تابعنا على

فُرن نار

عودة أخرى لمشاكل الهجرة ومسكّنات الغرب المتورّط

نشرت

في

جريدة الصباح نيوز - "الافروسنتريك" أزمة أمن قومي .. ماذا وراء هجرة ولجوء  الأفارقة لتونس؟

محمد الزمزاري:

صار جليا احتداد وتفاقم هجرة افارقة جنوب الصحراء خلال السنوات الأخيرة، وازدياد تدفقهم الذي وصل إلى أوجه هذه السنة تبعا للاوضاع الأمنية والصراعات و الحروب وعدم استقرار عدد من البلدان الإفريقية سياسيا وامنيا.

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari
محمد الزمزاري

هذه المتغيرات يمكن توصيفها بالتاريخية خاصة انها خلقت انفلاتات أمنية على مستوى جل حدود انطلاقها ووصولها لتمثل هذه المرة بؤرة يمكن تشبيهها بقدوم قبائل بني هلال الذين اندمجوا الان تونسيين احرارا. ويبدو ان نفس غضب الخليفة الفاطمي على تونس زمن هجرة هؤلاء قد اعاده التاريخ ببعض اختلاف في التفاصيل .. و لا اشك الان في ان هذه الخطة الممنهجة لتوطين افارقة جنوب الصحراء و استعمالهم حطب نار لهذه العملية الخطيرة عليهم و خاصة على بعض بلدان شمال أفريقيا. مثل المغرب و الجزائر و موريتانيا وخاصة تونس المستهدفة كارض، تجد ذريعة في ان بلادنا منطقة عبور مثالية نحو أوروبا..غير أن جحافل المهاجرين حملوا لنا معهم عناوين وأهدافا وخططا أخرى تسمى في مجملها: التوطين.

تقول بعض التحاليل الاحصائية او بصورة أصح تقييمات أعداد هؤلاء المهاجرين الناصبين لخيام التوطين او الموزعين ضمن نفس الخطة على عدد من المناطق مثل رواد و العاصمة تونس و جعفر و اريانة و ولاية صفاقس بمعتمدياتها و غابات زيتونها إلى عدد مهول يصل إلى نحو ما بين مليون و ستمائة الف مع نسب لبعض البلدان مثل الكامرون 15 بالمائة و النيجر (وهو البلد الذي ألغى منذ اسابيع فقط قانون مكافحة الشركات و الجمعيات المافيوزية المتاجرة بالأشخاص و التسفير ليطلق ايديها حرة) ويصل عدد مهاجريها إلى 45 بالمائة فيما هبت حوالى 40 بالمائة من قبائل ساحل العاج و غانا و غينيا بيساو، مع اعداد ضئيلة من السينغال والكونغو و بوركينا فاسو و رواندا وخاصة السودان الذي يصطلي بنار الحرب الداخلية..وتبقى هذه التقديرات غير رسمية وقد تكون مبنية على احتمالات و معطيات تحتاج الى تثبت.

ان مشكلة المضافة لهؤلاء المهاجرين الذين لم تأت بهم خطط ممنهجة فقط بل أيضا وخاصة الفقر المدقع و الهروب من الأوضاع الحربية والامنية و حالات تفقير الشعوب الإفريقية الموروث عن الاستعمار الفرنسي خاصة والذي يهمه بالذات خلق فتن و مواجهات طاحنة لإثبات جدوى وجوده السابق الذي رفضه الأفارقة .. لكن المشكلة التي تواجهها بلادنا هي اولا تفاقم اعداد مهاجري جنوب الصحراء مما يمثل عبئا أمنيا و اقتصاديا وحتى سياسيا ولو كان الأمر كذلك فقط لهان و لعمل الجميع على تجاوز المعضلة الحادة لكن الخطر كل الخطر يتمثل في عدد من الحقائق الصارخة:

اولا … ان معظم المهاجرين من الشريحة العمرية بين 18 إلى 30 سنة وهي مرحلة الفتوة وذروة القوة البدنية.

ثانيا…انه تم اكتشاف اعداد بينهم منتمية للجماعات الإرهابية مثل “بوكو حرام” وهاهم يعلنون عن أنفسهم بخرط الأسلحة البيضاء على أسفلت الشوارع.

ثالثا … زيادة عما تم من ايقاف فنانة مليونيرة كامرونية مشبوهة ومندسة بين المهاجرين و الكشف عن وجود مدرب عالمي للكونغ فو ببلادنا وقيامه بجولات بضاحية العمران (و لأي هدف؟)، فقد اثبتت السلطات الجزائرية تواجد جنود وربما ضباط ضمن هؤلاء المهاجرين وهو ما يطرح أسئلة ملحة.

رابعا… ان الأموال المتدفقة للمهاجرين سواء بصور مباشرة او عن طريق البريد او البنوك (احد البنوك المعروفة أشرنا إليه منذ اكثر من سنتين) و قد صرح العديد انهم يتلقون الأموال من الجمعيات و ذكر البعض رقم 350 ألف (دولار او دينار، لا ندري بالضبط).

لقد ذكرنا كل هذه المعطيات للتأكيد على ان الخطة التوطينية تتضح يوما بعد يوم وان الأموال المتعلقة تعد إحدى اهم آليات تشجيع المهاجرين على البقاء ببلادنا، و يبدو أن فضيحة جديدة قد تم نشرها بجريدة لوموند الفرنسية خلال هذا الاسبوع تؤكد طبقا لتقرير ما يسمى ائتلاف الصحافة، ان السلطات الفرنسية تعمل على دفع بعض الدول لاعادة جموع المهاجرين نحو الصحراء التي قدموا منها. ويبدو أن هذا التقرير الصحفي في حد ذاته يستهدف بعض البلدان المغاربية والضغط عليها لقبول هؤلاء. كما يبدو أن ذلك بدعة صهيونية اذا عرفنا تركيبة الائتلاف الاعلامي المذكور ..

إن المطلوب اليوم وغدا وفي كل زمان و مكان ببلادنا يتمثل في تطبيق القانون بكل حزم و دعم حراسة حدودنا و لو دعا الأمر استنفار متطوعين لمساعدة الجيش الوطني و حراس الحدود. أما عن المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا واستقروا بعد بتونس، فالحل الامثل إعادتهم إلى بلدانهم او مساعدتهم على إتمام رحلتهم نحو أوروبا المسؤولة تاريخيا عن أوضاعهم.

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فُرن نار

إغلاق قناة “اليرموك”… هل هي شرارة معارضة إخوانية قوية بالأردن؟

نشرت

في

إغلاق قناة اليرموك بالأردن.. هل بسبب الإخوان أم دوافع أخرى؟!

محمد الزمزاري:

تم نهار أمس بعمّان اصدار أوامر قانونية عاجلة التنفيذ ضد القناة التلفزيونية “اليرموك” لسان حال الاخوان المسلمين بالأردن.

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari
محمد الزمزاري

ورغم ان ايقاف القناة المذكورة يكتسي حسب جل الملاحظين صبغة قانونية بحتة، فإن هناك مصادر اخوانية ترجع ذلك لتوسع نفوذها و حضورها السياسي و الاجتماعي بالمملكة الاردنية قبيل الانتخابات التشريعية بعد حوالي ستة أشهر. وقد تعول هذه القوى الظلامية على اكتساح البرلمان باغلبية قد تقلب موازين الواقع السياسي بالأردن، إذ استعملت هذه القوى الحرب على غزة طبقا لتكتيكات عاطفية ودينية و عروبية للتوسع و استيعاب المزيد من المريدين عبر المظاهرات و الوقفات الكبرى المنددة بالحرب ضد الفلسطينيين.

هذه التحركات كادت تضع السلطة الاردنية في مواقف محرجة جدا مع الدولة اللقيطة النازية صديقتها، وايضا مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر تهديد سفارتها بعمان فترة التحركات المساندة لغزة و تنديدا بالمواقف الداعمة للمجازر المسلطة على المدنيين والأطفال الفلسطينيين… وقد وصلت التحركات الظاهرة و تلك التي لم يتم الكشف عنها في وسائل الإعلام اوجها حين أسقطت القوات الاردنية مسيرات او صواريخ تستهدف اسرائيل قائلة إنها ترفض اي خرق لأجواء الاردنية من اي طرف كان.

ان الوضع بمملكة الاردن قد يخلق فقاقيع مشابهة في عديد البلدان العربية لدى شعوب كم كان احباطها كبيرا أمام سلبية المواقف لدى الحكومات. و هي مواقف لم تكن فقط متناقضة مع مشاعر الشعوب، بل ولّدت أحاسيس مَذلة و نقمة لان جل الحكام لم يوفقوا في الفصل بين مقاومة هذه الطغمة النازية وبين مواقفهم تجاه صورة الاخوان المجسمين في حماس و بقية الفصائل الإسلامية بغزة او لبنان ..بل هناك من ينتظر القضاء عليها عن طريق الصمت او مد العدو بالمساعدات ..

الأوضاع تعد خطيرة جدا بالنسبة لعدد من البلدان العربية ملوكا او مماليك او جمهوريات، مادامت كل الشرائح الشعبية يمينا و يسارا ووسطا يسودها الغضب أمام خذلان حاد للقضية الفلسطينية في وقت تقف فيه كل شعوب العالم مواقف اكثر صرامة و انسانية من مواقف بعض هؤلاء الحكام.

أكمل القراءة

فُرن نار

الهجرة والتهجير والتوطين

نشرت

في

صفاقس : افارقة جنوب الصحراء التجّار الجدد في باب الجبلي - موقع الصحفيين  التونسيين بصفاقس

تم كشف القناع كاملا بخصوص البرنامج الأوروبي تجاه الهجرة و ايقاف مد المهاجرين عبر التوطين بتونس… واعتمادا على مبدأ “حرام عليكم حلال علينا” فإن الإعلام الغربي يضغط بشكل محموم لتوطين يمس من سيادة الدول التي تحترم قوانين الدخول إلى حدودها.

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari
محمد الزمزاري

ويبدو أن أوروبا لا تزال تعيش على أطلال نعراتها الاستعمارية التي ابتزت و ابتلعت خيرات القارة الإفريقية قبل أن تترك شعوبها تعاني الفقر و التخلف… كما انها لم تنس حتى ابتزاز سواعدها السمراء و السوداء من كامل اقطار قارتنا لإنجاز بناها التحتية و تنظيف شوارعها و تكليف غيرها بالمهن الضارة و الخطرة .. واليوم ترسل إنكلترا اول دفعة من “المهجرين” إلى رواندا محولة حتى وحهة طالبي اللجوء إليها نحو نفس البلاد رواندا ..وقد أعد رئيس الحكومة البريطانية “سوناك” مشروع قانون لطرد كل المهاجرين الواصلين إلى إنكلترا و تهجيرهم قسرا إلى رواندا مهما كانت جنسياتهم …

كما يبدو أن حكومة رواندا بقدر استجابتها لأوامر لندن، لن تستجيب لأحلام المهاجرين سواء من شمال او جنوب الصحراء او وسط أفريقيا… و لا يدري حتى “سوناك” كيف سيقدر بلد مثل رواندا على استيعاب الكم الهائل من هؤلاء المرحّلين، وهو البلد الفقير الذي يساهم بدوره مثل جل الدول الأفريقية في كم الهجرة نحو أوروبا هروبا من أوضاع الفقر المدقع التي ورثته القارة السمراء بسبب استعمار تركها “على الحديدة”.

بعض بؤر الإعلام الأجنبي وحتى المكتوب باللغة العربية ( عرب21) مثلا يصرون على المس المتواصل من تونس و يتخذون من وجود اعداد كبير ة من مهاجري جنوب الصحراء ببلادنا رغما عنها، ذريعة لمهاجمة الدولة التونسية واتهامها بالعنصرية. هؤلاء المهاجرون هم أولا كما أسلفنا ضحايا الفقر الذي تسبب فيه الاستعمار الغربي وثانيا امعظمهم لا يستجيب للقوانين الجاري بها العمل بتونس و التي تطبق على الاجانب او حتى المواطنين التونسيين على حد سواء.

هذا اذا لم نسارع في طرح عدد من المشاكل المتعلقة بالعنف و الاجرام التي جدت في عدد من مكامن المهاجرين المتجمعين… وقد تم تسجيل عديد الحالات مثل القتل و حرق سيارات الشرطة والمتاجرة بالأشخاص و التسفير… ويكفي أن نشير إلى أن من جملة هؤلاء توجد اعداد من الإرهابيين من منظمات خطرة مثل “بوكو حرام”…

على أنه لا يستوجب كل هذا إلا تعاملا موضوعيا انسانيا لكن في إطار تطبيق القانون بكل صرامة مثلهم مثل المواطنين التونسيين مع الوضع في الاعتبار بأن مصلحة تونس وامنها اليوم وغدا تأتي في اول هرم الأولويات و ليذهب المنتقدون او المعارضين تحت أي غطاء او خطة، إلى الجحيم.

أكمل القراءة

فُرن نار

ليّ الذراع بين إيران والكيان… انطلقت حرب الضربات المحدودة

نشرت

في

Bras De Fer Vectores, Ilustraciones y Gráficos - 123RF

إثر اعتداء اسرائيل على القنصلية الإيرانية وقتل عدد من قيادات جيشها صممت إيران على رد الفعل على سلسلة اغتيال كوادرها و علمائها التي يقوم بها الكيان الاسرائيلي طيلة السنوات الأخيرة.

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari
محمد الزمزاري

غير أن الدولة الإيرانية شاءت أن تتصرف بحكمة و صبر وقراءة جيدة لميزان القوى الذي لم يكن في صالحها خاصة ان المرحلة لا تسمح لها بشن حرب واسعة النطاق وهي تعيش وضعا اقتصاديا صعبا و وإمكانياتها العسكرية لا تضمن نصرا كاسحا او حتى نصف نصر. غير أن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو الذي كان يسعى إلى تقليص الضغوط الداخلية وفشله في “القضاء على حماس” و استعادة الأسرى، راح يبحث عن تحويل وجهة الرأي العام الدولي و حتى الداخلي عن المجازر التي يقوم بها يوميا ضد الشعب الفلسطيني وهي مجازر وعمليات دمار و تجويع ترتقي كلها إلى ما اكبر من الفظائع النازية زمن هتلر و جنرالاته..

ومن هنا جاء فتح جبهة مع إيران باستهداف قنصليتها بدمشق، وكان لا بد لطهران من رد الفعل كاية دولة على وجه الأرض. و قد رد الإيرانيون فعلا وكان هدفهم إرسال إنذار للكيان بقدرتها على إصابة عمقه ابغضّ النظر عن إلحاق أو عدم إلحاق أضرار بسكانه او مؤسساته. ولعل ما يدل على ذلك اعلان إيران مسبقا عن الضربة التي استعدت لها اسرائيل و عدد من الدول الغربية و الاساطيل التابعة لها واستطاعت اعتراض الجزء الأكبر من المسيرات و الصواريخ.

وعوض التنديد بضرب اسرائيل لقنصلية ايران بسوريا هاجت الولايات المتحدة و الدول الغربية ضد إيران و تجمعت و اجتمعت على مزيد معاقبتها ووصم جيشها الوطني بالإرهاب. و قد وجد نتنياهو الفرصة سانحة لإعادة تحريض الولايات المتحدة وحلفائها على الدخول في حرب مع إيران وقد استند نتنياهو على حقيقة ثابتة تتمثل في التزام المعسكر الغربي المستمر والمطلق بـ”حماية اسرائيل”.

يبقى سؤال مطروح بعد ضربة اسرائيل الجديدة لإصفهان هل سترد إيران مجددا ؟ وهل سيشعل ذلك مواجهة حقيقية قد تشمل دخول الولايات المتحدة الأمريكية و الغرب وأول دوله إنكلترا و ألمانيا ؟ وإلى أي حد ستتخلى أمريكا عن رغبتها في اجتناب حرب مع إيران خلال هذه المرحلة قبل الانتخابات وايضا حماية لمصالحها وقواعدها بالخليج، خاصة أن توسع نطاق الحرب قد يضرب هذه المصالح إذا اما استهدفت إيران وحلفاؤها (هي أيضا لها حلفاء وموجعون أيضا) القواعد الأمريكية و حقول المحروقات بالخليج ومنافذ المرور من البحر الأحمر أو مضيق هرمز أو حتى المحيط الهندي غير البعيد عن مرمى نيرانها..

لقد اختارت إيران لحد الان إثر ضربة فجر الجمعة خطابا يوحي بالتهدئة عوض التهديد و الوعيد متعللة بان الخسائر كانت معدومة و انها فقط اعترضت “الأجسام الغريبة ” فيما حرصت اسرائيل من جهتها على عدم اعلان مسؤوليتها عن قصف إصفهان. مما يوحي بأن لا أحد منهما يرغب في فتح واجهة قد لا تنتج انتصارا او هزيمة بقدر ما قد تتمخض عن دمار شامل …

لكن هذا لا يلغي من الحسابات إمكانية قيام إيران بتحريك أذرعها في العراق او اليمن وخاصة في لبنان وحزب الله لإنجاز رد الفعل الثاني على ضربة اسرائيل، وهو ما يعني أستمرار لعبة لي الأيدي سياسيا اكثر من الاندفاع نحو الحرب. فنتنياهو يرغب في تمديد حكمه بإعادة صورة اسرائيل العسكرية التي سقطت في وحل غزة، وايران تريد المحافظة على صورتها و موطىء قدمها لدى اذرعها التي تعتبرها آليات الدفاع عنها لدى اية مواجهات مفترضة مع الكيان والولايات المتحدة و فرض حضورها السياسي في منطقة عربية تفوق صورة “الرجل المريض”

أكمل القراءة

صن نار