تابعنا على

جور نار

17 ديسمبر أو 14 جانفي ، لا رابح .. لا خاسر ..

نشرت

في

لو كانوا يعرفون أنه بعد 12 سنة …

تاريخ أو تواريخ للاحتفال ، شارع أو شوارع للتظاهر ، قراءة أو قراءات لما حدث بين من يعتبره انتصارا لإرادة شعبيّة ومن يرى أنّه استجابة لقرار دولي بإزاحة بن علي ، تسمية أو تسميات بين انتفاضة و ثورة و انقلاب جزء من النظام على جزء آخر ...

عبير عميش

إلى اليوم لم يتّفق التوانسة على ما حدث … و لكن مهما اختلفت المواقف والرؤى ، فإنّ الجميع يقرّون بأنّ يوم 14 جانفي كان يوما استثنائيا بكلّ المقاييس و أن لا أحد يمكنه أن يمحوه أو أن يمحو رمزيّته من الذّاكرة بمجرّد مرسوم نابع عن إرادة فرديّة ، فالحكاّم راحلون و الشّعوب باقية وذاكرة الشعوب أبقى و أنصع … و ما أكثر الحكّام الذين حاولوا بناء التواريخ بما يتماهى مع رغباتهم و رؤاهم و لكنّهم فشلوا في ذلك بل زادوا الشّعوب تشبّثا بذاكرتهم الجمعيّة ….

فتونس بلادنا جميعا و هي ليست ملكا للدساترة أو للنهضة أو لغيرهما و هي كذلك ليست ملكا لشخص واحد يُهيَّأ إليه أنّه الصادق الوحيد و يُهيِّء إليه المحيطون به أنّه الزّعيم و المنقذ الوحيد و لكنّه يدرك و يدركون معه انحسار شعبيّته و يعرف جيّدا المأزق الذي أوقعه فيه مساره الفردي و استفتاؤه الضعيف و انتخاباته التي نفخوا فيها لتبلغ نسبة 11 % من المشاركين ..

شعبية يحسّ بأفولها و يحاول أن يسترجعها دون جدوى و لذا خرج يوم 13 جانفي مستبقا الأوس و الخزرج إلى الشارع و محاولا بسيره وسط الأسواق – مدجّجا بالأمن و حاملي السّلاح – أن يبيّن أنّه لا يخشى المعارضة و أنّه مازال محافظا على شعبيّته …غير أنّه فضح بعباراته و ملامحه ما أراد أن يخفيه فهدّد و توعّد و شتم المعارضين كعادته بأاعتبارهم سبب كلّ خراب و انهيار … متناسيا أنه في الحكم منذ 3 سنوات و في حكم فردي ممسك بكلّ دواليب السلطة منذ سنة و نصف و أنّ الازمة السياسية التي سببتها اجراءات 25 جويلية 2021 بإغلاق البرلمان و ما تبعها مثل المرسوم 117 و تعيين حكومة شكلية – مادامت القرارات الرّسميّة لا تصدر إلا عن قرطاج – و وضع دستور ذي صياغة فرديّة – رافضا أي حوار أو تشاور و مقصيا للمقترحات الواردة عليه – و سنّ قانون انتخابي على مقاس مؤيّديه و أنصاره ..

كلّ هذه الإجراءات عمقت من تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي عاشتها البلاد منذ ثورة 2011 و حتّى ما قبلها (و إلاّ فعلام انتفض النّاس و سقط الشّهداء حينها ؟) فالتّوتّر الداخلي يلعب دورا كبيرا في التّضخّم و تدهور قيمة الدّينار و العجز عن إيجاد حلول للموادّ المفقودة في الأسواق ، أضف إلى ذلك ما يعانيه نظام قيس سعيّد من عزلة خارجيّة تسببّ فيها رفضه لكلّ حوار و تصريحاته المتشنّجة و خطاباته الفاقدة للدّبلوماسيّة و تطاوله على المؤسّسات الدّولية و حتّى على بعض القوى الأجنبيّة ممّا فاقم من عجز البلاد عن إيجاد الحلول و التمويلات …

أمّا من ناحية المعارضة فإنّ المشهد بالأمس كان أصدق تعبير عن وضعها و عمّا أراده لها سعيّد أيضا و قد انقسمت مربّعات مربّعات في شارع الحبيب بورقيبة و في غيره من المناطق … معارضة منقسمة إلى مِلل و نِحل تعارض السلطة و تعارض بعضها البعض … مازال بعض قياداتها يعيشون صراع السّبعينات و الثمانينات و انقسامات الجامعة ويحنّون إلى خطابات حجرة سقراط و مقاهي و حانات المدينة و يتشبّثون بالماضي …و قد نسوا أنّ المستقبل لن ينتظرهم و أنّ الشعب قد سئم عباراتهم المكرّرة و فقد ثقته فيهم و أنّه قد جرّب أغلبهم ففشل و أنّه عليهم إن أرادوا لأحزابهم البقاء أن يفسحوا المجال أمام وجوه جديدة و كفاءات شابّة بخطاب جديد مساير للعصر و تصوّرات تلبي احتياجات شعب 2023 و 2025 و 2030 و ما بعدها …

كفاءات تنبذ الصراعات الإيديولوجيّة و توقن أن البلاد تتّسع للجميع بعيدا عن منطق الكره و الإقصاء و العقاب الجماعي … و رغم عرقلة التنقّلات بين المدن بالأمس و رغم الانقسام و رغم أنّ يوم 14 لم يعد يوم عطلة بعد أن قرّر قيس سعيّد حذفه من قائمة العطل الرّسميّة و منع بطريقة غير مباشرة عددا كبيرا من المشاركة في المظاهرات … إلا انّ الأعداد كانت كثيفة و كان الشارع مسرحا لتحرّكات عديدة عبّر أصحابها عن رفضهم لحذف الاحتفال بهذه الذّكرى و عن معارضتهم لتوجهات الرئيس الفردانيّة و لكنّها رغم ذلك لم تكن كافية لإسقاط النّظام كما كان يحلم بعضهم …

فالغالبيّة العظمى من الشعب ليست مع سعيّد أو هي لم تعد معه كما كانت في الدّور الثاني من انتخابات 2019 أو حتّى كما كانت معه لحظة 25 جويلية بعد أن أرهقها ضعف تسييره لدواليب الدّولة و عجزه عن حلّ المشكلات الاقتصاديّة و الاجتماعيّة للبلاد … كما أنّها ليست مع من نزلوا اليوم من معارضة تميّز بعضها سابقا بانتهازيّته و بفشله في إدارة دواليب الدّولة عندما كان في الحكم و تميّز بعضها الآخر بتقلّب مواقفه و رقصه على كلّ الحبال …

و في الأثناء و أمام فقدان الثقة في الطّرفين سُلطة و معارضة تستمرّ حالة التوازن المتفجّر و عدم حسم أي طرف للمعركة و تتواصل أزمة البلاد و تتزداد هشاشة الواقع و يوشك غضب الشّعب أن ينفجر بطريقة سيعجز الجميع عن تأطيرها و الإحاطة بها، فالجوع كافر و اليأس قاتل و من يفقد الأمل في الحاضر لن يأبه أبدا للمستقبل … و لعلّ الأيّام القادمة تحمل الجديد خاصّة بعد خطاب الطبوبي بالأمس و بعد المبادرة التي يعدّ لها الاتحاد و من معه من منظمات و يوم 26 جانفي في البال …

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جور نار

عربيا… ماذا بعد مجازر غزة؟

نشرت

في

شيخوخة جامعة الدول العربية

تعيش القضية الفلسطينية حلقة أخرى من مسلسل المجازر التي فاقت مجازر النازية سنوات الحرب العالمية لكن هذه المرة اختلف الأمر.

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari
محمد الزمزاري

إذ لم تمر أحداث غزة وحتى الضفة الغربية مرور الكرام على مستوى الإعلام العالمي مثل مثيلاتها دير ياسين او صبرا وشاتيلا او العديد من المجازر و العمليات الاجرامية في حق الفلسطينيين من حرق و تدمير البيوت و افتكاك الأملاك و المنازل وامتلاء السجون بالشباب و الشيوخ وحتى بالأطفال و النساء. والاكيد ان وسائل الإعلام قد رفعت الغطاء هذه المرة وحركت الدوافع الإنسانية لدى جل شعوب العالم و حتى بعض الحكومات و أعضاء البرلمانات شرقا و غربا بل يمكننا حتى إضافة العديد من اليهود المنددين بهذه المجازر و ما رافقها من حصار وتجويع للمدنيين.

لعل ما يجلب الانتباه و يثير مزيدا من الاحباط و حتى النقمة لدى الشعوب العربية هو ما اعتمل و يعتمل لدى الحكام العرب من مواقف مخزية وجبانة وصلت إلى التورط والعمالة ضد الفلسطينيين وهو ما سيساعد على تغذية ذاكرة النقمة الشعبية لدى ناشئة الشباب العربي الذي ابتعد ابتعاد كليا عن عقيدة القومية العربية التى اكتسحت شباب سنوات الستينات او السبعينات ..لكن بالمقابل قربت نفس الاجيال من مفهوم احتلال فلسطين و نازية الصهيونية التي ترسخت في عقول هذه الاجيال الجديدة من الفلسطينيين الذين عايشوا اجرام الصهيونية الذي فاق بكثير محرقة هولوكوست في ألمانيا النازية.

ولعله لن يكون من المبالغة في شيء ان الكيان قد زاد في نحت منظومة المقاومة لدى الاجيال القادمة كما قد يكون قد اشاع مزيدا من الاحباط و النقمة و إعادة بؤر الإرهاب في العالم، و طرح القضية الفلسطينية بأكثر قوة لدى أجيال لم تعرف إلا القليل منها في عالمنا العربي و في بقية العالم بعد ان ترسخت صورة المحتل النازي و صورة المقاوم للاحتلال ضحية النازية. وهو تدرج إيجابي بالنسبة للفلسطينيين قد يؤتي ثماره لاحقا.

لكن اهم ما يمكن تسجيله أيضا هو مكامن نقمة جديدة تجاه الحكام العرب الذين ذكرناهم والذين لم يكونوا سلبيين فقط أمام المجازر التي قام و يقوم بها الكيان لكن أيضا تميزوا بدعمهم للكيان النازي و في أحسن الحالات بصمتهم أمام ما يجري .

ستشهد الساحة العربية لاحقا سقوط عدد من رؤوس حكامها التي اينعت و حان قطافها سواء بالاغتيالات او بالانقلابات او بمزيد انتشار الانتفاضات الخطيرة حتى لو البست أسبابها الاجتماعية المتعلقة بشظف العيش، لان الهوة أصبحت ساحقة إلى حدود الياس من عمامات و رؤوس احمرة تقودها ربطات عنق أمريكية و خرق طاقيات صهيونية.

إن موجات الانتفاضات قد أعلنت قدومها قريبا لتعصف بعدد من الملوك و الرؤساء العرب لكن الخوف كل الخوف هو ان تعيد هذه الانتفاضات شعوبنا إلى عشرية أخرى او لاشباح الاخوان الذين دمروا اوطاننا ..

أكمل القراءة

جور نار

ورقات يتيم … الورقة رقم 20

نشرت

في

Homme Debout Lisant Un Livre Vectores, Ilustraciones y Gráficos - 123RF

استاذي محسن الحبيب اطال الله عمره لم يكن في تلك الحقبة الاستاذ الكلاسيكي في تعامله معنا ..لم يكن ذلك الاستاذ الحازم الشديد المهاب والذي لا صلة لنا به الا من خلال ما يقدّمه في الفصل حيث (الذبّانة تسمع حسّها) كابن عمه سي رشيد رحمه الله ..وكجلّ الاساتذة انذاك ..

عبد الكريم قطاطة
عبد الكريم قطاطة

سي محسن كان يميل في اسلوبه معنا الى المزج بين الجد والهزل ..وبقدر ما كان حريصا على اثرائنا معرفيا بقدر ما كنّا نجد فيه ذلك الانسان المختلف عندما يقتضي المقام … ربّما سنّه كشاب هو من الاشياء التي جعلته قريبا جدّا منّا .. اتذكّر جيّدا زميلنا مبروك البردعة والذي هو بدوره اصبح استاذا في مادّة العربية اطال الله عمره، رفع اصبعه ذات يوم للمشاركة في الدرس وكان ذلك في بداية السنة الدراسية ..واجتهادا من زميلي مبروك اراد أن يعرّف بنفسه قبل بداية مداخلته فذكر اسمه ولقبه (مبروك البردعة) …فماكان من سي محسن الا ان اجابه: “الله يبارك فيك تفضّل!” … ضجّ الفصل ضحكا وسفّ سي محسن سيجارته سفّة لا يعرف حجمها الا هو وقال: نواصل ..وانتهى الامر ..

سي محسن ايضا كان صديقنا جدّا وهو يشارك معنا في الرحلات المدرسية كمشرف عليها …سي محسن ايضا هو اوّل من فكّر في بعث مجلّة مدرسية يطلق فيها التلاميذ العنان لاقلامهم وسمّاها “الخواطر” وكانت لي اوّل محاولة رسمية للكتابة ضمنها ..سي محسن ايضا كان اذاعيا مساهما في اذاعة صفاقس بالعديد من البرامج الثقافية منذ عاد من بغداد في اواسط الستّينات ..وسي محسن كان مساهما في عديد الجمعيات من المجتمع المدني ..سي محسن هو ايضا مؤلف للعديد من الكتب ومن ضمنها (قال قلمي) وفي اجزاء ثلاثة …وفي سنة 2006 جاء سي محسن كما ذكرت سابقا ليسلّمني نسخة من الجزء الاوّل ..ويقول لي: ابحث عن الصفحة 200 واقرأ … لم يضف شيئا وافترقنا ..في الحقيقة لم نفترق ..ولن نفترق…

قلت كم مرة ان الحياة تهبك احيانا اوسمة لا تقدّر بثمن وها انا استسمحكم في هذه الورقة ان انقل لكم حرفيا واحدا من اغلى الاوسمة في حياتي … انه مقاله الذي كتبه سنة 1999 ولم يكتب لكتابه النشر الا سنة 2005 حول تلميذه عبدالكريم …سي محسن الحبيّب وما ادراك يخصّني بمقال …؟؟؟ هل انتم شاعرون بكمّ السعادة التي تغرقني ولا تميتني .. لن اطيل عليكم لان ما كتبه سي محسن غزير جدّا ومعذرة ان كانت تلك الغزارة ستأخذ من صبركم الكثير ..ولكن ثقتي بأنكم تفهمون ما معنى ان تشاركوني في تذوّق طعم سعادتي والتي اريدها سعادتكم .. قد يغفر لي نشر المقال باكمله (كلّو) … فقط للاشارة هنالك تاريخ اخطأ فيه استاذي ..هو ذكر سنة 1970 والسنة انذاك كانت سنة 1967 …

العنوان “كنت وستظل بما انت .. حاضرا في الذّاكرة”:

“ذاكرة المربّي عادة لا تحتفظ بأسماء وبصفات وبملامح تلاميذه _خاصة مَن لقاؤه بهم محدود، إلاّ الّذين كانوا متميّزين بمواقفهم .. امّا الجادّة النشطة الخصبة او الطائشة الرافضة المشاكسة المتمرّدة العابثة التي تختار التهريج للظهور والتجاوز للريادة ابني الكريم، كنت من بين تلاميذي المتميّزين البارزين ممن تحتفظ بهم وبسلوكهم وبحركاتهم وبمواقفهم الذّاكرة .. والتميّز هذا كان بعيدا عن الشقاوة وسوء السلوك .. ابني كان مرحا تثيره الطرفة الدسمة الجادّة وتستهويه النّادرة الهادفة المثرية .. كان وديعا لطيفا كيّسا بعيدا عن الغلظة والخشونة قولا وفعلا .. وكم يخصب عطاؤه واسهامه في الدرس وفي ملحقاته كلّما كان جوّ القسم خفيفا رائعا مريحا منعشا بعيدا عن التجهّم والفوقية والصدّ والزجر ..

“عندها تراه يجادل ويثابر ويجتهد متحدّيا الصّعاب ومعرقليه ومستفزّيه او هو على الاصحّ يحاول ذلك لانّه يأبى الظلم والاحتقار والتسلّط والاستخفاف … اذكر انه كان شغوفا بالمطالعة وميّالا جدّا للثقافة العامة اضافة الى ما تلزمه به مناهج وبرامج التعلّم من واجبات وفروض ..تراه يسأل عن المعرفة وعن مصادرها… تلقاه توّاقا للطّريف من الجديد تعجبك فيه قوّة الذّاكرة وسرعة الاجابة وحسن التخلّص وعذوبة الاداء ولطف المحاجّة وادب المراء… وينطلق في هذا كلّه من مخزونه الذي كان بالقياس لاترابه خصبا ثريّا متنوّعا… ويستعين في ادائه بطلاقة لسانه وبرقّة نبراته فتستسيغه وتميل اليه وتسايره حتى ولو اشتدّ في مداخلاته واخذه بعض الانفعال وشيء من التحدّي وقليل من المداعبة… ومنذ شبابه الباكر ومنذ عرفته كان يريد ان يلتزم والالتزام في عمره وفي ايّامه غير منتظر ولكنّه كان يختار مسيرة معيّنة ومواقف محدّدة وخيارات مضبوطة حتى تلقاه احيانا صلبا عنودا .. وثباته هذا واعتداده بنفسه قد احرجاه حينا وجلبا له بعض المصاعب وعددا من المواجهين ...

“كان ذلك اثناء تعلّمه وبعده ولكنه كان صبورا جَلِدا ثابتا فتجاوز بذكائه وجدّه ومثابرته وبما وفّر له اطّلاعه، كثيرا من الصعاب … قد كان يمثّل التلميذ الواعي المثقف المتميّز بدقّة ملاحظاته وبقوّة ذاكرته وبالدّفاع عن آرائه .. فيشدّ الآخرين اليه .. فهم امّا معجبون محبّون وامّا حاقدون حاسدون ويسعون للكيد له والتربّص به .. وفي الحالتين وفي كل الحالات بسرعة يجد الجواب الذّكي الطريف فيبهت المشاكس المتربص ويزداد تعلّقا به الصّديق الوفيّ… كان يميل الى الاستطراد وتوليد الافكار فتخاله قد تاه ومال للحشو، ولكنّه لا يتيه انّما يحسن العودة الى المنطلق والى الموصوف فاذا استطراده اثراء وتلوين ولا يستطيعه الا واسع المعرفة ..هذا اذا حاور وجادل واذاع ..واذا كتب وتولّى تحليل القضايا يركب الوصف والخيال وينساب وراءهما فيدعم الاستطراد التحليل واذا بك تقرأ ابداعا وفنّا او شيئا يشبه الابداع والفن …ولا تقرأ تحليلبا جافّا ولا جدلا عقيما ولا شواهد قلقة مبتورة نابية ولا استخلاصا غير سليم .. بل انّك واجد في ما يكتب تسلسلا وتماسكا بعيدين عن الجفاف ..

“عشقه للوصف وللخيال اضرّا به في تحاليله الادبية وفي انشائه عند بداية المرحلة الثانية من التعليم الثانوي (الرابعة آداب سابقا سنة 1970 ، الاصح سنة 1967 ) هذا الكبوة وهذا الفشل لم يقعداه ولم يثنيا عزمه …انّما تخلّص منهما في سنته السادسة لكنه ظلّ يحنّ للوصف للخيال فشدّني تقويم كتاباته ولكنّه صمد وايقن انه الى المبدعين اميل .. فاختار الوصف والتصوير والخيال والتوليد مستفيدا من مطالعاته ومؤهلاته… وفتحت له مجلّة المعهد صدرها فاذا هو يساهم في اعدادها واخراجها مضمونا وشكلا صحبة نخبة من زملائه الاخيار وكان لي شرف رفقتهم والاستعانة بهم…

“هذه الصفات والملامح قد اهّلتك لتضطلع احسن الاضطلاع بادوارك ومكّنتك من افحام مخاصميك بالعمل والجدّ ومن مواجهة مشاكسيك بالصبر والتغافل عنهم ودفعتك لتواصل السّعي والتحدّي وتقديم الافادة والنفع .. وقد دفعت ضريبة النجاح والانتشار والارتقاء سلواك حبّ الصادقين اليك ورضاهم عمّا يصلهم اينما كانوا ممّا يفيض به قلمك وما يصدع به صوتك ..وصمدت وخرجت ناجحا متميّزا كلّما ساهمت او شاركت بالرأي .بالخبر ..بالنادرة .. بالشاهد ..نجاحك لم يرض البعض ولكن ما ذنبك ؟ ارضاء جميع الناس شيء لا يُنال …

“ابني صديقي وزميلي ..مادمت تنثر ما تؤمن به وما تراه مثمرا وسليما فلا تثريب عليك … فالخصب الثّري مهما اخفته الغيوم فانه باد يوما، وما دمت تدرك يقينا صدى مساهماتك ورضى الناس عنها فلا تكترث بمن ناصبوك العداء… وقد حان الوقت ليأخذ قلمك نصيبا هاما مما ينحته فكرك ويبوح به وجدانك وليتك تنصرف الى تدوين بعض تجاربك ببياضها وبسوادها بحلوها وبمرّها فاحسب انّها لصدقها ستكون مفيدة ولست اوّل من علّمته الرّماية فرماك ..وارد ان تعثر وغير مقبول الا ان نقوم اذا عثرنا او عثّرونا ..

“ابني الكريم ..من منطلق حنان الابوّة وصفائه ومن صدق الصّداقة ونبلها وقداستها، اهمس في اذنك قائلا ومناشدا لجسمك عليك حقّ ولحاجة الخلاّن الاوفياء لجسمك السّليم لتظلّ بفكرك النّابض وبادائك البليغ قريبا منهم قائما بينهم واصلا اليهم ..اعتن بصحّتك واعزم هجرة ما يؤذيك مادّيا ومعنويّا واخرج دوما يدك من جيبك بيضاء لا تؤذي المستنشقين …وحتّى القاك او يصلني صداك احيّيك مكبرا ومعتزا بكل الايّام التي عرفتك فيها وبكل ما تضمّنته …وستظلّ في الذاكرة …محسن الحبيّب”

_انتهى المقال.

مرّة اخرى وانا انقل لكم هذا المقال الوسام من استاذي احسّ والله برغبة جامحة في البكاء ..فسّروا كما شئتم هذه الرغبة، فسّروا كما شئتم ماهيّة وروعة البكاء عندي ..ولكن احسّ والله برغبة لا توصف في ان اطبع بوسة لا تشبه اي بوس على جبين الرحمان حبّا وحبّا وحبّا للرحمان …هل اصف لكم بعضا منّي الان …انا كموج المحيطات في صخبه الجميل فاشتهي الابحار في يمّه والغرق في احشائه حتى انتعش وانتشي ايما نشوة… واطفو واطفو واطفو… انا كخطاف الربيع في تجمّعه وتفرّقه في عنان السماء بل كربيع الربيع .. وانا كسرب نمل وهو يوشوش لاسراب النّمل الاخرى و يدعو كلّ العشيرة الى الولوج الى بيوتها حتى لا يحطمنّها سليمان وجنوده وهم لا يشعرون …

بإيجاز انا كسابح سابح سابح في ملكوت الله …استاذي الكبير قد اكون حققت لك ولكلّ من علّمني بعض السّعادة والرّضى عمّا بذرتموه فينا ..ولكن سعادتي اكبر عندما تتأكّدون جميعا انّنا قبس صغير من نوركم وا نّنا حاولنا وما زلنا نحاول (حتى يهلّ علينا هلال اجلنا) تقديم شيء من قبسكم … حتى نسعدكم اكثر ونسعد اصدقاءنا اكثر واكثر ….. انذاك اغنّي لك ولهم: “.والقمر من فرحنا (و قبسكم) حينوّر اكثر ..والنجوم حتبان لينا اجمل واكبر والشجر قبل الربيع حنشوفو اخضر” …

ـ يتبع ـ

أكمل القراءة

جور نار

ورقات يتيم … الورقة رقم 19

نشرت

في

وجاءت الرابعة آداب او كما يلقبها سي احمد الزغل مدير “معهد الحيّ” الرابعة عذاب، لانّنا اتعبنا العديد من الاساتذة والقيّمين … وربّما ما كان يشفع لنا انه بقدر عفرتتنا بقدر تميّزنا …

عبد الكريم قطاطة
عبد الكريم قطاطة

توجّهي الى شعبة الآداب كان اختيارا وامنية نعم بالنسبة لي… ولكنّه كان ايضا الامكانية الوحيدة، فانا كنت في تعلّمي “كرارطي” … عبارة كم اجدها جميلة ومعبرة اي نكركر والقسم على الله من الكرّيطة في المعدل العام تكركير … فمعدلاتي في المواد العلمية وخاصة الرياضيات لا تتجاوز الخمسة على عشرين .. ومعدلاتي في المواد (متاع التمحريث) التاريخ والجغرافيا والتربية الدينية والمدنية، فوق المتوسط بقليل ..اما في الفرنسية “ما قال حد لحد” منذ داودي مسيو دوميناتي عام السيزيام ..ماذا بقي ..؟؟ العربية وكنت متميزا فيها كذلك الانكليزية ومواد الترفيه …الرياضة والموسيقى … و حتى الرسم وكما تعرفون كنت “شلاكة” ومن النوع البلاستيكي … اذن اين المفر ..؟؟

شعبة الرياضيات امامكم وشعبة العلوم وراءكم وحتى شعبة ترشيح المعلمين اعتبرها نوعا من “المحقرانية” وانا الطموح الى هيمالايا في احلامي .. ثم جانب الولع بالادب والشعر والاغنية والمسرح والموسيقى والجنون والهبال لا مكان له خارج شعبة الاداب … كنّا نحن تلاميذ شعبة الاداب نسخر جدا من جماعة شعبة الرياضيات خاصة وننعت شعبتهم بـ “علوم البهائم” … وكنا نتفنن في التهكم على اختياراتهم ونكتب لهم معارضات شعرية من نوع “قل لمن يدّعي في المات فلسفة وجدت ايكسا وغابت عنك ايغراكو… { x y …المات هي الرياضيات } كنّا نعتبر انفسنا اسياد القوم دون منازع …البقية كانوا في جلّهم “محارث خدمة” بينما نحن الفن والوعي والجمال …وهذا يعني في سنّنا تلك وفي الحقيقة الهرج والمرج والعفرتة ..كنا اكثر التلاميذ شيطنة قرابة الاربعين تلميذا لا يمكن وصفهم الا _مقطّرين ……من …….الكلاب …(خاطيني ذلك هو ما يقال عنا)…

انذاك بمعهد الحي كان لكل شعبة قسم واحد يجمع تلاميذها اذن لا وجود لاداب واحد واداب 2 وكذلك بالنسبة للشعب الاخرى … وشعبة الاداب انذاك هي طليعة الشعب في عديد الانشطة المدرسية، وحتى في النشاطات غير المدرسية بتاتا … في بداية تلك السنة تغيّرت كثيرا نوعية الاساتذة ..ومنذ تلك السنة بدأنا نحن تلاميذ الاداب خاصة ندخل نقلة نوعية في فكرنا وسلوكنا ووعينا ..فعلاوة على اهمية المحاور التي ندرسها في كل المواد والتي ستعدّنا للسنة المقبلة لتجاوز الجزء الاول من البكالوريا… حيث كانت الباكالوريا في ذلك الزمن نمتحن فيها على جزأين جزء اول سنة خامسة والجزء الثاني سنة سادسة … علاوة على ذلك كنّا محظوظين جدّا جدا جدّا …. لا مقارنة بالشعب الاخرى في معهد الحيّ فقط بل مقارنة بكل المعاهد الاخرى بصفاقس وهي اربعة: الحي ّ الليسيه، هادي شاكر، التكنيك 9 افريل و”ليسيه دي جون في” معهد الفتيات المحاذي للبلدية الكبرى الان…

كنّا نتميّز بظاهرة كانت موجودة فقط في الحيّ: الاساتذة المسيّسين جدا، ومن فصائل مختلفة ..الدستوري وهل يخفى الخروع ؟؟ مع احترامي للشرفاء منهم ولكن اعني بالخروع “القوّادة” القذرون، لان القوّادة العاديين موجودون في كل الاحزاب منذ معركة الاحزاب …بل ووجودهم طبيعي ويجب ان يكون لانه لم يخلق لحد الان نظام دون شرطة رسمية وشرطة سريّة ..والقوّادة القذرون هم من يبيعوا الاب ..الام ..الاخ ..الشرف ..من اجل حفنة من المال او من الجاه …وهؤلاء ايضا موجودون وتزايد عددهم بعد نكسة 14 جانفي …

اعود لفصائل اساتذتنا انذاك حيث كان فيهم اليوسفيون ..القوميون ..الناصريون ..البعثيون ..جل اساتذة المواد الرئيسية (عربية تاريخ جفرافيا فلسفة في مرحلة لاحقة) هم خريجو دراسات جامعية بسوريا والعراق خاصة …لذلك كانوا ومنذ السنة الرابعة آداب يبثون فينا الوعي بواقعنا التونسي وبالواقع العربي عموما …وتخيلوا (كريّم واترابه) ينصتون الى هذه النغمات الجديدة في دراستنا وهم مزبهلّون بمعارف سياسية جديدة … تخيّلوا الان ونحن نلتقي في ساحة المدرسة وفي استراحة العاشرة صباحا او الرابعة ظهرا كيف ننظر الى رعاع القوم في الشعب الاخرى ..كان الواحد منا يلبس جلباب عبد الناصر (روح الامة العربية) كما تقول احدى الاغاني المصرية … فيتصدّر الحلقات وبالكاد يحفظ بعض المقولات للريّس وبعض المواقف ليبرز عضلاته …

منذ السنة الرابعة آداب بدأنا عملية التماهي مع كل من هو نجم في ميدانه ..ففي الفن مثلا كنت كثيرا ما اقف امام المرآة لاردد اغاني العندليب خاصة.. وفي المسرح كنت اتماهى مع حسين رياض رغم فارق السن بيننا… وفي العشق والغرام كنت اتماهى مع ابطال احسان عبدالقدوس خاصة ….فكنت اكتب قصصا وهمية لحكايات غرام لم اعشها ابدا ..وكنت اتفنن في تصوير كريّم العاشق الولهان، ولكن المعذّب دوما .. ولست ادري لماذا اقرن كل قصصي بالنهايات غير السعيدة على عكس الافلام المصرية … وحتى تلك الافلام المصرية لم تعد تقنعني ربما لاني اكتشفت سذاجتها وتشابه قصصها ..بداية حب ..صدّ من الحبيب ..ثم نهاية سعيدة …لذلك بدأت اتحوّل الى باحث عن الوان سينمائية اخرى …انذاك اكتشفت افلام القوة والبطولة الجسدية (هركيل وماسيست)…

هل هو تعويض للجانب الجسدي (اللي على قدّو) في عبدالكريم ؟؟ هل هو التماهي مع البطل الذي لا يهزم ؟؟ هل هو بحث عن اثراء العالم السمعي البصري ..؟؟؟ ربما هي تلك الاسباب مجتمعة مع بعضها البعض..وكنا انذاك نتفنن في تغيير اسماء الممثلين النجوم فنقول عن “ستيف ريفز” سطا فريفش… ونقول عن “ايدي كونستاتين” هادي قسمطيني… ونقول عن “جيوليانو جيمّا” جيلاني بوجمعة ….تقولون سخافات ..؟؟ ومن قال اننا لم نكن سخيفين ايضا …؟؟؟

في بداية السنة الرابعة آداب بدأت اولى مصائبي مع الاداب العربية ..كان انذاك مدرّسنا الاستاذ محسن الحبيّب في اول سنة له بمعهد الحيّ ..استاذ شاب ومتميّز جدا وندين له جميعا بأنه واحد ممن اثروا فينا ايما تاثير في المرحلة الثانية من التعليم الثانوي ..كان على درجة كبيرة من الكفاءة من جهة وكان صديقنا جميعا اي “بحبوح” بالحاء وليس بالجيم …وكان الفرض الاول لاختبارنا جميعا وجاء يوم اعادة الفروض بعد اصلاحها … وصل الى اسمي وقال… 6 على عشرين …ولانه كان شديد الملاحظة انتبه الى اترابي بالقسم وهم ينظرون اليّ بدهشة … عبدالكريم ….6 على عشرين ..؟؟؟ كانت الصدمة انذاك بالنسبة لي موجعة … انا 6 على عشرين ؟؟ هذا تخربيش كرامة … وغبت تماما عن بقية الدرس …اصبت يومها بصمم لا مثيل له … تماما كذلك الذي ينزل فجأة في اعماق بئر من الغيبوبة فلا يسمع شيئا على الاطلاق …الاصوات تتحوّل الى ازيز …

كانت المشاعر مختلطة ..كنت اتصوّر بعض اترابي القادمين من فصول اخرى يتهامسون سخرية: “موش هذا عبدالكريم اللي ضاربو في روحو وبتباهى بأنو ما كيفوش في العربية ؟؟؟” …كنت اتصوّر الم وخيبة البعض من زملائي ممن عاصرونى في القاعة رقم 6 من الاولى حتى الثالثة ثانوي وعبدالكريم قائدهم في مادة العربية… يشبه تماما ذلك الطاهر بن حسن البطل التونسي في الملاكمة والذي تحلّق حوله التونسيون وطاهر نا يتبارى مع غاني اسمه بوازون (سمّ عافاكم الله) على بطولة افريقيا وما ان بدأت الجولة الاولى في ثوانيها حتى سقط الطاهر بضربة قوية من ايدي بوازون السامة ..والمعلّق التونسي ابراهيم المحواشي رحمه الله يستجدي الطاهر ويقول يا طاهر قوم ..يا طاهر في طولك ..يا طاهر في عرضك ..يا طاهر ما تخليناش ضحكة قدام اللي يسوى واللي ما يسواش ..ولكنها كانت القاضية …

وعشت حالة فقدان الوعي بكل ما يدور حولي انذاك ..رغم اني لم افقد الوعي ..ورنّ جرس الحيّ المزعج جدا وكانه صافرة الدعوة الى الالتجاء في المخابئ بفعل غارة قد تحدث …وهذا الجرس الغبي لم يفهم ان الغارة حدثت وسقطت شهيدا لها بصاروخ جو ارض عيار 6 على عشرين ..رن الجرس اذن معلنا انتهاء ساعة سي محسن الحبيّب وهممت بالخروج وبلعن الساعة التي عرفت فيها محسن الحبيّب ..الا انه فاجأني بقوله ..عبدالكريم ما تخرجش …عندي ما نحكي معاك …انصعت على مضض ولولا طاقة الصّبر التي عمّرتني طوال عمري لكنت “سبّيت قراقر جدّ والدين بو محسن الحبيّب والعربيّة والعالم بكلوّ” { اما ما ياخذكمش الهلس تبقبيق وبرّة …لست سبابا مطلقا وانا لحد الان قضّيت مع زوجتي وابنائي 36 سنة ولم اتفوه يوما بسبّة واحدة او بكلمة بذيئة، وهذه الاخيرة كانت بيني وبين اصدقائي زادنا اليومي في عمر ما .. وفي زمن ما . وبكل تفنّن واتقان}…

انزوى بي سي محسن الحبيّب اطال الله عمره وقال: شوف يا ولدي انا نعرف راهو انك كنت الاول في العربية مانيش راقد على اوذاني شفت نتايجكم الكل في السنة الماضية …اما توة راك في مرحلة جديدة متاع كتابة ..يلزمك تفهم انو كتابتك يلزمها تبعد عن الجانب الوصفي وتولّي كتابة تحليلية نقدية وانا عندي ثقة فيك وناكدلك من هنا لاخر السنة توصل تاخذ 12 على عشرين .. …نعم 12 على عشرين، وهو على فكرة افضل عدد انذاك لتلميذ متميّز عند سي محسن الحبيّب … في حياة الواحد منّا اوسمة لا نعرف مكنونها الا بعد مرور سنوات العمر …ذات يوم وبعد ان انتهيت من عملي امام مصدح حبيبتي اذاعة صفاقس (رغم انف من يحبّ ولا يحبّ) اعلمني زميلي المكلّف بالاستقبال في مدخل الاذاعة ان شخصا ما يريد مقابلتي ..خرجت ….فاذا بي امام جبل الاساتذة في الاداب العربية …سي محسن الحبيّب…

كنت انذاك احمل سيجارتي بين يديّ ودون ادنى شعور منّي رميتها وكأنني اتخلّص من اداة جريمة … احشم يا عبدالكريم تتكيّف قدّام استاذك ؟؟؟ وشكونو؟؟؟ سي محسن بكلّو … رغم انّي لم اشاهد استاذا يدخّن كما سي محسن كمّا ونوعا ..هو يلتهم السيجارة التهاما ويشعلها من اختها .. نظر اليّ سي محسن وقال ..اتكيّف يا ولدي توّة انا ما نعرفكش تتكيّف من وقت الرابعة ثانوي؟ …اما بوك محسن راهو بطّلو ان شاء الله تبطّلو كيفي … قلت له: اه اه ..ما يصيرش..العين ما تعلاش على الحاجب .._ثم وبعناق لم يخل من الطبطبة سلمت عليه بحرارة وقلت …حاجتك بحاجة سي محسن ؟؟؟ اجاب حاجتي بيك ..تفضّل سي محسن على عيني وراسي ….اخرج من محفظته كتابا وقال هذا هديتي اليك ..انت فخر لي .. وللحيّ …

ياااااااااااااااااااااااااااااااااه في حياتنا قد نمرض قد نعتلّ قد نشقى …قد نفتقد البعض من اكسيجيننا ولكن مجرّد حركة قد تكون كلمة قد تكون صورة، قد تكون عذوبة العذاب تحلّق بنا في عالم سحري فتحولنا بين لحظة واخرى.. بين ساعة واخرى …بين يوم وليلة ….من النقيض الى النقيض من الضياع الى وجود الوجود ….فمابالكم بكتاب يؤلفه سي محسن الحبيّب الاستاذ المميّز فوق العادة بحق (موش بترضيات سياسوية) ويهديه لتلميذه الذي صفعه يوما بستة على عشرين، ليعود به في نهاية السنة الى موقعه الحقيقي 12 على عشرين ثم ماذا لو علمتم بفحوى كتابه يااااااااااااااااااااااااه ازّاي ازّاي اوصف لكم حبّي وسعادتي ازّاي … …

ـ يتبع ـ

أكمل القراءة

صن نار