان)، ورأيت فيها الكثيرين من المنافقين والدجالين وتجار الدين، الذين أبعدوني عن الله سنينا ضوئية…

ياسيدتي أقدس بيت للعبادة بيتي وبيوت أولادي، فهي الأمكنة الوحيدة التي أضمن طهارتها من الفساد والرذيلة…

ياسيدتي من لم يرّ الله في سلة بيض الأرنب الذي يشرفنا في عيد الفصح، وفي قبعة سانتا كلوز الذي يزورونا في عيد الميلاد، لا يستطيع أن يراه في أي مكان آخر…

يا سيدتي لا أريد أحدا يفرض عليّ الهه وطريقة عبادته لذلك الإله…

ياسيدتي من لا يستطيع أن يُدخل الفرح على قلب طفل لا يعرف الله…

يا سيدتي من لا ينحني ويصلي للإله القابع في عيني حفيدي آدم، لم يمارس يوما الصلاة…

..أعتذر إن كان إلهي مغايرا لما يعنيه لكِ الإله….لم أفرض يوما إلهي على أحد، ولا أريد لأحد أن يفرض عليّ الهه، والطريقة التي يعبد بها ذلك الإله.

……..

أغلقت سماعة الهاتف، ولسان حالي يتضرع إلى الله: يارب لا تجعلني من عبادك “المؤمنين” فلقد ضقت ذرعا بهم!

بل اجعلني من عبادك الذين يَفرحون ويُفرحون، فالفرح هو أنت أينما حلّ..

اجعلني من عبادك الذين جاؤوا لنا بسانتا كلوز وبأرنب الفصح، وجعلوا حياتنا أسهل وأبهى بعلومهم ومعرفتهم.

……..

قرأت منذ يومين قولا للرئيس الفرنسي ديغول: كيف سأحكم دولة تنتج 246 نوعا من الجبن؟؟؟

وأنا أقول: لا حاجة لك أن تحكمها فالله وحده يحكمها،

الله وحده يتواجد حيث توجد النعمة والوفرة والعطاء…

أما الندرة والشح فتسود حيث تتحكم العقول العقيمة والمريضة!

……..

كل عيد فصح وأنتم وجميع أرانب الأرض بخير!

Coloriage Lapin de Pâques à côté d'un panier d'œufs - Dessin gratuit

أكمل القراءة

صن نار